في حي المهندسين بالقاهرة وتحديدًا قرب ميدان سفنكس الشهير عند شارع أحمد عرابي حط القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي رحاله الأسبوع الفائت وكانت تلك أولى المؤشرات أن القاهرة راغبة في استقبال الشعبيين أو هكذا يبدو.. وكان السنوسي قد سبق شيخه الترابي الذي وصل إلى القاهرة وهي الزيارة التي تأتي بعد أكثر من عقدين من الزمان لم يَرَ فيها د. حسن العاصمة المصرية وهي زيارة لها أكثر من معنى، قال الترابي ل «الأهرام المصرية» أمس إن الهدف من زيارته نيته في التعرف على الشعب المصري في تجلياته الجديدة بعد الثورة، وأضاف أن زيارته لكل فئات المجتمع المصري من أحزاب وهيئات ونقابات وصحف وأساتذة كما أشار إلى أن الإسلاميين لهم نصيب من هذه الزيارة. لكن الأمر المختلَف حوله بشأن زيارة الترابي للقاهرة التي زرناها الأسبوع الفائت هو أصحاب الدعوة وتوقيت الزيارة، ففي ندوة عُقدت بمركز الأهرام الثلاثاء الفائتة قال مسؤول العلاقات الخارجية بالشعبي المحبوب عبد السلام عقب مشاركته في الندوة إن المجلس العسكري هو من دعا الترابي إلى زيارة القاهرة في حين نفى مقربون من المجلس ذلك بينما تتحدث مصادر إعلامية عن أن الحكومة هي صاحبة الدعوة لكن على كلٍّ تؤكد الخبيرة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية د. أماني الطويل أن توقيت زيارة الترابي غير مناسب وقالت ل «الإنتباهة» إن مصر الآن لا يهمها الترابي في شيء وهي منفعلة بثورتها»، وأشارت إلى أن الحكومتين السودانية والمصرية عقب الثورة وضعتا خارطة طريق لمسار علاقات البلدين، وامتدحت الطويل الثورة المصرية وقالت: تسير الآن بخطى حثيثة ولا تحتاج لوصاية من أحد.. ولعل الترابي يخشى على نفسه أن تفسَّر زيارته بمسعاه للعب دور الوصاية على الثورة أو على أيٍّ من مكوِّناتها على رأسها الإخوان المسلمون، ومع أن حديث د. أماني معي كان الأسبوع المنصرم بمكتبها بمؤسسة الأهرام كانت تصريحات الترابي للأهرام المصرية أمس الأول مستصحبة مثل آراء محدثتي والتي هي مستوحاة من قراءتها للشارع المصري، فقد قال الترابي سأسعى لنقل تجربة حكمنا الإسلامي في السودان إلى إخواننا في مصر واستدرك بأنه لا يحب أن يتكلم كثيرًا قبل الزيارة حتى لا يظن الناس أنه جاء معلماً.. المسؤولة عن ملف السودان بصحيفة الوفد المصرية سحر عثمان أبدت عدم تفاؤلها بنجاح زيارة الترابي وقالت ل «الإنتباهة» الترابي مش حينفع الثورة بحاجة»!! وأضافت لم يعد للترابي كروت رابحة من الممكن أن تفيد القاهرة في شيء فالآن اللعبة السياسية باتت مكشوفة بعد رحيل مبارك، واتفقت مع د. أماني في ترتيب حكومتي البلدين لأوراقهما. إلى حد كبير يبدو أن الترابي يراهن على نجاح زيارته للقاهرة على الأقل فى محاولة مستميتة منه لرسم صورة مغايرة له في ذهنية المواطن المصري وهو المتهم الأول بتعكير صفو علاقات البلدين طيلة عمر الإنقاذ رغم خروجه من الملعب السياسي بعد العقد الأول من ثورة الإنقاذ كما أنه أرسل تهديدات من قبل لمصر بشأن المياه لا تزال ترن في أذهان المصريين، فوق ذلك أن الترابي يحاول أن تكون زيارته هذه على حساب الحكومة السودانية وقد اتهمها في الحوار المشار إليه بمحاولتها استرضاء الثورة المصرية!! وهي طريقة لن يكسب الترابي من ورائها حال حاور النخب المصرية بهكذا طريقة، فالقاهرة الآن نخبًا ومثقفين وكتاب رأي ينظرون للسودان وقيادته باحترام كبير لمسناه من خلال حواراتنا مع بعض النخب المصرية منهم المفكر المعروف فاروق جويدة الذي تحدث إلى الصحفيين السودانيين الذين تلقوا دورة بمركز الأهرام برعاية من المركز القومي للإنتاج الاعلامي عن الثورة المصرية والعلاقات السودانية المصرية بعد الانفصال والثورة.. فضلاً عن أن الجميع يعلم بأن الثورة لا تحتاج لا سترضاء أطراف خارجية خاصة وأنها في طور التكوين لكن من الراجح أن الترابي يسعى لأن يقول لمصر أنا لست بن لادن أوالخميني وميزوا بين إسلامي وآخر. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 21/7/2011م