انقسمت أراء الشارع السوداني بشأن محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بين مؤيد ومعارض. وبينما يرى البعض أن المحاكمة يجب أن تكون للنظام مجتمعاً، وليس للأفراد، يرى آخرون أن مبارك هو المسؤول الأول والأخير لما حدث من انتهاكات وفساد ضرب مفاصل المجتمع المصري خلال فترة حكمه والتي امتدت لثلاثة عقود من الزمن. في هذا الصدد يقول الفنان التشكيلي إسماعيل عبدالحفيظ أن «التجارب الإنسانية علمتنا أن الديكتاتوريات تحاكم لتلقي جزاءها العادل حتى تكون عظة للآخرين، وخير شاهد على ذلك ميلوسوفسكي الذي أباد مسلمي البوسنة»، مضيفا ان «المحاكمة يجب أن تطال نظام الرئيس مبارك بأكمله، ولا تقتصر على محاكمته لوحده حتى لا تكون فردية، وتصبح عرفاً يجعل الآخرين يفعلون مثل ما فعل نظام مبارك ليخرجوا مبرئين من المحاكمة»، معتبرا أن المحاكمة إذا كانت للأشخاص فهو أمر متروك لتقدير الموقف مثل مراعاة العمر، والحالة الصحية،مبيناً أن القضاء المصري له كلمته. محاكمة مستحقة من جهته يعتقد عبد الله محمد عثمان موظف بشركات البترول ، أن «مبارك يستحق المحاكمة عندما بدأ تصدير الغاز إلى إسرائيل، وأغلق معبر رفح أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وجعل مصر تعتمد على المعونة الأميركية». وفي السياق ذاته أشارت الصحافية سحر علي إلى أن مبارك يستحق المحاكمة وليس هناك شخص فوق القانون (حتى وإن كان رئيس دولة) لأنه أزهق أرواح العديد من الأبرياء المصريين، إلى جانب مسؤوليته عن الفساد الذي ضرب مفاصل دولته، لكنها تري بأن المحاكمة يجب أن تكون غير علنية حفاظاً على المكانة التي كان يمثلها، فيما يؤكد المصور السينمائي والفوتغرافي طلال عفيفي ، أن «الرجل كان مسؤولاً بأشكال مختلفة عن جرائم وانتهاكات وفساد تمت في عهده الذي أمتد لثلاثين عاماً كان فيها رئيساً للجمهورية وقائداً أعلى للقوات المسلحة. لذلك فهو يستحق محاكمة عادلة». بالمقابل ترى الطالبة الجامعية شاذلية احمد أن «مبارك لابد أن يحاكم على الأخطاء المتعلقة بطريقة تسييره أمور بلاده أما محاكمته في غير ذلك يعدّ خطأ ،فهو واحد من أبناء مصر الذين حققوا الكثير وقادوها لتتبوأ مكانة في الخريطة العالمية».وتضيف «إذا كان مبارك أخذ أموال الشعب المصري فهو حذا بذلك حذو أغلب حكام الدول النامية إلاّ أن ما قام به يفترض أن يغفر له ما اقترفه من أخطاء، لافتة إلى أنه في حال عدم تكريمه فإنه على اقل تقدير أرى أن حسناته أكثر من سيئاته، مختتمة قولها «أرحموا عزيز قوم ذلّ». تأخرت طويلا أما زينب فتحي الموظفة بأحد شركات الأدوية أشارت في حديث مقتضب إلى أن محاكمة مبارك تأخرت كثيراً. من جانبه يؤكد رئيس قسم الشؤون الدولية بصحيفة «الرائد السودانية» رمضان محجوب في حديثه «نظراً لحساسية الوضع السياسي الذي تعيشه مصر الآن يجب أن تستمر إجراءات محاكمة مبارك، لأن العالم بأكمله وقبله كل المصريين ينتظرون محاكمته الذي يملك خبايا حكم مصر داخلياً ودورها خارجياً وعربياً خصوصاً أنه كان أكبر حليف لأميركا، وكان يمثل كنزاً إستراتيجيا لها. المصدر: البيان 3/8/2011