تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم هذه الأيام فعاليات المؤتمر الثامن لرؤساء ومدراء أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية . وهى دورة تأتي وصلاً لدورات و قمم سابقة استضافتها الخرطوم كان آخرها القمة المصغرة التي استضافتها الخرطوم قبل أشهر قلائل . العنوان الذى تنعقد دورة السيسا هذه المرة على أساسه جاء هذه المرة متضمناً إشارة فلسفية عميقة حيث تنعقد تحت شعار (دور فعال للسياسي فى إطار السلم الأمني الإفريقي) وهو ما يُستشف منه أن الدورة ستناقش قضايا السلم الإفريقي باعتبارها قضايا ملحة ذات أهمية خاصة فى هذه الظروف بالنسبة للقارة الإفريقية و لهذا فان عدد الدول المشاركة فى القمة وصل الى 43 دولة بالطبع فى مقدمة المشاركين - بالنظر لشعار الدورة – مفوض الاتحاد الإفريقي (لي بينغ) بجانب مفوض مجلس السلم و الأمن الإفريقي ومفوض إقليم البحيرات ومندوب عن دول الإيقاد . بحسب متابعات (سودان سفاري) فان الدورة من المفترض ان تناقش العديد من القضايا الهامة الوثيقة الصلة بشعار الدورة مثل قضايا الصومال و ساحل العاج والنزاعات الجارية الآن فى جنوب السودان و الاستفتاء و قضية دارفور . الجديد فى هذه الدورة ان القمة سوف تناقش على نحو موسع ، وبقدر عالٍ من المباشرة والوضوح ما وصفته مصادر دبلوماسية افريقية فى مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا استهداف المحكمة الجنائية الدولية للدول الإفريقية ؛ وهو موضوع كما أكدت المصادر التى هاتفتها (سودان سفاري) يحظي هذه المرة باهتمام بالغ و ليس من المستبعد ان تتخذ بشأنه خطوات إستراتيجية مؤثرة ، خاصة وان هنالك توصية سابقة من الدول الإفريقية بالانسحاب من ميثاق روما المنشئ للمحكمة ، ومن هنا تجيء أهمية هذه الدورة باعتبارها دورة تحدي ، تطمح باتجاه اتخاذ دور فاعل ، وأداء دور ريادي بشأن مواجهة المحكمة الجنائية الدولية وإيصال صوت القارة الى المجتمع الدولي خاصة فى ظل ما بات يترسّخ فى وجدان القادة الافارقة أن استهداف المحكمة لدول القارة ولا بد من وقف هذا التهديد واتخذ موقف حازم تجاهه . وعلى كل فان تجربة السيسا وعلى الرغم من أنها لم تصبح تجربة ناضجة بعد إلا أنها تسير بخطي قوية و فاعلة ومن الممكن ان تصل الى اهدافها و تحقق للقارة ما ترجوه من استقرار و سلام.