*قلت ان أبناء النوبة قمعوا بالحركة الشعبية عندما حاولوا تصحيح مسارها فهل لهذا السبب يخشي الحلو عن نفسه بعد الانفصال أم انه لا توجد خطورة بالمعني المفهوم ؟! -لا ليس هنالك خطورة ولكن هناك فيما يتعلق بحالة الحلو وآخرين خلط بين أجندة المنطقة وأجندة أخري والحركة الشعبية في جنوب كردفان الآن وفي النيل الأزرق أصبحت تخلط أجندة مصلحة المنطقة مع أجندة أخري سياسية وأيدلوجية ولا علاقة لها بالمنطقة فمثلا في خطاب الحلو الذي تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا حدد أهدافه من إعلان الحرب في علمنة الدولة والتحول الديمقراطي وتفكيك النظام علما بأنه هو الذي وقع ومن الذين أيدوا اتفاق نيفاشا وهي لم تقل هذا الكلام فهذا يعني ان هناك أجندة أخري وللأسف الشديد في جبال النوبة والنيل الأزرق اقوي وأكثر سيطرة علي الأمور حيث شخصية عقار اقوي ومسيطرة ويراعي مصالح منطقته وحتى اذا ناور بهذه المصالح فهو يناور في حدود معينة ولكن القيادة في منطقة جبال النوبة قيادة ضعيفة ومشتتة وليس لديها همة في الواقع وجعلت من المنطقة مطية لأغراض جهات أخري حيث صارت مطية للجنوب ولأجندة حزبية أخري وهذا بالطبع نتيجة لضعف كثير من القيادات وأبناء النوبة خاصة في الحركة الشعبية وأيضا معاناة الناس في هذه المنطقة ليست هما أساسيا والسيد عبد العزيز الحلو في تقديري جعل المنطقة مطية لأغراض الآخرين ومقدمة عنده علي معاناة الناس في المنطقة وهناك تفسيرات كثيرة في هذا الموقف لا أريد ان أخوض فيها .ولكن العالمين ببواطن الأمور يمكن ان يجدو تفسيرا لذلك *ولكن يقولون ان أبناء جنوب كردفان غائبون عن مناطقهم ...و؟ -من تقصدين بأبناء جنوب كردفان ؟ *أقصدكم انتم ..؟ -هل كل أبناء جنوب كردفان ام من هم داخل الحركة الشعبية ؟ *أنا قلت أنكم غائبون وأنت أكدت علي حديثي وقلت ان المنطقة أصبحت مطية مما يدل علي ان هناك فراغا سياسيا ً؟ -لا اعني هذا ولكني أتحدث عن قوة سياسية مسلحة مكنتها الاتفاقية من ان تسيطر علي أجزاء من المنطقة وتصبح دولة داخل دولة وتحمل السلاح وتجد بحكم الاتفاقية هذه المعاملة التي لا تجدها أي قوة سياسية أخري من جانب الحكومة ولذلك الحديث لا علاقة له بغياب فنحن دائم الاتصال بالمنطقة والزيارة من وقت لآخر ونقوم بنشاط سياسي في المنطقة بحسب إمكانياتنا وما تتيحه الظروف الأمنية .فمثلا خذي مكي بلايل وإبراهيم نايل ومحمد مركز فهؤلاء من أبناء المنطقة يستطيعون ان يقوموا بالنشاط السياسي في بعض الأماكن بالمنطقة ولكن لن يتمكنوا من فعل ذلك فب كل المنطقة بحكم الأمر الواقع والقوة المسلحة للحركة الشعبية لا يستطيعون ان يقيموا ندوة في جلد وهيبان كادوا .. *مقاطعة –معني ذلك ان مناطقكم ممثلة من قبل الحركة الشعبية ؟ -الاتفاقية وتنفيذها وليس أنا المسكين –قالها ضاحكا –فقبل ذلك لم يستطيع احمد هارون الوالي ان يذهب لجلد وكاودا ناهيك عن مكي بلايل أو مركز او غيرهما فهذا وضع شاذ أقامته الاتفاقية ووافقت عليه الحكومة بل حثي في المدن الواقعة تحت سيطرة المؤتمر الوطني كان يمكن لأفراد الحركة الشعبية ان يختطفوا أي شخص وانا لا اشير هنا لمسائل خيالية بل واقعية حيث كانت هناك جملة قومية تناصر تلفون كوكو وتطالب بإطلاق سراح واختطف احد الناشطين في هذه الحملة واسمه النور احمد النور وهو عضو في حزب العدالة وفي وضح النار وداخل مدينة الدلنج وهي من كبريات مدن الولاية تم اختطافه واعتقاله جهارا نهارا بواسطة القوات المشتركة للحركة الشعبية وتم حبسه بلا اكل ولا ماء لمدة يومين واقتيد لكادقلي عاصمة الولاية وهذا إجراء لا يسنده قانون ولا عرف ولكن بقوة السلاح تم ذلك واعتقل وتمت أهانته ونقل الي كادقلي وبعد حبسه لمدة نقل لبوليس الحكومة ولم يستطع احد ان ينبس ببنت شفة أو يقول لماذا اعتقلتم هذا الشخص ومن الذي خول لكم هذه السلطة وهذا كان ما يحدث والقاضي نفسه لم يستطيع ان يفعل شيئا بل كانوا يضربون وضربوا بالفعل وهذا حدث مشهورا جدا ولذا الحديث حول ان أبناء المنطقة غير ظاهرين في منطقتهم فهذا حديث فيه ابتثار كبير للواقع فالناس يمكن ان يذهبوا أو يقولوا ولكن هناك واقع سياسي وامني قائم والاتفاقية لم تقل ذلك ولكن هناك أمر واقع موروث منذ أيام الحرب والشراكة لم تستطع ان تنهي هذا الوضع وتطبق دولة القانون في هذه المنطقة حتى تتحول الحياة العامة لحياة مدنية فهذا فشلت فيه الشراكة وأصبحت الحركة الشعبية دولة داخل دولة في كثير من المناطق ولا يمكن لأحد ان يلوم بعض أبناء المنطقة علي أنهم لم يذهبوا لتلك المنطقة ويوعوا الناس فمن الذي ستقوم بتوعيته اذا كان الإنسان قد فشل في توعية شخص واذا كان الوالي نفسه لا يستطيع أن يذهب هناك وقبل هارون وعندما كان الوالي عيسي بشري أراد كرجل دولة أن يزور جلد وطرد،قفل راجعا . * هل الوضعية الشاذة هذه حيث لا سيادة لحكم القانون أو الدستور هل ستقف حجر عثرة أمام الحوار؟ الحركة الشعبية منذ البداية جاءت بأجندة واضحة لكي تسيطر على المنطقة وتغيب المواطنين وتضللهم لم تكن في حاجة أصلاً للحوار مع أحد بل الحركة منذ البداية كانت ضد وجود أي قوي سياسية أخرى غيرها يمكن أن يفهم منها أنها تمثل مصالح النوبة ولكن الحركة كانت مستعدة للتحاور مع الحزب الشيوعي وحزب الأمة والمؤتمر الشعبي والاتحادي الديمقراطي ولكن ليس لديها أي استعداد لتستمع مثلاً لمكي بلايل أو حزب العدالة أصلاً باعتبار أنها تريد ان تحتكر تمثيل النوبة وتغيب الرأي الآخر لكي يعيش الناس منغلقين هذا او تفعل بهم ما تشاء وتوجههم يميناً ويساراً لتحقيق الأجندة التي ترديها ولذا لم تكن هناك أصلاً فرصة للحوار متاحة لأننا سعينا حتى حفيت أقدامنا كما يقولون لأننا رأينا خطأ ولابد أن نشير لأخطائنا لأننا عندما افترضنا أن الحركة الشعبية فعلاً جاءت وهي تحمل هموم الأهل وازالة التهميش وأنها مستعدة لأن تتعاون مع الآخرين ونحن قلنا أننا مستعدين لكي نتحاور معها ونري أين هي الأرضية المشتركة التي تقف عندها لأننا كذلك مهمومين بذات المشاكل التهميش وغيره ونتعاون فيما اتفقنا فيه ونتحاور فيما اختلفنا فيه ولكن كان ذلك تقديراً خاطئاً لان الحركة الشعبية كانت لها أجندة مختلفة جداً أبرزها الوعي لدي المواطنين وقمع أي خيار آخر يمكن أن يمثل صوتاً مخالفاً لما تراه الحركة الشعبية. * وكيف تري المخرج من هذا النفق المظلم؟ المخرج الآن في الوضع الراهن أشياء أساسية واضحة أولها: وقف القتال لإنهاء الأوضاع الإنسانية الكارثية الموجودة ولتهيئة الأرضية للحوار وندعو لوقف إطلاق النار لحقن الدماء ووقف إهدار الموارد ولرفع المعاناة الإنسانية وهي الآن معاناة كارثية على الناس ولتهيئة المناخ للحوار لأن أي حوار في ظل قعقعة السلاح لا يكون حواراً جيداً لأنه يمكن أن نمشي بنظرية Lets Figt and talk وهي نظرية علي الحاج ولكن لا نعتقد أن هذه النظرية هي الوضع المثالي ولكن نحتاج لوقف القتال أولاً ثم الرجوع للحوار مع القيادة المتاحة للطرف الآخر فإذا ظل عبد العزيز الحلو في القيادة فليحاوره وإذا ظلوا آخرين استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم كقيادة بديلة فليحاوروا والحوار يجب أن يتناول القضايا الموضوعية وهي قضايا واضحة جداً منها قضية الترتيبات الأمنية لأوضاع منسوبي الجيش الشعبي من أبناء النوبة وقضية المشورة الشعبية وهي ينبغي أن لا تخضع لآلية الأغلبية الميكانيكية وإنما لحوار سياسي ويشمل ذلك الحوار الجميع وليس الطرفين ومن النقاط المهمة جداً أن التسوية التي ينتهي اليها لابد وان تقيم دولة القانون في ولاية جنوب كردفان وإنها كل المزايا غير الموضوعية وغير الدستورية وغير القانونية لأي طرف ونحن نريد تسوية تجعل الحركة الشعبية مثل أي حزب سياسي ويكون هناك واقع أمني يتيح لأي أحد أن يمارس نشاطه السياسي بلا خوف من الطوطاح الى كرنكدي ولا تكون هنالك أي مزايا لقوات تتبع لفصيل سياسي معين. ولذا أؤكد أنني مع استيعاب أبناء المنطقة ولكني ضد وجود جيش واي جيش تابع لحركة سياسية غير مرغوب فيه والا فليسمحوا لكل الناس بعمل مليشيات حتى نعمل كلنا مليشيات ((قالها ضاحكاً)) لأن أي شخص في مناطق جبال النوبة ليس له مليشيات فهو مقتول وأنا وغيري ماذا نفعل مثل حزب الأمة والبعث وغيرهم لأن هارون والحلو لديهم من يحميهم. فهناك طرفة حدثت هناك اذ أن واحداً من حزب البعث في قائمة التصفية وهي ضد المؤتمر الوطني ولكنه في قائمة التصفية أدي الحركة الشعبية وعندما خرج ولأنه أسود وهو نوباوي ألقت الحكومة القبض عليه وكاد أن ((يروح فيها)) وهو مستهدف من الجانبين الحركة والمؤتمر الوطني. ولذا دائماً نقول أن هذا الواقع لا ينبغي أن يتكرر وأما أن يكون هناك جيش واحد ونقول أن الحل النهائي لمعضلة جبال النوبة هو أن نقوم بعمل ترتيبات مؤقتة حتى نصل لواقع طبيعي مثل أنحاء السودان ولكن حلاً حقيقياً بخلاف الإطار الكلي القومي وتحقيق الديمقراطية الكاملة لا توجد طريقة أخري. نقلا عن صحيفة آخر لحظة بتاريخ :6/7/2011