انطلقت فعاليات مؤتمر أجهزة الأمن و المخابرات الإفريقية المعروفة اختصاراً ب(السيسا) فى دورتها الثامنة بالعاصمة السودانية الخرطوم منذ السبت الماضي والى الأحد – على مستوي الخبراء – وبدءاً من الاثنين ثم الثلاثاء على مستوي القادة لتصدر الثلاثاء مقررات المؤتمر و ما تم التوصل إليه. قمة السيسا بهذه المثابة تنعقد فى دورة عادية فهي دورتها الثامنة وتجربتها لم تتعد حتى الآن السنوات الثامنة وهى من هذه الزاوية تتلمس طريقها باتجاه بلورة رؤي فاعلة لحماية وتأمين الأمن القومي الإفريقي على اعتبار ان الأمن القومي الإفريقي ظل ولا يزال موضعاً للتهديد من قبل القوى الدولية الكبرى التى ما اكتفت باستعمار القارة – لقرون – و سرقة مواردها لقرون ايضاً و استعباد إنسانها وسلبه إرادته و قراره؛ ولكنها تسعي حتى الآن ، بل وحتى هذه اللحظة للتلاعب بأمن القارة و تشتيت إرادتها و عرقلة نهوضها واستغلاها لثرواتها. أما ما هو فوق العادة بالنسبة لهذه القمة بالذات- وفقاً لما أشار إليه المتحدثون فى المؤتمر الصحفي الذى انعقد بهذا الخصوص - الجمعة الماضية - فهو يتمثل ويمكن استخلاصه وحصره فى عدة أمور : أولاً زادت وتيرة شعور قادة القارة الإفريقية بخطر استهداف هؤلاء القادة – بأسلوب مبتكر هو أسلوب ما يسمي بالعدالة الدولية، فقضية المحكمة الجنائية الدولية - كما ثبت جلياً - تحولت من فكرة عدلية كان المقصود منها إقرار آلية عدلية دولية بمعايير دولية عادلة الى فكرة انتقائية ذات نزعة استعمارية مقصدها الأوحد – كما بات واضحاً للجميع – ملاحقة قادة القارة وإعادة استعمار بلدانهم بآليات جديدة شبيهة بالريموت كنترول ، فتجربة الجنائية الدولية، (انحصرت) بكاملها حتى الآن طوال السنوات الماضي الماضية من عمر المحكمة داخل القارة الأفريقية وحدها و لهذا فان من المتوقع – فى ظل طرح الموضوع داخل فعاليات المؤتمر – أن يخرج المسئولين بمقررات حازمة و مصيرية فهذا المنحي . ثانيا: يستشعر مسئولي الأمن والمخابرات الافارقة مهددات التقسيم الجارية لدول القارة من قبل قوي دولية معروفة تنتهج نهج التقسيم وسيلة لإضعاف القارة حتى لا تصبح قوة مرهوبة الجانب و لعل اسطع دليل على الاهتمام البالغ الذى يوليه الافارقة لمؤتمر السيسا هذا هو مشاركة حوالي 43 دولة افريقية فى المؤتمر ، فالعدد ليس قليلاً وهو يقل قليلاً عن مجموع دول القارة الخمسين ، ومن المؤكد ان هذا التجمع الأمني يتجه – فعلاً لا قولاً – لترسيخ أقدامه و يصبح سياجاً آمناً لدول القارة . وأخيراً فان مجرد استشعار القادة الافارقة لضرورة حماية امن قارتهم – عبر ت جمع أمني استخباري راتب – بهذا المستوي من الاهتمام والمشاركة هو فى حد ذاته تعبير صريح عن توجه دول القارة نحو معاجلة قضايا هامة تمس صميم أمنهم القومي بهذا القدر العالي من المشاركة و تبادل الرؤى والأفكار و المعلومات!