ربما كان خطاب سلفاكير رئس جمهورية جنوب السودان الوليدة في الاحتفال بالمناسبة سيمضي طبيعيا لو لم يشر فيه الي جنوب كردفان والنيل الأزرق بقوله (لن ننساكم) .. الإشارة أعلاها التقطها رادار المؤتمر الوطني واستهجنها الدكتور قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي بالوطني في تصريحات صحفية بالمركز العام أمس الأول وفسرتها قيادات من جنوب كردفان في لقائها بالرئيس البشير بالتدخل المباشر من سلفاكير في شئون دولة أخري. صبيحة اليوم التالي لإعلان الانفصال في جوبا حملت الإنباء خبر تكوين الحركة الشعبية ما أسمته لواء جيش تحرير السدان لاستيراد أبيي والدفاع عن جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. في خطوة يصفها مراقبون بالمتهورة كون جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور لا تنتميان لدولة الجنوب اصلاً.. ذلك بخلاف أن أبيي محكومة ببروتوكول . وتتواجد فيها قوات إثيوبية وفقا لتوجيهات مجلس الأمن الدولي. المواقع الالكترونية تناولت الخبر بخليط بين الجد والهزل وقال بعضهم ان سلفاكير يقود الجنوب الي محرقة ومضي بعضهم للقول بأن حديث سلفاكير بشأن جنوب كردفان والنيل الأزرق وما تبعه من تكوين لواء من الجيش الشعبي لمساعدة هذه المناطق أشبه بخطرفات الكسيح الذي يحلم بأن يصبح أشهر المصارعين. وأيا ما كان أمر حكومة الجنوب فان الرئيس البشير وضع النقاط فوق الحروف بقوله أنهم قد يلجأون الي رفع السلاح في وجه دول الجنوب إذا لم تحل مشكلة أبيي. وقال الرئيس البشير في مقابلة مع (بي بي سي) أن أبي جزء لا يتجزأ من السودان وان أي محاولة للإخلال بالبروتوكول الموقع بين البلدين سيؤدي الي تجدد الصراع. الناظر لخطاب سلفاكير يدرك أن له ما بعده بالرغم من ان مراقبين ينظرون الي الرسالة من الزاوية الأكثر بعدا عن كل الاحتمالات. وقد فضل عمر فضل منصور رئيس حملة إطلاق سراح تلفون كوكو في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية فضل وصف حديث سلفاكير بشأن عدم نسيانه لأبناء النوبة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالاستخفافي واتهم فضل سلفاكير بنسيان أبناء النوبة وتسأل لماذا يتذكرنا الآن بعد ان حل؟.. السؤال هذا يلتقطه مراقبون ويفسرون علي ضوئه اهتمام سلفاكير بجنوب كردفان والنيل الأزرق لا من واقع خوفه علي مستقبل رفقائه السابقين وإنما للاحتفاظ بهم ككروت ضغط ضد جارته الشمالية في حال ساءت الأحوال بين الدولتين. ومن هنا يذهب مراقبون ومتابعون للإحداث الي ان إعلان خبر تكوين لواء للدفاع أهداف بعينها ليس من بينها علي أي حال مساعدة هذه المناطق قاطعين بأن تسريب هذا الخبر مقصود لذاته وبخلاف ذلك فان اخباراً مثل هذه تمس الأمن القومي ليس من السهولة الحصول عليها وتسريبها. هذا الرأي يدعمه منير شيخ الدين المحامي والقيادي بجبال النوية مؤكدا أن حديث سلفاكير وما تبعه من أبناء تتحدث عن تكوين جيش للدفاع عن جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حديث للاستهلاك السياسي بيد انه قال ان الدولة يجب ان تأخذ ما قاله علي محمل الجد. وتساءل شيخ الدين عن جدوى مثل هذه التصريحات في وقت تجاهلت فيه الحركة الشعبية مناطق النوبة والنيل الأزرق. وقال شيخ الدين المتواجد لحظة كتابة هذا التقرير في كادقلي ان السكان المحليين هنا لم يؤثر فيهم تصريح سلفاكير . ونفي إذعان أبناء النوبة للحركة الشعبية التي تنوي علي حد قوله استخدامهم ككروت ضغط ضد حكومة الشمال ماضياً بتساؤله (سلفاكير ح يغش منو)؟.. وقلل شيخ الدين من الإنباء التي تتحدث عن تكوين لواء من الجيش الشعبي للدفاع عن هذه الناطق.. مضيفاً أن الأمر لا يتعدي مجرد الاستهلاك السياسي والدعاية الإعلانية.. وفي رؤية منير شيخ الدين فان اقتحام جيش دولة لدولة أخري مسألة صعبة ومعقدة إذا لم تكن مستحيلة بخلاف وجهات النظر المتعددة هذه فان إمكانية قيام حرب بين الدولتين اللتين تتصارعان حول قضايا عديدة ومعقدة وراد جداً في رؤية خبراء ومراقبين. وهو احتمال لم تنفه الحكومة .. إذ صرح الرئيس البشير ل(bbc) أنهم قد يضطرون لخوض الحرب مرة أخري بسبب أبيي. نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 13/7/2011م