انفض سامر الاحتفال بجمهورية جنوب السودان الجديدة تلك الجمهورية التي استقبلها العالم كدولة تحمل الرقم (193) ولكن يبقي الوضع قائما من حيث البني التحتية من صحة وتعليم وغيرها ومن حيث الجوانب الأمنية التي تشكل هاجسا كبيراً بالنسبة لهم , الاحتفال كان بمشاركة (13) رئيس دولة جاءوا ليشهدوا ميلاد الدولة الجديدة وتحدثوا بلهجة تعاطف وتعاون كعادة أحاديث الاحتفالات واللقاءات تاركين شعب الجنوب الذي كان يأمل أنه بمجرد إعلان دولة الجنوب تتحقق كل الأمنيات وهاهي الدولة تصبح حقيقة إذا ما كان الأمر بتعلق بالسيادة والاحترام أما إذا ما كانت عبارة عن تحقيق تطلعات وأساسيات العيش الكريم للشعب فان دولة الجنوب مازالت في قيد الاستعمار لأن من لا يملك قوته لا يملك قراره فكيف بها وهي تواجه غلاء في الأسعار وندرة في الأصناف؟ بروتوكول غائب مشاهدات عديدة تخالف البروتوكول لو حظت إبان الاحتفال بالدولة في ذلك الميدان الكبير إلا انه افتقر للسيطرة والتنظيم حتي أن عدد المنظمين أكبر من عدد الحضور المراد تنظيمه مما يشير الي ان هنالك خللاً واضحاً في البنية البروتوكولية والتنظيمية للدولة بجانب أنها غير قادرة علي حفظ الخانات المناسبة للشخصيات المناسبة. ألسن متعددة أكثر من متحدث في الكرنفال مما يشير الي أن هنالك ارتباكا ربما أحدثته الفرحة الزائدة بتحقيق الحلم الأكبر وهو الاستقلال ولكن يبقي التعليق أن الدولة تبني بالخطوات الثابتة والخطي الواثقة والعزائم القوية. ماذا بعد المحفل طلبات الجمهور تتمرحل مرحلة تلو الأخرى فكان حريا بشعب الجنوب ان تكون أولويته المطالبة بانفصال الجنوب وقد تحقق هذا الهدف وحتما ستكون هنالك أولويات أخري أو بالاخري أن الشعب حينما يريد الاستقلال يود ان تتحقق له أشياء أخري وهي سبل العيش الكريم ويتجاوز مرحلة الذلة والاهانة وهذه ستكون محل امتحان عسير بالنسبة للحركة الشعبية في ظل ارتفاع أسعار الغذاء علي مستوي العالم وكثرة الوعود التي تصاحب الدعومات الأجنبية وفي الذاكرة مؤتمر أوسلو للمانحين. أول سفير بريطانيا كشفت عن سفيرها لجمهورية جنوب السودان وهو الدكتور الكساندر نكفي كأول دولة تكشف عن اسم سفيرها لدي جنوب السودان. جيمس واني جلابية وتوب لأول مرة يظهر رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان جيمس واني ايفا مرتدياً جلابية بيضاء وعمامة سودانية بنكهة افريقية مما كان له دلالة علي الاحتفال. موسيقي سودانية مراسم الاحتفال بدأت تتخللها مقاطع موسيقية سودانية لا سيما وأن العزف الذي دخلت به قوات الشرطة والجيش كان سودانيا ولم تختلف الشعارات كثيراً عن التي تردد في السودان. سخانه شديدة والمشاركون في الاحتفال ووجهوا بحرارة شديدة رغم أن الجو لم يكن حاراً لذلك المستوي إلا أن ضعف الترتيب والتهيئة جعل الحضور يبحث عن وسائل جديدة لجلب الهواء ولوحظ كثرة المناديل لإزالة العرق. فرح ودموع ذرفت الدموع فسرت بأكثر من معني فهناك من بكي حسرة علي ما مضي وهناك من بكي فرحة بالنصر وهناك من هو شاعر باليأس والهزيمة في تحقيق الوحدة والاستقرار بين الشمال والجنوب. باقان ثورة لا تهدأ الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ظهر بصفة مقدم برنامج بيد أن روح الثورة والانتقام مازالت تسيطر عليه بل أنه أتخذ المنبر محل التقديم منفذاً للتعبير عن انتصارات الحركة وتحقيق الأهداف التي أقرها يوم أمس فهو يعلن من لحظة الي أخري نهاية الاستعمار بقوله (استقلال جنوب السودان) . تبادل ابتسامات المنصة الرئيسية يقف علي جانبيها باقان أموم وبرنابا بنجامين ورياك مشار يتبادلون الابتسامات ولا ندري أهي فرحة أم شماته؟ بالدموع عشرات من أبناء وبنات الجنوب ذرفو الدموع بعد إعلان الانفصال رسمياً وظهر الإحساس بالفراق الحقيقي. نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 10/7/2011م