القمة الافريقية تختتم إعمالها وتصدر إعلان الخرطوم البشير: جادون في إزالة التوتر بابيي وما يربط الشمال والجنوب اكبر من كل شئ التأمت بالخرطوم القمة الثلاثية السودانية التشادية الافرو اوسطية مساء أمس بقاعة بالخرطوم بمشاركة رئيس الجمهورية والرئيس التشادي إدريس ديبي ورئيس جمهورية إفريقيا الوسطي الجنرال فرانسوا بوزيزيه واستهلت القمة إعمالها باجتماع اللجان الوزارية المشتركة ومن ثم اختتمت القمة بإصدار إعلان الخرطوم. وأعرب الرئيس البشير عن سعادته وترحيبه بالضيوف في وطنهم الثاني الخرطوم, وجدد التهنئة لرصفائه رؤساء الدولتين فوزهما في الانتخابات لفترة رئاسية قادمة, وأشاد بالانتخابات التي تمت في هدوء وسلالة, مؤكدا ان الثقة التي إحاطتكم بها شعوبكم ستكون دعما وسندا للاستقرار السياسي والاجتماعي في كل المنطقة ومزيدا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية كما تعمل علي تقريب الأهداف المشتركة في التواصل والتعاون والتنمية وتساهم في رسم معالم قارة افريقية ناهضة لترسيخ قيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. وقال انه شهدت تطورات سياسية متشابهة ومصالحات سياسية واتفاقيات سلام نجحت في إنهاء نزاعات داخلية. وأكد البشير ان الاحتكام لصناديق الاقتراع نهج ارتضته هذه الدول لمحاربة الفساد وتحقيق الحكم الراشد والتنمية المستدامة. وقال نحن في السودان وقعنا اتفاقية السلام الشامل التي اهت عقودا من الاحتراب وبموجب هذه الاتفاقية أجرينا انتخابات رئاسية وبرلمانية ونفذها اكتمال استفتاء جنوب البلاد دون ان يحدث فيه إطلاق رصاصة واحدة كما كان يتوقع العالم, وقال رغم إننا فقدنا فيه ثلث الارض لكن إيفاء التزامنا بالعهد في حق تقرير المصير. وأكد البشير سعيهم الجاد لإزالة التوتر في ابيي والوصول لحلول ترضي كل الإطراف لإيماننا وقناعتنا ان ما يربط بين الشمال والجنوب اكبر من كل شئ. وجدد التزام الحكومة بالحل السلمي في دارفور , موضحاً ان كل معالم الحل السلمي قد اكتملت وبدأ الإنفاذ علي الارض خاصة ان مفاوضات الدوحة قد أوشكت علي نهاياتها. ويجري العمل لاعداد خطة لرتق النسيج الاجتماعي وعودة النازحين لقراهم عودة طوعية وسيتم الاستفتاء علي الوضع الإداري للإقليم, مؤكد ان قضية دارفور تنموية ولن تتحقق التنمية إلا في الاستقرار السياسي والاجتماعي ونؤكد ان السلام والاستقلال في إقليم دارفور جزء لا يتجزأ من التعامل والتنسيق بين حكوماتنا الثلاث وهو اقصر الطرق للتنمية. وقال البشير ان المستعمر هو من رسم الحدود بيننا والأشقاء وهي حدود وهمية ونحن كقيادات وحكومات نسعي لتحقيق تطلعات شعوبنا في تبادل المنافع والحركة والتجارة دون قيود ونعمل أيضا لمنع تسريب السلاح والمسلحين من دول الجوار التي تشهد اضطرابات تهدد المنطقة. وقال البشير ان التعاون الأمني والعسكري بين الدول الثلاث حقق نجاحاً كبيرا والتحديات مشتركة ونسعي لتحقيق غايات فاعلة باستغلال ثرواتنا الطبيعية وإزالة كل العوائق التي تحول دون تحقيق التكامل بيننا وقال نسعي لتوسيع الشراكات وربط الدول بطرق برية وسكك حديدية وخطوط طيران وتطوير الحدود وتحويلها لأنموذج للتعاون الإقليمي لينداح ويشمل كل القارة. وقال البشير أجدد استعداد السودان لتقاسيم موارده مع جيرانه وأشقائه وعلي استعداد لمنحهم أفضلية وامتيازات في استخدام الموانئ وتجارة الترانزيت عبر الموانئ السودانية ودعمهم في مجالات التعليم والصحة والتدريب ومجالات النفط وكل ما يرتبط بصناعة النفط. وفي ذات السياق أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي عن ان الإرادة المشتركة للعمل الأخوي تحقق التعاون والتكامل الذي تفرضه الجغرافيا وقال ان المعاناة التي واجهتها شعوبا في الفترات السابقة هي عوامل مصطنعة وأوضحت لنا بجلاء ان السلام وحده هي الذي يحقق الاستقرار والتنمية ويتم عبر الحوار الداخلي. وأكد ديبي انه من خلال العامين الماضين تم تحقيق تقدم كبير في مجال الأمن بفضل جهود الحكومات الثلاث المشتركة وقال يجب تضافر جهودنا حتي نزيح مسألة انعدام الأمن ونؤمن لشعوبنا العيش الكريم, وقال نتفق جميعا علي تعزيز التبادل التجاري والتعايش السلمي. وأعرب الرئيس التشادي عن اسفه لما حدث في ابيي, مؤكدا وقوف تشاد الي جانب السوداني دائما. ومن جانبه تحدث الجنرال فرانسوا رئيس إفريقيا الوسطي عن أهمية وضرورة التكامل الاقتصادي والأمني بين دول القمة, مشيرا الي ان الحكومة السودانية وافقت علي تدريب قواتهم, ودعا القمة لتكوين منطقة تجارة حرة. وفي ختام القمة أكد البشير سيتم تحديد مجالات التعاون في المجال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والأمني وفي مجال الدفاع والأمن والخدمات وستشهد الأيام المقبلة انطلاقة لعلاقة جديدة لمصلحة الدول واستقرارها. وفيما يلي تنشر (أخبار اليوم) نص إعلان الخرطوم: إعلان الخرطوم حول الشراكة الثلاثية بين السودان وتشاد وإفريقيا الوسطي من اجل السلم والتنمية. نحن رؤساء جمهورية السودان وجمهورية تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطي المجتمعون في الخرطوم اليوم 23 مايو 2011. انطلاقاً من العلاقات الأزلية ووشائج الدم والثقافة والمصالح المشتركة بين شعوبنا.. ونهوضاً بمسؤولياتنا في السعي لتحقيق طموحات شعوبنا في ترسيخ السلم والاستقرار والتنمية والرفاهية. والتزاما بمبادئ الحكم الرشيد والديمقراطية المستدامة وحقوق الإنسان.. وأدركا لحقيقة أن السلم والاستقرار في الإقليم كل لا يتجزأ. وإيمانا بان التكامل الاقتصادي والاعتماد المتبادل بين بلداننا وكل بلدان القارة الإفريقية هو الطريق الأمثل للارتقاء بحياة مواطنينا وتحقيق تطلعاتهم في العيش الكريم والاستقلال والحرية. وتطلعا للإسهام في تحقيق أهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في إرساء دعائم السلم الإقليمي والدولي وتعزيز قيم التواصل الإنساني الايجابي وتبادل المنافع بين كل الشعوب .. نعلن عن عزمنا على إقامة شراكة ثلاثية بين بلداننا الثلاث من اجل تحقيق السلام الشامل والتنمية المستدامة. وفي سبيل تلك الغاية قررنا ما يلي. أولاً: في الجانب السياسي والدبلوماسي 1/ تبادل الدول الثلاث والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية والمساندة في المنابر الإقليمية والدولية وتسعي لتعزيز التواصل بين الاجهزة السياسة والمنظمات الشعبية على أن يتم التنسيق بين وزارات الخارجية لهذا الغرض. 2/ الاتفاق على عقد القمة الثلاثية سنوياً بالتناوب بين عواصم الدول الثلاث. 3/ أقامة الأطر والآليات المناسبة لتعزيز التعاون بين الولايات والمحافظات الحدودية في البلدان الثلاث بغرض تحويل الحدود المشتركة إلى منطقة تكامل ثلاثي شامل. ثانياً: في الجانب الأمني. 1/ تفعيل اتفاقية إنشاء القوات المشتركة الثلاثة بغرض حماية الحدود بين الدول الثلاث. 2/ التنسيق الثلاثي بين وزارات الداخلية للسيطرة على عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود والصيد الجائر ومكافحة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود. 3/ العمل على تشجيع الانصهار والتعايش السلمي بين القبائل الحدودية المشتركة ومعالجة الخلافات بين القبائل الرعوية العابرة للحدود بطرق سلمية. 4/ تشجيع العودة الطوعية للاجئين في البلدان الثلاث والسماح للسلطات البلد المعني بالزيارات الراتبة لمعسكرات اللاجئين من مواطنيهم في إطار القوانين والأعراف الدولية التي تحكم ذلك، والعمل على حماية اللاجئين من الاستغلال وممارسات الاتجار بالبشر. 5/ إنشاء آلية استشارية ثلاثية للتعامل مع القضايا الأمنية والعسكرية تجتمع دورياً للتقييم والمشورة، وتطوير هذه الآلية الي آلية تنفيذية تقوم على أسس تمكنها من ممارسة صلاحياتها التنفيذية والإدارية الفعلية لآليات الاتفاقيات الثلاثة. ثالثاً: في جانب التجارة والخدمات 1/ العمل على إنشاء منظمة تجارية تفضيلية بين البلدان الثلاث وإقرار بروتكول لتنظيم تجارة الحدود واتفاقية لتجارة الترانزيت بينها . 2/ تكوين لجنة مشتركة للمتابعة ومعالجة المشاكل والنزاعات التجارية التي قد تنشأ بين أطراف في الدول الثلاث. 3/ الالتزام برفع معدلات التبادل التجاري بين البلدان الثلاث وتشجيع الاستثمارات المشتركة واتخاذ التدابير اللازمة لتحويل منطقة الحدود الثلاثية المشتركة لمنطقة تكامل بين البلدان الثلاث. 4/ إكمال المشروعات القائمة والشروع في دراسات جودي لمشروعات الربط البري والسكة الحديد بين البلدان الثلاث. والبحث المشتركة عن تمويل لهذه المشروعات لدي المانحين. 5/ التنسيق بين الوزارات والأجهزة المختصة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض العابرة والتحصين وتقديم الخدمات البيطرية ومقاومة الآفات الزراعية وقضايا المياه والبيئة ومكافحة التصحر. 6/ تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا وتبادل الخبرات وفرص الدراسات العليا والعمل على تطوير التعاون في إضاءة القرى الحدودية بالطاقة الشمسية بين السودان وتشاد لتشمل إفريقيا الوسطي. وكان قد وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي الخرطوم نهار أمس وكان في استقباله بالمطار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وكبار المسؤولين بالدولة وذلك للمشاركة في القمة الثلاثية المصغرة التي تضم الرئيس السوداني والتشادي والجنرال فرانسوا بوزيزيه رئيس إفريقيا الوسطي. وقال د. كمال عبيد وزير الإعلام للصحافيين بالمطار أن القمة تنطلق من إطار العلاقات المتطورة بين تشاد وإفريقيا الوسطي وما حققته من نجاح في القمة الماضية خاصة فيما يتعلق بموضوع نشر القوات المشتركة في تأمين المناطق الحدودية الأمر الذي ساهم في استقرار الأوضاع بالمنطقة. وأشار إلى أن هذا النجاح يمثل مدخلا أساسياً للانطلاق في الملفات الأخرى خاصة الملف الاقتصادي وتطوير العلاقات الاجتماعية في ظل الاستقرار الأمني الذي تشهده المناطق الغربية للسودان. وأكد عبيد أن القمة تنظر في القضايا المشتركة وتعزيز الترتيبات الأمنية التي تمت في الفترة الماضية. وقال ان ابرز ما يستضمنه إعلان القمة في ختامها سيشمل التأكيد على هذا التعاون البناء الذي حقق الاستقرار الأمني في المنطقة وتجاوز كل العقبات التي كانت ماثلة في الفترة الماضية والعمل على تعزيز نجاحات قادمة وستنظر الآليات الوزارية والفنية المشتركة في تفاصيل تنفيذ الاتفاقيات التي تأتي في إطار الاتفاقيات المعلنة. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 24/5/2011م