رجل المخابرات باقان «شلك» -الذي تعده امريكا لمرحلة قصيرة قادمة - ورجل المخابرات سلفاكير «دينكا» الذي كان يقيم جهاز مخابرات للحركة يملأ الارض بالمقابر. ومشار «النوير» الذي يتخبط بسبعة ارواح ويرفض ان يموت .. وروجر ونترز.. واولاد قرنق ومعركة تنطلق بكل اسلوب قطة مشتعلة الذيل تجمز بين القطاطي.. هذا هو مشهد الحركة الشعبية اليوم. ونحدث امس عن ان قرنق الذي يقتل كاربينو ويقتل عدداً ضخماً من القيادات (كل من برز بمؤهلات قيادية قتله قرنق) .. قرنق هذا يعجز عن قتل مشار. ودكتور مشار يعود بعد انشقاق الناصر .. وقرنق يعجز عن قتله. ودكتور مشار يعود بعد انشقاق يذهب به الي الخرطوم. وقرنق يعجز عن قتله .. وقرنق يكتفي بوضع مشار في المقاعد الامامية في كل مؤتمر ليسخر منه. وابطال السخرية هم قرنق والترابي. ومياه كثيرة تنحدر في نهر الاحداث ما بين ايام الناصر وهذه الايام. ومحاولات اغتيال مشار تمضي بأسلوب ممتع .. اسلوب يجتمع على ابتكاره رجل المخابرات سلفاكير ورجل المخابرات باقان وكلاهما يحمل عداء مراً لمشار. والمخطط ممتع .. وذكي.. فالحركة تلقى بكل القضايا المتلظية في راحتي مشار .. فان هو نجح فالحركة هي من يكسب .. وان هو خسر اصبحت الخسارة رصاصة اخرى في صدر مشار.. تجعله سبباً للفشل. (2) وفي محكمة لاهاي كنا ننظر الي مشار جالساً هناك يقود وفد الحركة .. والفلجة بين اسنانه قليلاً ما تظهر .. فقد كان قليل الابتسام. وكنا نعلم ان الحركة (تحرق) الرجل. ومشار يخسر قضية ابيي .. الا قليلاً. بعدها كانت الحركة تلقي في راحتي مشار بقضية جيش الرب الملتهبة .. والحركة تفاجأ بالرجل يكاد ينجح .. وفي الحال يجري اتهامه بكذا وكذا .. ويجري ابعاده عن الملف هذا. ثم مشار يكلف بملف الاستفتاء ..والحركة تفاجأ بالرجل ينجح .. وهنا يتخذ سلفا وباقان اسلوباً جديداً للهدم والحركة تنتظر حتى اذا اعلن مشار نجاح المفاوضات في مطار جوبا وقف باقان ليقول للصحف - ويده في جيبنه - انه لم يحدث اتفاق. والاعلان يصبح اعلاناً عن .. من يقود الحركة .. واعلاناً يقول ان مشار لا يساوى شيئاً.. وانه سياسي يمكن للاخرين ان يجعلوه يبتلع ما يقول. بعدها كان قانون الحركة للترشيح لرئاسة الجمهورية يحرص على ان يقول انه (محظور على من انشقوا على الحركة يوماً ان يتقدموا للترشيح) في اشارة (مفصلة) على مشار. والقانون يتخطى الاعلان هذا ليصبح اعلاناً على ان من يقبل (توبة) مشار او يرفضها هو باقان. بعدها كانت اللجان القيادية بكاملها يعاد - تشكيلها - بحيث يستبعد منها مشار. و..و.. (3) لكن ما يمنع قرنق من اغتيال مشار هو ذاته ما يمنع الاخرين الان من (الاجهاز) على مشار والحراب تهتز مغروسة فوق سنامه واعلامها الحمراء ترتجف. وشئ من التراجع يبدأ.... تراجع محسوب يجري الان. والصحف امس تحمل نبأ ابعاد تعبان دينق من ولاية الوحدة لصالح جوزيف منتويل. والاسبوع الاسبق كنا نحدث عن هذا فالسيد تعبان دينق النويراوي هو العدو الاحمر العينين للسيد مشار. وهو احد من تبناهم قرنق لابعاد القيادات. واستقالة مشار الشهر الماضي .. التي ينكر مشار تقديمها .. كانت - مع الانكار لاحقاً - بعضاً من التراشق بين الخنادق. وابعاد تعبان دينق الان سوف يتبعه ابعاد للثلاثي الذي ارسله سلفاكير لتجريد مشار من سلطاته في لجنة المفاوضات مع الوطني. وباقان ونيال دينق وجيمس اوت سوف يبعد بعضهم او كلهم. مشار يجري هدهدة جروحه حتى لا يهتاج. لكن مشار (وراجع الصفحة الاولى في الوفاق) يهتاج لدرجة انه يقيم الان حزبه الجديد. (4) لكن بعض ما تعود اليه الصحف امس - وقد نشرناه - منذ شهرين - هو خطابات الصادق المهدي وقرنق. وهي خطابات تحدث عن عرض رئاسة السودان على قرنق والمؤلفات الان تعيد الحديث عن ان حكومة الصادق ومن قبله سوار الذهب كان كلهم يطرح خلف الابواب فكرة اقتسام السلطة مع قرنق .. وقبلهم كان النميري يقدم لقرنق منصب عمر محمد الطيب. (ولعل هذا كان بعض ما يقود اتهام عمر محمد الطيب وعمر .. وامين .. بانهم كانوا يجتمعون في منزل السفير الامريكي .. والانتفاضة مشتعلة!!). وقرنق يرفض لانه يطمع في المزيد .. في حكم السودان بكامله. وقرنق يجرجر الصادق الي لقاء معه في امبو الاثيوبية .. ويشترط ان يلقاه الصادق المهدي بزي افرنجي!! بعدها كان الميرغني يقدم لقرنق فكرة حكم السودان على اسس ديمقراطية جديدة ومشاركة. وفي الخطابات بين المهدي وقرنق كان الصادق يعرض على قرنق رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع .. وقرنق يرفض. والرفض هذا يجعل مشار يشعر ان قرنق يطلب المستحيل .. ويهلك الناس. ومشار يذهب الي الناصر منشقاً. وبعدها يذهب الي اتفاقية الخرطوم. والايام تثبت ان مشار كان على صواب لكن ما يغفل عنه مشار كان هو انه ليس مسموحاً لاحد ان يفعل احد شيئاً صواباً في ايام قرنق. ونقص حكاية الطريدة والذئاب. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 4/1/2010م