أجرت مجلة ديرشبيغل الألمانية مقابلة مع مارتن شولز رئيس الهيئة البرلمانية للمجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي انتقد فيها بشدة تقديم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمصالحها الخاصة على حساب ضحايا الاشتباكات الدامية في ليبيا، ودعا الحكومة الألمانية بصفة خاصة إلى قبول اللاجئين القادمين من شمال إفريقيا، وأعرب عن اعتقاده بأن التدخل العسكري قد يكون الملاذ الأخير أمام المجتمع الدولي حيال التدهور الكبير في الوضع في ليبيا. وفيما يلي نص الحوار: يتصاعد الموقف في ليبيا يوم إثر آخر وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة، فما الذي يتعين على الغرب القيام به حيال هذا الموقف؟ ينبغي أن يتم تطبيق العقوبات الدولية التي فرضت على الرئيس الليبي معمر القذافي من قبل مجلس الأمن على الفور، ولا بد بصفة خاصة من الحيلولة دون تحكمه في أرصدته المالية، لأنه فيما يبدو يحاول الاستعانة بالمزيد من المرتزقة، وعلينا أن نبادر إلى عزله عن العالم في أسرع وقت ممكن. لم يتردد القذافي في قصف شعبه بالطائرات فهل يطرح هذا السؤال عما إذا كان يتعين على الغرب التدخل عسكريا؟ تتسم أساليب القذافي بالوحشية ولكن يتعين علينا الاختيار بدقة بين رد فعل انفعالي، وهو أمر يمكن تفهمه، وقرارات يمكن أن تفضي إلى حرب ممتدة، ولا بد من النظر في إمكانية اتخاذ جميع الإجراءات التي يمكن القيام بها في إطار ميثاق الأممالمتحدة، وأنا أشدد عمدا على كلمة «جميع». هنا وبتعبير آخر إدراج الخيار العسكري فيها، ولكن هذا لن يكون ممكنا إلا بمشاركة مجلس الأمن والدول العربية. كما هي الحال في حالة مصر فإن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ موقفا واضحا فيما يتعلق بليبيا، فهل منيت أوروبا بالفشل فيما الشرق الأوسط يقف على حافة عهد جديد؟ أتمنى أن يتم استخدام أساليب في التعبير أكثر دقة في هذا الصدد، فالناس يوجهون اللوم إلى الاتحاد الأوروبي ولكن المؤسسات القائمة في بروكسل تتحرك بالفعل، والبرلمان الأوروبي يقدم المال والمفوضية الأوروبية ضاعفت المعونة الإنسانية إلى ثلاثة أمثالها، وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي ليست المشكلة. ما هي المشكلة إذن؟ تكمن المشكلة في الدول الأعضاء، فهي تتبع مصالح متضاربة إلى حد كبير في بعض الأحيان، وقد سئمت من الهجمات على الاتحاد الأوروبي فالفضيحة الحقيقية تكمن في المناورات التي لا تنتهي التي تقوم بها الدول الأعضاء، ففرنسا لديها مصالح تاريخية وكذلك بريطانيا ولكن اللعبة التي تلعبها ألمانيا ليست أفضل حالا، فوزير الخارجية الألماني يتغنى بالثورة بينما تقول المستشارة الألمانية : «لا نريد لاجئين لطفا»، وما من شيء من هذا يبدو معقولا. يتوقع أن تكون هناك أعداد كبيرة من اللاجئين، وقد أظهر الموقف في مصر كيف أبدت أوروبا رد فعلها، حيث بادرت إلى عزل نفسها، هل هذه هي الإشارة الصحيحة؟ لا، ويتعين علينا أن نقول بما في وسعنا لمنع الناس في التحول إلى لاجئين في المقام الأول، فهناك أعداد كبيرة من هؤلاء الشباب في تلك البلاد والحاجة ماسة إليهم هناك، وسوف يكون مستقبلهم هناك، وهذا هو السبب في أنه من الضروري إنفاق مبالغ كبيرة الآن لمساعدة هؤلاء الناس من خلال التعاون الاقتصادي والتعليمي، والاستثمار في البنية الأساسية والمجتمع المدني، والحاجة ماسة إلى مليارات الدولارات في هذا الصدد. ولكنه سيظل هناك عدد من اللاجئين؟ نعم وليس بمقدورنا تركهم يغرقون في البحر المتوسط ويتعين علينا استقبالهم، ومن الطبيعي أن ألمانيا شأن الدول الأخرى يجب أن تقبل هؤلاء اللاجئين. فنحن ليس بإمكاننا أن نشجع الثورات في العالم بينما نزيح النتائج عن أعتابنا، فهذا موقف لا يمكن الاستمرار في تبنيه، وما نحتاج إليه في هذا الصدد هو نظام للحصص، بحيث يتم توزيع اللاجئين بين الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا، التي تستفيد باستمرار من أرصدة الطغاة يمكنها بسهولة استيعاب بعض اللاجئين.