انتهى مشروع الحركة الشعبية إلى تقسيم السودان وشطره وذهب بالجنوب دولة قائمة جديدة. ولكن الحركة الشعبية أبقت فينا من ركبتهم ونفذت بهم هذا الخراب الكبير في البلاد. وكثير من القيادات المستغلة من قبلها أبو إلا أن يسيروا في ذات الخطى منكسين الرؤوس عمي عن الذي يساقون إليه ويسوقون البلاد نحوه. لم تجد الحركة في قناتها غير أن تزرع شوكا لثمر طعمت منه حراما إبان الحرب ورمته لنا حبات نتنة. وأصل المشورة الشعبية أنه مخرج للحركة الشعبية وقائد الحركة الشعبية استغلت به الحركة أبناء جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان في الحرب وجعلت أبناء النوبة في صفوفها حملة لصناديق الذخيرة على أكتافهم وحرسا لقائدها قرنق رمت لهم بوهم المشورة الشعبية وصورتها بأن فيها الخلاص وجعلت منها صك التعويض لهم بعد أن حاربوا الشمال وانفصل الجنوب بالجنوبيين ورمى بقطاع الشمال وأهل الشمال من مقاتليه من بين يديه ولفظهم لفظا. أهدر عرمان كل فرصه في الحياة والنضال فقد ذهب محاربا إلى الغابة ليفقد دراسته الجامعية وشهادته المأمولة وحزبه السابق ويخرح من ثوبه وأهله ويحمل السلاح ليقاتل الأهل وأبناء العمومة وفقد من بعد كل الأحلام والأوهام التي زرعتها الحركة وهما في رأسه أن يحكم السودان ولم يجد أمامه سودانا في الشمال نأى عنه من قبل ولا جنوبا هام في غاباته مقاتلا ويتعذر عليه اليوم وهو دولة جديدة تقوم على الإثنية والعنصرية . وغيب عنه الموت زعيمه برؤيته التي زعم أنها لا تموت وعلمه ملك الموت أن الرؤية الخائبة تموت وأن الزعيم يموت بينها وقبلها. وتبقت أحلام عقار يسعى بها لفصل جزء عزيز من البلاد بعد أن تجاوزته الحركة الشعبية وفصلت الجنوب رغما عنه و تركته في بيداء النيل الأزرق تخالطه أحلام بقايا قوة عسكرية وتخبطات أوهام يسوق بها الناس إلى مشروعات بينت الاستفتاءات والرأي فيها أن أهلنا في النيل الأزرق لم يخلبهم السحاب الخلب من ترهات الحركة الشعبية ولن يقبلوا بها وهي حركة تبيع الأوهام والأكاذيب ولن يتبعوها على خطى قيادي منها أصبح سابقا في عرفها وخرج عن دائرتها الجغرافية والسياسية والإثنية. ليس المشورة الشعبية غير بيع نسيئة تخلص به قرنق من تبعات من ناصروه وتنكر لهم وهي في وعودها ونصوصها الدستورية لا تسعف أحدا من الواهمين ليفصل بها أرضا من السودان من بعد . المشورة الشعبية اتفاق على فعل سياسي يتم في الدولة الواحدة والإقليم المحدد لينال أهل الإقليم فرصة في تحقيق أحلام وتطلعات تمنحهم بها فرصة أن يؤمنوها في ظل دولة السودان هذه وعبر مجالسهم النيابية لترفعها إلى مستويات الحكم المختلفة مركزية وولائية لا أن ترفع بها المهددات بالانفصال مثلما يرفع صوتهم بعض الواهمين الذين ينثرون أوهامهم في الإعلانات الصحفية. مشروع الحركة الشعبية الذي فصل الجنوب لم يعد مشروعا صالحا في السودان وهو مشروع يعاني سكرات الذي تجرع من قبل وليس بينه ولفظ الأنفاس غير محاولات الساعات الأخيرة. نقلاً عن الرائد 8/3/2011