الرجل الذي كان يقف أمام المتفاوضين في نيفاشا وهو يحاضر فيهم عن حل النزاعات وطرق التفاوض ..كان يظن ان مهمته سوف تنتهي بنهاية تلك المفاوضات .. لكن الدكتور ليمان الحاصل علي الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفارد ،وجد نفسه في موقع (التنفيذي )بدلا عن (المحاضر –المنظر )وهو يتسلم مهام المبعوث الجديد للرئيس الأمريكي الي السودان .والرجل يعلم تمام العلم ..لماذا ضحي اوباما بمبعوثة وهو يرخي أذنه للخرطوم ويستمع اليها . غرايشن المسكين ظن انه كسب ود الخرطوم ،/فسافر الي الشرق بعد ان سمع باحتجاج مؤتمر البجا . والجنرال الذي سافر دون علم الخارجية ..وجد نفسه محشورا في طائرة تعود به الي الخرطوم قبل ان تطأ قدماه ارض الشرق ..حيث تشرق الشمس . ورغم ذلك لم يسلم غرايشن من نيران الدكتورة سوزان رايس التي التقطت لها كاميرات الصحفيين صورة بالبيت الأبيض وهي ترفع فيها أصبعها في وجه المبعوث الرئاسي . ويري ليمان الصورة ..ويقبل بمهمة البديل لغرايشن ..فهل ستحمل مهمته –بفعل تلك الضغوط –طابعا عدائيا ؟؟؟. لم انه سوف يواصل ما بداه في نيفاشا ..وسيحاضر الطرفين مجددا و(يدفع بها دفعا )الي التفاهات المسنودة بالماكينة الأمريكية الجبارة ؟؟؟. برينسون ليكان هو المبعوث الأمريكي السادس الي (سلة مبعوثي العالم )...والاسم بين القوسين استحقه السودان بجدارة بعد فلسطين للعدد الكبير من المبعوثين الأمريكيين الذين توافدوا علي أرضه ليساهموا في حل المشكلات التي صنعها أبناؤه. ولكن .. وللأسف فان الحكومة دائما ما تعول علي المبعوثين الدوليين أكثر من تعويلها علي علي العمل الايجابي الداخلي الذي يمكنه من حل المشكلات دون حاجة للمبعوث ولا الدولة التي ْابتعثته . تعول علي أنها تستطيع الحراك بين تناقضات السياسة الدولية والاستجابة البطيئة والمترددة لما يطلبه المبعوث ...ثم انتظار ما سوف تسفر عنه تقاريره . وهو –أي مبعوث –يقدم طلبات محددة تتداخل فيها الأجندة الداخلية والخارجية ..وهو أمر لا حرج فيه عليه ولا تثريب ،طالما ان المبعوث لا يحمل الجنسية السودانية ولا يأبه للمصالح الوطنية للسودان ،ولا يهمه آلا خروجه بغنائم يرضي بها الباعثين . لكن الحرج واللوم يلفان من يمسكون بملفات القضايا الحساسة التي من اجلها يأتي الينا مبعوثو الدنيا الجديدة ...فهم الذين لا يفعلون جديدا ولا يتركون غيرهم ليفعل . أما أول ما سيواجهه برنستون فهو مشكلة آبيي ان تبخرت وثائق باقان في هواء قاعات مجلس الآمن الباردة . آبيي ستكون نقطة انطلاق الرجل ،وهو يحمل في جيبه الخلفي الخطة (ب)..وهي خطة مكشوفة عبرت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية بوضوح (اذا لم يصل الشريكان لحلول مرضية فيما يخص آبيي قبل شهر يوليو فسوف تفرض الولاياتالمتحدة حلولا حول المنطقة لن ترضي أياً من الطرفين ). والتاسع من يوليو تبقي له 97يوما فهل سيجلس الطرفان في انتظار الخطة (ب)؟؟؟ نقلا عن صحيفة التيار بتاريخ :3/4/2011