في العام 1992 قاد المهندس جوزيف ملوال تمردًا شهيرًا ضد الحركة الشعبية برفقة نائب رئيس حكومة الجنوب الحالي الدكتور رياك مشار ختماه سويًا بالتوقيع على اتفاق مع الحكومة في العام 1997 وظل ملوال ماضيًا حتى اليوم في الاتفاق مع النظام عكس رفيقه الذي عاد أدراجه مرة أخرى لحظيرة الحركة.. الوزير «جوزيف ملوال» الأشهر بمعارضة الحركة الشعبية سياسيًا اعتُقل أمس الأول من داخل مسقط رأسه بمقاطعة رومبيك على يد استخبارات الحركة ونُقل للتحقيق وكالت له الحركة اتهامات عديدة متعلقة بالتخابر لصالح المؤتمر الوطني علاوة على محاولة تأليب الإستوائيين على الحركة والتعامل مع الفريق المنشق جورج أطور، ونقل ملوال إلى مدينة جوبا في ذات اليوم الذي اعتُقل فيه بعد تدخلات قبلية من أبناء عشيرته وينتظر أن تكون الحركة قد نقلته بصفة الإبعاد للخرطوم أمس. وظل ملوال في حالة تصادم عالية مع الحركة أشهرها تلك الفترة التي صاحبت الانتخابات المنصرمة والتي يعتقد ملوال أنه فاز بنتيجتها على مرشح الحركة لمنصب والي البحيرات، إلا أن الحركة الشعبية وقفت كثيرًا في وجهه وأشهر تلكم المواجهات السياسية عملية عزلة داخل حزبه فى مؤتمر عُقد في جوبا قال عنه ملوال إن الحركة موّلته وعينت قبريال شاتقسوف بدلاً منه، وذهب إلى أكثر من ذلك في تصويب الاتهامات للحركة بقوله إنها قامت بتأمين المؤتمرين بالحراس الشخصيين لسلفا كير. الحركة مؤخرًا باتت ترتعب من ملوال وتخشى بشدة تحالفه مع المنشقين خاصة بشمال بحر الغزال بالاتجاه صوب قوات عبد الباقي أو التحالف مع ياوياو بالبيبور أو جونقلي مع أطور وفق ما يروي لي محدثي السياسي الجنوبي عبر الهاتف أمس، ويقول إن الحركة ترى أن هنالك تحالفًا سريًا بين ملوال وأطور لذا عجلت باعتقاله بهدف إبعاده عن الجنوب وخوفًا من تأثيره على الاستوائيين ضدها بجانب والحديث للسياسي خميس حقار القيادي السابق بقطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني أن الحركة ترى في ملوال خطرًا كبيرًا عليها وأكثر ما تخشى تحالفه مع المعارضين لسياستها عسكريًا وسياسيًا. في المقابل ظل ملوال محتفظًا بمنصب داخل التشكيل الحكومي رغم عدم حصول أعضاء حزبه على مقاعد بالبرلمان القومي وظل المؤتمر الوطني وفيًا له بتخصيص مقعد وزاري له في كافة التشكيلات الحكومية طوال عمر الإنقاذ ومنذ توقيعه مع الحكومة.. ملوال في مناسبات كثيرة دمغ الحركة بالاتهامات وتبادل معها المناكفات السياسية، وقال في كثير من المناسبات إن الحركة خرقت بالتعمد اتفاق نيفاشا وهضمت حق الأحزاب الجنوبية في المشاركة بالتشكيل الحكومي بالجنوب واستحوذت على نصيب تلك الأحزاب هذا بجانب اتهامه المتصل للحركة بخلق الفوضى في الإقليم. وتبدو مخاوف الهلع من حدوث أزمة كبرى مع الحكومة بالخرطوم هي التي عجلت بترحيل الوزير الاتحادي للخرطوم أمس والتي قد يكون وصلها عصراً.. ويذكر وزير حكومي من حزب جنوبي بدولة السودان الجنوبي ل «الإنتباهة» تحفظ على البوح باسمه لدواعٍ تنظيمية وسياسية أن ملوال معارض صريح للحركة ولحكمها للدولة الجديدة، ويضيف «اعتقاله جاء بناء على رغبة الحركة في إسكات صوته العالي بجانب الخوف من تأثيره الكبير على الاستوائيين» ويردف: «تدخلات سياسية عليا بحكومة الجنوب هي التي أودت بترحيله للخرطوم» وينوه الوزير الى أن ملوال بات من أكثر المزعجين للحركة ولم تستطع الأخيرة إخفاء ذلك فعمدت إلى اعتقاله فورًا.. علاوة على أن اتهامة بتأليب الإستوائيين سيفتح أبواب الصراع الخفي بين الدينكا والإستوائيين القائم على الأرض قبل السلطة والثروة وقبائل النوير ليسوا ببعيدين عنه. نقلا عن صحيفة الانتباهة بتاريخ :23/3/2011م