يبدو ان سعي مني أركو مناوي للتحالف – من جديد – مع رفيقه السابق عبد الواحد محمد نور بعد طول افتراق وجفاء، أملاً فى ان يحظي مناوي بما يحظي به عبد الواحد من عدم مادي و لوجستي إسرائيلي يعينهما على مقاتلة الحكومة السودانية لم يأت بنتيجته المرجوة إذ على الرغم من ان إبرام عقد التحالف - منذ أكثر من شهرين - وعلى الرغم من ان العقد يتضمن توحيد الجهود والسعي لتوحيد الحركة من جديد كما كانت قبل مؤتمر حسكنيتة (فبراير 2005) الذى فرّق بين الرجلين ، إلا ان مناوي وحتى الآن لم يحصل على شيء ، فهو يسعي ما بين كمبالا و جوبا منذ أسابيع والمحصلة النهائية صفراً كبيراً! هذا العوز اللوجستي المدقع لم يجد معه مناوي بُداً من اللجوء الى النهب المسلح وقطع الطريق ، وتشير أنباء نقلاً عن ضحايا وشهود عيان تعرضوا لعمليات نهب مسلح من قبل حركة مناوي الى ان حالات النهب فى تصاعد ، ففي الثامن والعشرين من يونيو حزيران الماضي وقعت عدة حوادث نهب متفرقة فى ولاية جنوب دارفور وعلى وجه الخصوص فى منطقة (شعيرية) و مدينة (لبدو) . حصيلة العمليتين نهب 3 عربات كانت فى رحلة عادية من مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور الى شعيرية . العملية قادها قائد بحركة مناوي يدعي آدم صالح و يشتهر باسم (برقداوي) ، وقد أدت العملية لسقوط ضحية واحدة تقول السلطات هناك انه يتبع للدفاع الشعبي ، في ذات الوقت شكا العديد من المواطنين (وفقاً لمتابعات سودان سفاري) فى المنطقة من تكاثر هجمات حركة مناوي على ممتلكاتهم وأبدوا استغرابهم من استهداف مناوي لهم على الرغم من أنهم مجرد مواطنين يكدون كداً للحصول على سبل كسب العيش بشق الأنفس ، وقد ثبت ان مناطق شنقلي طوباي ودار السلام تعرضت لهجمات نهب كثيفة فى الأسبوع الأخير من يونيو الماضي . و يبدو ايضاً ان واحداً من أهداف هذه الهجمات بعد الهدف اللوجستي ، هو رفع وتيرة الصراعات القبيلة حيث تلاحظ ان الهجمات تطال مواطنين ليسوا من قبيلة الزغاوة وهي القبيلة التى ينحدر منها مناوي ، بما قد يدفع الى إساءة علاقة القبيلة مع بقية القبائل المستهدفة ، الامر الذى يؤدي بدوره الى تأجيج الصراع القبلي وهو مناخ تتوق حركة مناوي الى سيادته فى دارفور لتتمكن عبره من زعزعة الاستقرار و إثارة الأوضاع الأمنية . ان لجوء حركة مناوي للنهب المسلح والعمل ضد مصالح مواطني دارفور على هذه الشاكلة البالغة الجبن والقبح والتي وجدت استهجاناً واسع النطاق لهي أبلغ دليل على ان الحركات الدارفورية المسلحة أصبحت هى نفسها (عبئاً أمنياً) على أهل دارفور وصارت جزءً رئيسياً من الأزمة بدلاً من ان تكون عنصراً فعالاً للإسهام فى حلها .