أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل 31 مايو الجاري. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن العفو يشمل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وكل الموقوفين المنتمين إلى تيارات سياسية، كما شمل العفو عن نصف العقوبات في الجنايات، شريطة عدم وجود ادعاء شخصي. وفي أول رد فعل للمعارضة السورية على تلك الخطوة أعلن معارضان بارزان من المشاركين في مؤتمر المعارضة في انطاليا بتركيا أن القرار"غير كاف" و"تأخر كثيرا". وقال عبدالرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر"القرار تأخر كثيرا طالبناه به منذ فترة طويلة". كما قال رئيس وفد الإخوان المسلمين إلى المؤتمر ملهم الدروبي "أعتبر أن الخطوة إيجابية لكنها غير كافية والإخوان يطالبون بمطالب الشعب الذي يطالب بالحرية ويريد إسقاط النظام. وكان دوي إطلاق نار من رشاشات ثقيلة قد سمع أمس في مدينة الرستن قرب حمص وسط سوريا حيث يواصل الجيش عملياته لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أفاد ناشط حقوقي طلب عدم كشف هويته. وقال الناشط "سمع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في الرستن وعمليات التمشيط تتواصل في هذه المدينة" الواقعة شمال حمص، بحسب الناشط. وأضاف أنه "سمع أيضاً دوي انفجارات هذا الصباح في الرستن". وأوضح"أن الرستن معزولة تماما وأصيب عدد كبير من الأشخاص بجروح في هذه المدينة" مؤكداً أن "دبابات الجيش تحاصر الرستن وتمركزت ناقلات جند مدرعة داخل المدينة". وأضاف أنه في تلبيسة "هناك عشرات الجرحى في أراض زراعية شمال المدينة لكن الفرق الطبية لا يمكنها نجدتها بسبب تواصل العمليات العسكرية في هذه المنطقة". من جهة أخرى هاجم سكان مفوضية شرطة المدينة واستولوا على أسلحة وذلك بعد مقتل صبية الأحد وعشرة مدنيين في منطقة حمص، بحسب المصدر ذاته. وفي مدينة حمص أحرق متظاهرون الليلة قبل الماضية سيارة تابعة للأجهزة الأمنية في رد فعل غاضب على القمع في الرستن وتلبيسة، كما قال الناشط. ونظمت تظاهرات ليلية في أحياء حمص. من جهة أخرى قال الناشط إن"قوات الأمن داهمت (ليلا وفجر أمس) بلدة (حراك) حيث قامت بعمليات تمشيط"، وحراك تقع ضمن منطقة درعا. من ناحية أخرى أغلق حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا الباب أمام إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث "الحزب القائد للدولة والمجتمع"، رابطاً لهذه المسألة بصناديق الاقتراع، فيما قالت مصادر رفيعة المستوى إن الحكومة تعكف حالياً على تشكيل لجنة خلال الأيام القلية المقبلة من ذوي الكفاءات والخبرة لإعداد مشروع قانون الأحزاب. وأكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان "قلنا للمعارضين هناك صندوق اقتراع.. وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا في المعارضة فألغوا المادة.. هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة".وقال بخيتان، في لقاء مع الكوادر العلمية والحزبية والإدارية بجامعة دمشق أمس الأول، إن تعديل أي مادة بالدستور السوري هو "من اختصاص مجلس الشعب"، الذي يستأثر حزب البعث بأكثر من نصف مقاعده ونقلت صحيفة "الوطن"السورية الخاصة أن بخيتان كشف أن مشروع وآليات الحوار الوطني "ستُعلن خلال ساعات" في وقت أعلن فيه عن "قُرب صدور مرسوم عفو" دون أن يخوض في تفاصيله وقال بخيتان رداً على سؤال لصحيفة "الوطن" السورية الخاصة، إن لجنة الحوار شُكلت على أعلى المستويات، والحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهو سيكون تحت سقف الوطن. في غضون ذلك بدأ أمس في مدينة انطاليا التركية مؤتمر يضم معارضين سوريين بهدف "بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها"، حسب ما أجمع عليه ممثلون عن مختلف الأطراف المشاركين. يعقد اللقاء تحت اسم "المؤتمر السوري للتغيير" ويعد المؤتمر الأول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس الماضي في سوريا، ويشارك في المؤتمر ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن إعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا. ويأتي مؤتمر انطاليا بعد اجتماع أول شارك فيه معارضون سوريون في اسطنبول في السادس والعشرين من أبريل الماضي، إلا أنه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الأحداث في سوريا. وقال أنس العبدة رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في الخارج لفرانس برس إن "الهدف الأساسي من المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها. المصدر: الشرق 1/6/2011