ما هي حقيقة الأوضاع الآن في جنوب كردفان؟ الآن القوات المسلحة تمسك بزمام المبادرة والآن بدأ الاستقرار يعود لكثير من المناطق التي شهدت أحداثًا في الفترة الماضية، والآن كل أرياف كادقلي عاد لها الاستقرار والأمن من كل الاتجاهات، وبدأت المجموعات المتمردة تنحصر في مناطق محددة ومعلومة، وهناك ترتيبات واضحة من القوات المسلحة والأجهزة المختصة لإعادة الاستقرار لهذه المناطق في فترة وجيزة. وماذا عن الشأن الإنساني علماً بأن هناك حالات نزوح بسبب الأحداث الأخيرة التي نفّذتها جماعة الحلو؟ أعتقد أن الأوضاع تحسّنت كثيراً حيث بدأت عودة سكان مدينة كادقلي لمنازلهم، وتشهد مدينة كادقلي حركة يومية من كل المناطق التي ذهب إليها أهل كادقلي. وكم هو العدد الذي عاد للمدينة خاصة وأن آلاف المواطنين هجروها؟ الذين عادوا تجاوز عددهم ال «30%» من الذين خرجوا، والحياة عادت لطبيعتها، والمصالح الحكومية باشرت عملها وكذلك الأسواق. وهل حالات العودة الطوعية للمواطنين هذه تنطبق على مدن أخرى كالدلنج؟ الدلنج أصلاً لم تشهد أي نزوح إلا بأعداد قليلة وهؤلاء الآن عادوا لمناطقهم. وما هو مدى الاستجابة لنداءات إغاثة أهل جنوب كردفان؟ القوافل التي سيَّرتها الولايات المختلفة كانت ناجحة وكذلك قوافل المنظمات الوطنية والمنظمات الفئوية كالعمال والموظفين، هذه نجحت في توفير كميات كافية من الغذاء لمعالجة النقص الذي حدث بسبب هذه الأحداث. ألا توافقني على أن ما جرى من أحداث في جنوب كردفان سيؤثر على الموسم الزراعي خاصة وأن جنوب كردفان من المناطق الإنتاجية الأساسية للسودان بعد انفصال الجنوب؟ هناك جهود كبيرة الآن لترتيب الموسم الزراعي، وهناك خطة للموسم الزراعي خاصة وأن الوضع الأمني على الأرض تحسّن وهذا أكبر عامل لإنجاح الموسم الزراعي، والسلطات الولائية لديها ترتيبات لإنجاح الموسم الزراعي تسير بصورة جيدة. بصفتك أمين أمانة في الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» كيف تنظر لمستقبل العلاقة مع الحركة الشعبية قطاع جنوب كردفان بعد تمرد عبد العزيز الحلو؟ الذي حدث طبعاً أوقف مسيرة من الشراكة كانت مستمرة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، ولكن التصرفات الرعناء والحمقاء من قيادة الحركة ممثلة في نائب الوالي عبد العزيز الحلو هي التي قطعت الطريق أمام فترة طويلة من الاستقرار السياسي يشهد به الجميع وأمام إنجازات كبيرة في مجال التنمية والخدمات في كافة المجالات بالولاية. إذن ما هي رؤيتكم الآن كحزب كان شريكاً أساسياً للحركة الشعبية؟ رؤيتنا تقوم على أن هناك نفرًا مقدرًا من الوطنيين من أعضاء وقيادات الحركة الشعبية بجنوب كردفان لم يكونوا راضين عن الذي حدث ولم يشاركوا فيه. هل لديكم اتصالات بهؤلاء وتلقيتم منهم وعودًا؟ نعم لدينا اتصالات بأعداد مقدرة منهم على مستوى المركز ومستوى الولاية. وماذا يفعلون وبماذا وعدوكم وما الذي ينتظرونه علماً بأننا لم نسمع حتى الآن موقفًا مناهضًا لحركة الحلو من هؤلاء؟ هم الآن يبلورون في مواقف سياسية سيكون لها أثر إيجابي في استقرار الولاية، والحركة الشعبية في جنوب كردفان كمكوِّن سياسي له وجود لا يُنكر ولا يمكن تجاوزه كوجود سياسي، ولكن لا يمكن الاعتراف بأي وجود عسكري لأن هذا ما نصّت عليه الاتفاقية. هذا يعني أنكم على استعداد للتفاوض مع عبد العزيز الحلو؟ بالعكس، ليس هناك مجال للتفاوض مع عبد العزيز الحلو لأنهم هم الذين يحملون السلاح.. المدخل الأول للتفاوض معهم أن يضعوا السلاح أولاً. ولكن ما الذي يجري في إثيوبيا؟ هناك حديث عن مفاوضات سرية مع جماعة الحلو تجري حالياً بأديس أبابا... هناك محاولة لبدء تفاوض في إثيوبيا، لكن الموقف الواضح والمعلن ألا تفاوض إلا بعد أن يضع هؤلاء السلاح وترد المظالم لكل متضرر، وكذلك لا بد أن يخضع الذين فعلوا هذا الفعل وشردوا المواطنين وقتّلوهم لمحاكمات، لكن كل الذين لم يشاركوا في هذا العمل واستنكروه هؤلاء الفرصة متاحة لهم ليعيشوا في هذه الولاية وفقاً لرؤيتهم السياسية مع احترام الاتفاقية واحترام تبعية جنوب كردفان للشمال لتحقيق الاستقرار السياسي والتوافق السياسي في هذه الولاية. هل تلقيتم حالات انسلاخ وخروج من الحركة الشعبية احتجاجاً على الأحداث الأخيرة؟ نعم، هناك حالات خروج وانسلاخ من الحركة استنكاراً لهذا السلوك، فبعضهم قالوا إنهم كانوا مغيبين ولم يكن لهم أي علم بهذه الخطة، وبعضهم يعتقد أن هذا خروج على قواعد الديمقراطية وعدم قبول بنتائج الانتخابات التي أسفرت عن فوز المؤتمر الوطني بمنصب الوالي، والآن نحن نتلقى اتصالات من أعداد كبيرة «رموز وأعضاء» أبدوا رغبتهم في الانسلاخ من الحركة وبلورة مواقف سياسية معارضة لسلوك الحركة. لكن هؤلاء لم نسمع منهم مواقف واضحة حتى الآن؟ نحن تلقينا اتصالات منهم وربما يتخذون موقفاً واضحاً خلال الأيام المقبلة. وأين القوى السياسية بجنوب كردفان مما يجري؟ القوى السياسية وعلى رأسها حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والعدالة الأصل وقفوا مواقف قوية واستنكروا الذي حدث بل قدموا كثيرًا من المقترحات وهم يعملون بتوافق تام مع المؤتمر الوطني بالولاية ويديرون الآن الأزمة مع المؤتمر الوطني، فهم محل تقدير، ومواقفهم معنا محل تقدير، ونعتقد أن هذه المواقف يجب أن تتطور إلى عمل مشترك في الولاية. هناك من يتهم حركات دارفور بالتورط في أحداث جنوب كردفان إلى جانب عبد العزيز الحلو... بالتأكيد حركة العدل والمساواة كانت لديها جيوب في جنوب كردفان كما هو معلوم، وحركة العدل في سبيل أن تجعل من نفسها ناطقاً باسم كردفان ودارفور مؤكد أنها حريصة على أن تُدخل أنفها في الذي يجري بجنوب كردفان، وبعض المعلومات والشواهد تؤكد تورطها في الذي حدث، بل إن عبد العزيز الحلو واحدة من المهام التي أوكلت إليه من قِبل قيادة الحركة الشعبية ومن قِبل الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص أن يفتح قنوات تعاون مع حركات دارفور وأن يقوم بتسليح هذه الحركات، والمعلومات المتوفرة أثبتت أنه في الشهور الأولى على تولي الحلو لمنصب نائب الوالي قام بتسليح مجموعة اثنية بعينها في دارفور. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 30/6/2011م