قالت مجموعة الازمات الدولية في تقرير جديد أمس حول الصراعات القبلية في ولاية جونقلي بجنوب السودان، ان العنف منذ بداية العام الجاري كان الأسوأ وبلغ عدد ضحاياه في الاقليم 350 ألف شخص، واتخذ طابعا خطيرا. وذكر التقرير ان حكومة الجنوب ينبغي ان تعترف بالطابع المحلي للصراعات ، وان بسط سلطة الدولة وإثبات قدرتها على توفير الأمن يشكلان عقبة رئيسية على الطريق المؤدي إلى تقرير المصير، ودعت الشركاء الدوليين الى الاسراع في زيادة دعمهم أو المخاطرة برؤية جنوب غير مستقر قبل الانتخابات والاستفتاء. وافاد التقرير ان النزاع القبلي بسبب الماشية ، يؤدي الى الصراع والتوترات بين المجتمعات القبلية ولكن فاقم من ذلك الاعتقاد بانحياز بعض الجهات الحكومية، وانعدام الطرق والبنية التحتية ، وعدم توفر الأمن الغذائي وضعف العدالة، وتوقع تصاعد الصراع في جونقلي في أوائل العام الجديد بسبب الجفاف. واضاف تقرير مجموعة الازمات ان اتهام الخرطوم بالتحريض على العنف وتسييس النزاع القبلي في الجنوب ، وخلق ديناميات صراع جديدة مقبول نظريا لمواقف حزب المؤتمر الوطني التاريخية لكن لا توجد أدلة لإثبات هذه المزاعم، وان اتساع الحدود التي يسهل اختراقها وضعف قدرة حكومة الجنوب يجعلان من المستحيل استبعاد التدخل الخارجي ، ونصح جوبا بتجنب استخدام الخرطوم «كبش فداء» وطالبها بدلا عن ذلك بالتركيز على تحسين قدرتها على توفير الأمن وتعزيز المصالحة في الاقليم. ورأى التقرير ان حملة نزع سلاح السكان أسفرت عن نتائج محدودة بل حفزت على مزيد من الصراع ، وحذر من انه ما لم يتم نزع سلاح الجماعات العرقية في وقت واحد ، وتوفير الأمن الكافي فإن تلك ستقود المجموعات المترددة إلى عدم الامتثال لجمع سلاحها،مشيرا الى ان تدخل «الجيش الشعبي» في النزاعات القبلية لم يخل من عثرات،وخلق بلبلة واستياءً،ودعا الى رقابة لتقليل اية تجاوزات. وطالب حكومة الجنوب بإصلاح الشرطة وزيادة ميزانيتها،ودعا الاممالمتحدة والمانحين الى دعم قدرات الجنوب لتجنب المزيد من إراقة الدماء وعدم الاستقرار وتحقيق المصالحة لمنع مزيد من الانقسام على أسس قبلية ، وتعزيز الثقة الداخلية والخارجية في حكومة الجنوب لدحض الادعاء بأن «الجنوب لا يمكن أن يحكم نفسه بنفسه». كما طالب التقرير بعثة الاممالمتحدة لحفظ السلام بإجراء أكثر فعالية لحماية المدنيين ولا سيما فيما يتعلق بالعنف القبلي في المناطق المعرضة لمخاطر عالية،واقترح انشاء آليات من الشرطة لحماية الثروة الحيوانية ووحدة للرد السريع لاحتواء الاغارات على الماشية ومنع اية اشتباكات قبلية مسلحة. نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 24/12/2009م