ثلاث سنوات حسوماً ونزاع الأطباء يراوح مكانه، فكلما يلوح افق للحل تتجدد الأزمة، فلجنة الأطباء تتهم وزارة الصحة بانها تُسوِف قضيتها ولاتسعى لحلها، بل أن كل اتفاقية للحل تتحول إلى ارشيف متكدس بالإتفاقيات، اما اتحاد الاطباء فيرى أن القضية تحولت الى سياسية بعد ان كانت مطلبية وانها فقدت مشروعيتها. . «الرأي العام» أجرت مواجهة بين د. نزار محمد ادريس عضو اتحاد الاطباء ود.ناهد محمد الحسن عضو لجنة الأطباء: .... د. نزار محمد ادريس: قضية الأطباء تحولت إلى سياسية ومطالبة بإسقاط النظام * د. نزار لماذا قضية الأطباء معلقة منذ ثلاث سنوات؟ - قضية الأطباء بدأ الحديث عنها منذ العام الماضي عبر لجنة اطباء السودان، وعرضت عدداً من القضايا بما يختص بشروط تحسين الخدمة وقضايا تتعلق بأجور نواب الإختصاصيين وتعامل اتحاد الاطباء مع القضية باعتبارها قضية مطلبية، فتم التأمين على إن يعطى الاطباء استحقاقاتهم المالية فوراً، ووقفنا وراء تحقيق ذلك بكل قوة. * هل أوفت وزارة الصحة بتلك الإستحقاقات؟ - طالبنا وزارة الصحة بدفع استحقاقات النواب عاجلاً وتمخض عن ذلك اتفاق بين وزارة الصحة والنواب حول معظم الاستحقاقات الخاصة بالنواب في الوقت ذاته، وكذلك طالبنا بالمزيد فيما يتعلق باستحقاقات الاطباء العموميين والاختصاصيين والإمتياز،بالرغم من ان اللجنة كانت مطالبها منحصرة حول النواب. * ولكن لجنة الأطباء قالت ان كل الاتفاقات معها لم تنفذ؟ - لجنة الأطباء رفعت سقف مطالبها الى تحسين شروط خدمة الأطباء بنسبة «50%». * هل نسبة الزيادة مبالغ فيها؟ - مسألة تحسين شروط الخدمة تتعلق بهيكل راتبي موحد لكل العاملين بالدولة وتحسين شروط الخدمة يجب ان لا يكون بزيادة الاجور مباشرة ولكن بتقديم خيارات لزيادات في الفصل الثاني. * ماذا تقصد بزيادات الفصل الثاني؟ - مثل الحوافز والبدلات والعلاوات ولكن الذي تمخضت عنه لجنة غندور ووزارة الصحة هو الاتفاق على زيادة بدلات وعلاوات محدودة زادت الطبيب النائب مبلغ «55.5» ج شهرياً بما يعادل «50%» من راتبه. * هل اوفت وزارة الصحة بتلك الزيادات؟ - وزارة الصحة أوفت باستحقاقات النواب بما فيها المنحة الدراسية وهي عبارة عن مبلغ «300» جنيه تدفع شهرياً مع المرتب ومبلغ «55» جنيهاً بدل وجبة تدفع مع المرتب، وأوفت كذلك بالعلاوة الشخصية للنواب قبل الدفعة «42» وقيمة العلاوة «200» جنيه. اما فيما يتعلق بعلاوة التدريب هو جزء من ميزانية تنمية الموارد البشرية والتزمت بدفعها من تاريخ 28 فبراير 2008. * دكتور.. هنالك من لم يصرف علاوة شخصية من الاطباء؟ - اللجنة تتحدث عن «1888» نائباً بعد الدفعة «42» وهؤلاء النواب لم تضف لهم علاوة شخصية لان العلاوة لها لوائح تخص ديوان شؤون الخدمة. * ولماذا لم يأخذ هؤلاء العلاوة الشهرية؟ «ذي ما قلت ليك ان توحيد الهيكل الراتبي بغرض ذلك وعلى الرغم من ذلك سعينا مع وزارة المالية ان يعطوهم علاوة شخصية اسوة بزملائهم ووافقت وزارة المالية على إعطائهم العلاوة الشخصية». * هل تم تطبيقها؟ - لم يتم تطبيقها حتى الآن والاجتماع بشأنها كان الاسبوع الماضي. * ولكن الاطباء يعتقدون أن هناك تسويفاً لقضيتهم؟ - لا، ليس هناك تسويف، لكن لجنة بروفيسور ابوعائشة رفعت تصوراً لوزارة العمل ثم وزارة المالية ضمنت فيه زيادات العلاوات والبدلات في ميزانية العام 2006 والقضية التي قام من أجلها النواب علاوة التدريب وهذه تم الايفاء بها وصرف النواب علاواتهم حتى فبراير 2011 وحدثت زيادات في المرتبات بنسبة «50%». * ماذا بشأن الاطباء الذين فصلوا العام الماضي؟ - فيما يتعلق بقضية المفصولين اجتمع ما يسمى لجنة اطباء السودان في دار اتحاد الاطباء وآمن على السعي مع وزارة الصحة لاعادة المفصولين في احداث الاضراب العام الماضي وبالفعل اتصلنا بوزارة الصحة لإعادة المفصولين ووافقت وزارة الصحة بإعادة المفصولين الذين يصل عددهم ل «80» طبيباً. * هل بدأت عملية إعادتهم للخدمة؟ - لا.. لأنه لابد من مخاطبة ديوان شؤون الخدمة في شأن اعادتهم، وتم تحرير خطاب من وزارة الصحة الى ديوان شؤون الخدمة للموافقة على اعادة المفصولين ووافق مدير شؤون الخدمة مبدئياً على إعادة المفصولين بشرط التأكد من ان مدة الفصل قد اكملت عاماً. * لم تجب على سؤالي هل تمت اعادتهم؟ - اخطرنا لجنة الأطباء وطلبنا ملفات الاطباء المفصولين للتأكد من انها اكملت عاماً ولكن لجنة النواب قالت، ان قضيتهم لم تعد قضية المفصولين فحسب ولم تعد استحقاقات النواب وانما اسقاط اتحاد الاطباء واسقاط النظام. * هل تقصد أن القضية تحولت الى سياسية؟ - نعم القضية الآن تحولت الى سياسية تطالب بإسقاط النظام بل كل انشطتهم عبر الشبكة العنكبوتية تنادي بذلك. * برأيك أليست مطالب الاطباء الآن مشروعة المطالب؟ -الآن اصبحت غير مشروعة تماماً لانها تحولت الى شعارات وندوات سياسية. د. ناهد محمد الحسن: قضيتنا مطلبية والتوقيت غير مقصود * د. ناهد هناك إتهام بأن قضيتكم تحولت إلى سياسية؟ - الناس يقولوا الحاجة التي يريدون قولها لكن نحن قضيتنا مطلبية واعترف بعدالتها حتى المسؤولين بالدولة. * ألم تكن لديكم اجندة سياسية؟ - لا علاقة لنا بأجندة سياسية والسياسة عندها منابرها واحزابها. * ولكن لماذا هذا التوقيت لإثارة مطالبكم؟ - نحن كأطباء نطالب بحقوقنا منذ ثلاث سنوات ولم نصل لشئ ملموس الى اليوم وكل اتفاقية معنا بتولد مثلها اتفاقية اخرى دون ان تصل الى حلول واضحة. * ما علاقة مطالبكم بما يشهده العالم العربي من ثورات؟ - مطالبة الأطباء بتحسين أوضاعهم جاءت بناءً على حقوق اساسية للاطباء، وكما قلت لك لا علاقة لها بمؤثرات خارجية، وايام المحكمة الجنائية قالوا دايرين نستغل أجواء هذا التوقيت، مع اننا قمنا برفع الاضراب ابداءً لحسن النوايا وتضامناً مع الشعب السوداني لانها قصة قومية ولكن لم يحدث بعدها اي جديد في قضيتنا. * ولكن في نظر البعض التوقيت غير مناسب لإثارة مثل تلك القضايا؟ - المطالبة بالحقوق ليس لديها وقت محدد فاي زمن يعد بمثابة الوقت المناسب لتحريك الحقوق، ولو انتظرنا ان يأتي الوقت المناسب لتحريك الحقوق (لن يأتي ودايرين نعرف بدونا قروشنا في اي زمن). * ماذا تقصدين بقروشكم؟ - أولاً هناك اطباء شغالين بدون مرتب، وهنالك آخرون مرتباتهم ناقصة، وهناك من لم يصرف العلاوة الشهرية التي تساوي ثلث المرتب منذ ثمانية اشهر. * ولكن ماذا بشأن الاتفاقيات التي أبرمت بينكم ووزارة الصحة الإتحادية؟ - لم يتم تنفيذ كل الذي وعدونا به والدولة اجندتها مليئة، انتهينا من الجنائية دخلنا في الانتخابات ومن ثم الاستفتاء ومن ثم تقرير المصير وبينهم ثوار مصر وتونس، وفي يوليو الانفصال، إذاً في نظر الاجهزة الحكومية ان قضيتنا ليست بهذه الأهمية. * ولكن وزارة الصحة قالت انها أوفت بحقوقكم كافة؟ - عن اي حقوق يتحدثون فالآن هنالك «ثمانون طبيباً» تم فصلهم عن الخدمة منذ 30/6/2010 وتم الفصل بواسطة لجنة المحاسبة بتوقيع برنابا ولم يتم ارجاعهم للخدمة حتى يومنا هذا نقلا عن صحيفة الراي العام بتاريخ :4/4/2011