أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير أن انفصال جنوب السودان خفَّف كثيرًا من الأعباء التي كانت تشكل عبئاً على السودان منذ الاستقلال، مؤكداً مقدرة السودان على تجاوز هذه المرحلة ، ووضع السودان في مرحلة الانطلاق للأمام بقوة ومنعة. وقال الرئيس السوداني لدي تسلمه بالقصر الجمهوري رد الهيئة القومية التشريعية على خطابه في ختام الدورة البرلمانية من رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر ، قال "نحن مطمئنون بشأن الأزمة المالية العالمية"، مستشهداً بتجربة استخلاص الذهب قائلاً بأن الذهب كان موجوداً منذ أمد بعيد ولم يلتفت إليه الناس إلا الآن مما يؤكد أن الله يُنزل الأرزاق في مواقيتها. وأكد البشير إشراك كل مكوِّنات المجتمع السوداني السياسية والاجتماعية في إعداد مسودة الدستور ، واعرب عن ثقتهم في الخروج بوثيقة نموذجية تعبِّر عن تطلعات وآمال أهل السودان وتقود السودان في المرحلة القادمة نحو حياة كريمة للشعب السوداني. وأشار البشير الي أن السودان يمر بمرحلة تحتاج إلى إجراءات استثنائية قد يكون بها بعض التقشف وإبطاء تنفيذ بعض مشروعات التنمية ، لكنه أشار إلى أن مشاريع الانتاج ستتم بما يتناسب مع المرحلة. وقال"نحتاج إلى مزيدٍ من التوعية للجمهور" ، وأضاف:"قناعاتنا أن إمكانيات السودان المختلفة ستوظف للعمل الانمائي" ، وقال إنه بعد الاطّلاع على المذكرة ومراجعتها ستوزَّع على الجهات المسؤولة كلٌّ حسب مجال عمله للأخذ بها، مؤكداً أن هذا سيكون ديدن الجهازين التنفيذي والتشريعي في السودان. وأكد الرئيس السوداني أن الظرف الذي يمر به السودان انتقالي يواجه فيه السودان تحدِّيات كبيرة مما يتطلَّب تعاون القوى الحيّة والمسؤولة في السودان لتجاوزها ، وشدَّد الرئيس على التزامه بعرض كل أعمال الجهاز التنفيذي على الهيئة التشريعية لتجاوز العمل العشوائي الذي يستهلك الزمن والإمكانات. وقال الرئيس السوداني إن السودان في سباق مع الزمن ، مقرًا بوجود ضعف في الإمكانات وشح ، مما يحتم توظيفها التوظيف الأمثل وهذا يتطلب عدم الإقدام على أي خطوة إلا بدراستها وتوفير أسباب النجاح لها. وعلي صعيد آخر أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير أن بلاده تواجه مؤامرات خارجية تستهدف تفتيتها ، ورأى أن شهية من يقفون وراء تلك المؤامرات تعززت عقب انفصال جنوب السودان. ودعا الرئيس السوداني خلال مخاطبته اللجنة المركزية للحزب الاتحادي الأحزاب السياسية إلى التوحد لبناء أحزاب قوية تتحاور بدل أن تتناحر من أجل وطن آمن مستقر ، ونفي أن يكون حزبه وراء تفتيت الأحزاب. وقال الرئيس البشير إن السودان يتعرض إلى مؤامرة كبرى لإضعافه وتفتيته وتقسيمه من قبل دوائر غربية تحت ستار الديمقراطية والحرية، ورأى أن شهية تلك الدوائر تعززت عقب انفصال جنوب السودان. وجدد الرئيس السوداني استعداد حكومته لدعم الدولة الوليدة فى جنوب السودان باعتبار أن أي انعكاسات لعدم الاستقرار فى دولة الجنوب ستظهر على السودان بصورة مباشرة ، وحذر من أي تدخل فى الشؤون الداخلية للسودان ، مشيراً إلى أزلية العلاقة بين شعبى الدولتين. من جهته دعا الأمين العام للحزب الاتحادى الديمقراطي جلال يوسف الدقير ، الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني فى السودان إلى استنهاض الهمم بهدف توحيد الجبهة الداخلية التى قال إنها تستوجب إعادة النظر فى مضمون الدولة وهيكلها لتحقيق السلام العادل والاعتراف بالتنوع بغية تحقيق الاستقرار المنشود ، داعياً الحكومة السودانية إلى بسط هيبة الدولة فى ربوع السودان.