الحوار الأغرب في المسرحية الأغرب .. يدور بين السودان وتشاد وبلغة لا يفهمها الا القليل في الخرطوم والقليل في أنجمينا. وحتى شبكة الصواريخ الحديثة التي تطلقها الدولة في صحراء مروي أمس الأول هي جزء من الحوار هذا .. فالصواريخ هي السلاح الجبلي الأعظم. وأمس الأول نحدث عن مخطط تشادي/ إسرائيلي يجعل قوات عبد الواحد وآخرين تحتل جبل مرة. وصواريخ وطائرات استعراض مروي أمس الأول – والتي ينقلها التلفزيون والمتقدمة جداً – تقول لعبد الواحد والآخرين . مرحبتين!! لكن الشخصيات المثيرة في المسرحية بعضها هو السيد (م) السياسي السوداني الذي يبعث الضجيج قبل فترة قليلة .. ثم نوري ... أحد قادة المعارضة التشادية وحليف ديبي .. الذي تطرده الخرطوم الأسبوع الماضي. وتيمان وكابتن ووزير خارجية تشاد وفلان فلان .. كلهم يلتقون في نشاط غريب في وقت واحد .. كل في معسكره المختلف . وكلهم شخصيات ممتعه جداً . فالسيد (نوري) التاماوي الذي كان يعمل سائقاً لعربة ديبي ثم احد قادة المعارضة .. ثم .. ثم .. ثم..هو ممن يشد الأنظار .. المستمتعة بقصة حياته. نوري الذي يحرص على أن يبدو ساذجاً جداً يصبح قائداً ويقتحم أنجمينا مع تيمان وآخرين .. وتحت المعركة تلتفت كل قبيلة لاتهام الأخرى بأنها تريد الانفراد بالحكم والمعركة تفشل .. لكن .. الفشل المحسوب ما يزال يحتاج إلى ألف تفسير.. ونوري تتعرض قيادته لكمين يبيد (كل) القيادة.. واحد. والرجل الذي يبدو ساذجاً جداً تحتشد حياته بصلة غريبة مع رؤساء كثيرين جداً. والرجل عند خروجه الى مدينة (دبي) ومن هناك يتصل بصديقه السوداني (ز) ليحدثه عن انه أصبح مليونيراً ضخماً .. وفي أيام !! كيف؟! لا تفسير!! ونوري يعود إلى ديبي .. ويحصل على وزارة الدفاع .. ثم شئ غريب يحدث. ولا شئ في تشاد أسهل من اغتيال رجل مثل نوري .. لكن نوري يهرب عن طريق الكاميرون .. ويعتقل والاعتقال يبقيه في فندق رائع يستقبل فه من شاء!! ثم شهد ممتع في المسرحية يجعله يدلي (قفة) مشحونة بالمال للحرس .. ثم يتدلي هو بالحبل .. ويهرب .. كيف؟! لا تفسير الا.. ثم سفارة دلوة عربية تستقبله. لكن اللقاء بينه وبين مشروع احتلال جبل مرة يتجاوز كل المصادفات حين يكون السيد نوري ونور عبد الكريم الأخر وتيمان اردمي كلهم يطفو على السطح. فجأة بين صفوف المعارضة في وقت واحد وكلهم يصبح قائدا.. والقفاف كثيرة!! خصوصاً أن طائرات إسرائيل التي تظل تحمل التمويل العسكري منذ 10/9/2009م تحمل أشياء أخري كذلك. والمصادفة بعيدة كذلك عن ظهور سياسي سوداني معين في الأسابيع الماضية ... يتمتع مثل نوري بأنه يمد خيوطه إلى رؤساء كثيرين وتمشي خيوله فوق نعال من ذهب. والرجل الذي – في العام الأخير – يجوس فرنسا وتشاد وإسرائيل وأمريكا وليبيا وقطر .. وزيارات مغطاة جيداً لجبل مرة (لماذا يغطيها؟).. الرجل هذا تمتد ظلاله إلى جمعية غريبة جداً .. في فرنسا (نوع من الماسونية) .. منظمة تضم رؤساء ومديري أضخم شركات العالم .. واحد ابرز قادة المعارضة السودانية الآن كان (يحظي) عام 1966م بعضوية المنظمة هذه .. ويحصل في قابل الأيام على الدرجة .. سبعة وعشرين!! ويشعل دارفور الآن.. والخطوات التي تتسارع الآن وتجعل عبد الواحد وخليل يلتقيان – أو مناديبهم – في إفريقيا الوسطي وتجعل السياسي السوداني هذا ونوري هذا وخطوة تشاد تلك وصواريخ مروي تلك تلتقي .. وزحام آخر .. الخطوات هذه تعني أن الفصل الثالث يبدأ. والمسرحيات عادة لها فصول ثلاثة. وقريباً يحدث هذا. ولعل تيمان – القائد فوق الأرض للمؤامرة والذي يقوم بدور العدو المقاتل لديبي – ولعل نوري القائد تحت الأرض .. الذي يقوم بدور قائد المعارضة .. ولعل فلاناً وفلاناً هم الذين يشرعون في (الابولوج) . والحكاية تمتد. نقلاً عن صحيفة الوفاق 30/12/2009م