هذا من أبأس الشعارات التي انطلقت في سوداننا الحبيب وهو يعكس مفهوماً خطيراً وشديد التخلف لإدارة الصراعات والتنوع في السودان وهذا مما رزأتْنا به الحركة الشعبية لتحرير السودان والذي نأمل أن تكون نهايته في نهاية هذا المشروع مع نهاية انتخابات جنوب كردفان. هذه روح عسكرية استئصالية هي من صميم روح ومنهج ونفسية وإستراتجية الحركة الشعبية العسكرية والديكتاتورية وستنتهي هذه الروح مع التجربة الديمقراطية الرائدة التي جرت في جنوب كردفان. إنها تجربة تضع نهاية منطقية للحركة الشعبية والتي توسلت بكل الوسائل الخشنة والعنيفة وبكل الأساليب المنبوذة لإدارة معركتها في الولاية ولم يكن غريبا أن تحمل صور المواقع الألكترونية التي تناصر الحركة منسوبيها وهم يحملون السلاح لأجل حماية العملية كما يدَّعون.. توفر للحركة الشعبية أن تضع وتقوم بكل ما تريد في مجال الرقابة وإدارة الدعاية والحملة الانتخابية واستعانت فيها بالقوى الخارجية والداخلية من رئيس المجلس التشريعي لدولة الجنوب وكوادر قوى اليسار من الشمال ونفخت نيران العصبية والتوجهات العسكرية في منسوبيها ومارست أبشع عمليات الانقلاب على روح التوافق والشراكة في ولاية كانت رمزاً لحسن الأداء والعمل المشترك بين هارون والحلو قبل أن ينقلب الحلو ليكون مرا مرارة تشبه الحركة الشعبية. واندكَّت في هذه العملية كل الدعاية الرخيصة وكل الاستخدام البشع للمواقف السياسية لتنهزم مع الحركة الشعبية دعاوى المحكمة الجنائية والتي تلقت صفعة من مواطني الولاية وهم يذهبون للتصويت لمن ظلمته في اتهامات الجور والتجيير السياسي. لا تفهم الحركة الشعبية التداول السلمي والعمل السياسي المفتوح إلا من خلال فوهات البندقية سواء أطلقت الأعيرة في ميدان الحرب أو أطلقت التهديد في ميدان التنافس الانتخابي فسيَّان عندها ولا ترى في الميادين جميعا إلا ميدان الإطلاق والتصويب والتفجير والأباطيل وآن للحركة أن تعلم أن نعيقها وتهديدها لا يخيف أحدا فمن أراد النجمة فإن ميادين التنافس الانتخابي مفتوحة والصناديق هي الحكم وإن أرادت الهجمة فإن الذين هجموا على معاقلها وجيوشها إبان الحرب لا يخشون الأصوات العالية التي تخفي خوفها بعلو صوتها وكثرة ضجيجها وهم قادرون على مواجهة صناديق الانتخابات وصناديق الذخيرة خاصة وإنها ستفقد من سخرتهم لحملها إبان الحرب من الذين استعبدتهم من أبناء النوبة وتخلت عنهم ورمت بهم عند تقاسم السلطة وأكل كعكة الشراكة ومال النفط. جرت انتخابات الولاية بعد أن أستوفت العملية كل ما يمكن من عمل وكل ما طالبت به الحركة وشهدت الولاية إعادة للتعداد السكاني وتغييراً في تقسيمها وشراكة في الحكم ووضع خاصة للولاية أدى إلى إضاعة ولاية أخرى على أهلها والحرية والديمقراطية وروح الشراكة التي وجدتها الحركة الشعبية في جنوب كردفان لم يتوفر معشارها ولا أقل القليل منها في الجنوب الذي تحكمه الحركة الشعبية. واليوم تتوفر لنا في الشمال نجمة الحرية والانتخابات الحرة، ومن أراد الهجمة فليذهب إلى الجنوب ويستعد ((هجمة.. هجمة.. وزنقة.. زنقة))! نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 8/5/2011م