فاض فندق الريدز كارلتون بالدوحة وتدفق بساسة وناشطين ومبعوثين دوليين ووزراء خارجية ونازحين ونظار وشيوخ وشراتي وصحفيين ورجال مراسم قطريين بابتسامات ونخوة وكان المأمول أن يتم التوقيع على الوثيقة في هذا اليوم لكنها تأجلت لأسباب يتعلق جزء منها بالصياغة النهائية والترجمة الدقيقة، وآخر يتعلق بالمجموعة الدولية التي أبدت رغبتها لدراسة الوثيقة والعمل مع دولة قطر لإقناع كل الأطراف بتوقيعها لذا اكتفت الوساطة بإصدار بيان ختامي أهم ما جاء فيه أن الوثيقة ستوقع لاحقاً ضمن احتفال كبير ينظمه الأمير ويحضره رئيس الجمهورية وعدد آخر من الرؤساء. من جانبها وحسب معلوماتي الدقيقة أن حركة التحرير والعدالة ستوقع بالأحرف الأولى على الوثيقة حال الفراغ من الصياغة النهائية وذلك خلال مطلع الأسبوع القادم. أهم ما شهدته الدوحة الأسبوع الماضي هو السماع لأصحاب المصلحة الذين انحازوا للسلام بنسبة 90% وكان النازحون أهم تلك الشريحة التي كانت تتمنى توقيع الوثيقة يوم أول من أمس وبهذا الانحياز وهذا الحرص وتلك الرغبة وقف المجتمع الدولي على حقائق جديدة كانت غائبة عنه تماماً لأن أصوات أصحاب المصلحة لم يكن يسمع فيما مضى بل كانت تتكفل جهات بتوصيل أصواتهم ولم تكن الأمانة مصاحبة لهم، وظل المجتمع الدولي مضللاً لفترة طويلة وأحمد الله كثيراً فقد كنت أنا صاحب هذا الاقتراح على الدكتور غازي صلاح الدين عند توليه هذا الملف فقد كنت موقناً أن النازحين وغيرهم من الشرائح المتضررة سئموا أوضاعهم وأدركوا أن حركات ومنظمات كثيرة تريد لهم البقاء هكذا لتظل قضية دارفور مطروحة في الصحافة والمنظمات والأمم المتحدة والهيئات الدولية دون أن يعود أي نفع على أصحاب المصلحة بل يعود لقيادات بعض الحركات ولفئة من الخواجات (ستخم الرماد) على رأسها يوم أن يطوى هذا الملف.. وكنت على ثقة من هذا اليقين لأنني نظمت من دبي أكثر من عشرين رحلة لعشرات الصحف والفضائيات خلال ثلاث سنوات وكنت أسمع آراء النازحين بأذني وها هم الآن في الدوحة يتحررون من عبودية الحديث عنهم بالوكالة فقد تحدثوا مباشرة وانحازوا للسلام. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 2/6/2011م