وأخيرا كان الإعلان أمس الأول عن نتيجة الانتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان .وكان الشاهد فيها لمن قرأ النتيجة بالأرقام والنسب المائوية هو ان قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان قد ذهب مع الريح ولم يعد له وجود يذكر.وقد كان ذلك واضحا يوم أعلنت في ابريل من العام الماضي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي لم يكسب فيها مرشح الحركة الشعبية السيد ياسر عرمان شيئا يذكر .ثم جاء الاستفتاء علي تقرير المصير ليكمل علي البقية وبالطريقة التي أسفرت عنها الانتخابات في جنوب كردفان أمس الأول . المنافسة علي مقعد الوالي بين هارون والحلو كانت حادة اذ حصل الأول علي نسبة 49,7%من أصوات الناخبين أي قرابة ال50%وحصل الحلو علي 48%ولكن الضربة القاضية كانت من جانب المؤتمر الوطني علي الحركة الشعبية في الهيئة التشريعية للولاية ،اذ حصل علي ثلاثة وثلاثين مقعدا من جملة 54مقعدا تشكل نسبة 61%وحصلت الحركة علي نسبة 39%إي واحدا وعشرين مقعدا من جملة المقاعد .فالوالي الجديد احمد هارون وهو (مؤتمر وطني )وصل الي ذلك المقعد في الولاية مسنودا بقوة برلمانية جاوزت الي60%بقليل مما يعني ان لديه الأغلبية الكافية لتمرير كل سياساته وان عرف عنه الميل لاستقطاب الرأي الآخر والمضي به الي الأمام . وأمام هذه الهزيمة الانتخابية النكراء لم تجد الحركة الشعبية قلب إعلان النتيجة غير ان تنقلب علي التمرين الديمقراطي الذي شهد الجميع بسلامته وسلاسته وشفافيته فعادت الي ما سبق للأستاذ نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني ان وصف به أحزاب تجمع جوبا المعارضة بأنها أحزاب (لكلكة )و(محركة )..وهو ما انتهي إليه الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة مؤخرا أيضا عندما وصف تلك الأحزاب وهي تدعو الي تغيير النظام الحاكم بأنها (حشاش بدقينته ..!)ويعني ذلك في المعرفة الشعبية السودانية أنها لا حيلة لها او إمكانية في ان تفعل ما تريد ..! لقد انحازت جنوب كرد فان بالكامل تقريبا الي حزب المؤتمر الوطني ولم يبق لها بقيادة القاضي احمد هارون غير ان ينصف الإنسان والمواطن هناك ،فمن (يقدم )السبت لابد ان (يجد الأحد ...!)الذي بدأت بوادره قبل ذلك مع السيد هارون نفسه . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :17/5/2011