كلما تقدمت خطوات الحل لقضية دارفور تنشط الدوائر المعادية للبلاد في خطوات تأجيج الصراع حتى تبدو القضية دون حل يساعد علي استقرار المنطقة والالتفات أكثر نحو التنمية والأعمار ومع مؤشرات تخطي الكثير من العقبات في مفاوضات الدوحة والتوصل الي اتفاق بشان معظم القضايا بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة ازدحمت مواقع وكالات الأنباء بتوقيع اتفاق جديد بين حركتي مناوي وعبد الواحد في العاصمة اليوغندية كمبالا . لا يمكن بأي حال من الأحوال قراءة هذا الاتفاق باعتباره (خطوة ايجابية )في قضية دارفور ويعلم الجميع ان لكل من عبد الواحد ومناوي (طموحات )شخصية وقبلية لا علاقة لها بالشأن السياسي او معالجة قضية دارفور وبعد ان (وثق )عبد الواحد علاقته بالكيان الصهيوني وفتح مكاتب له هناك فقد أصبح (قطعة شطرنج )تحركها أصابع اليهود أينما شاءت لتحقق من خلاله التمدد في دارفور بعد ان (أمنت )جنوب السودان الذي أصبح بعد الانفصال أفضل (مربط )إسرائيلي في قلب أفريقيا أما مناوي الذي استجاب من قبل (لتحريض )الحركة الشعبية حتى فقد كل نفوذه في حركته وعاش مثل (اللاجئ )في الجنوب وتم طرد (بقايا )قواته من مواقعها في دارفور يمثل الاتفاق مع عبد الواحد (عودة الحياة لحركته )معنويا ويحاول الرد علي الحكومة ومجموعة قيادات حركته التي عزلته من منصب الرئاسة . الاتفاق الجديد الذي تم في كمبالا تضمن (5)بنود تدعو لتحقيق الأمن للمواطن ووحدة السودان وتنسيق الجهود السياسية والعسكرية لإسقاط الحكومة والتعاون مع المحكمة الدولية وحل أزمة دارفور في إطار حل الأزمة السودانية الشاملة وتجاهل الاتفاق الحديث عن مفاوضات الدوحة او الإشارة الي جهود أهل دارفور لحل الأزمة كما تناسي قضية التعويضات والمعسكرات ولكن الشاهد ان الاتفاق قصد ان يوجه رسائله للعالم الخارجي بهدف الحصول علي دعم مؤسسات خارجية لذلك أشار الي التعاون مع ما يسمي بالمحكمة الدولية والأزمة السودانية الشاملة .يأتي الاتفاق بين حركتي التمرد في وقت تمضي فيه الحكومة نحو استفتاء أهل دارفور المقيمين في المنطقة والذين يعنيهم وضع دارفور بالمقام الأول لذلك فان اتفاق كمبالا يهدف الي قطع الطريق علي أهل دارفور في تحيد أسلوب ونظام إدارتهم للمنطقة سواء كان ذلك عبر الإقليم الواحد او الولايات المتعددة وكذلك استجابت الحكومة لمطالب بعض مكونات دارفور في إضافة ولايتين جديدتين تقصيرا للظل الإداري وتمكينا لإدارة أهل المنطقة . وبينما تسعي حكومات ولايات دارفور في تنظيم مؤتمرات التعايش السلمي وبحث دور الإعلام وقضايا في شان دارفور خلال المرحلة المقبلة بجانب الجهود المبذولة والمتواصلة في الدوحة يبقي اتفاق كمبالا (المشبوه )بعيدا عن واقع دارفور لن يساهم بأي حال من الأحوال في استقرار وتطور أهل دارفور . نقلا عن صحيفة الوفاق بتاريخ :16/5/2011