قتل 34 شخصا على الأقل أمس في سوريا برصاص قوات الأمن بينهم 17 في مدينة دير الزور والتي داهمها الجيش السوري وقوات الأمن صباحا وفق حصيلة لناشطين حقوقيين. وواصلت القوات اقتحامها للمدن الشمالية الشرقية القريبة من الحدود مع تركيا رغم ضغوط وزير الخارجية التركي على الرئيس بشار الأسد لوقف الهجمات على الاحتجاجات المناهضة لحكم وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "النشطاء بمدينة دير الزور أكدوا مشاهدة 15 جثة ملقاة بالشوارع في الحويقة وجبيلة والقصور والجورة ظهر أمس إثر العمليات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية والأمنية السورية في الكثير من أحياء المدينة، كما أكدوا وجود أكثر من 50 جريحا جراح بعضهم حرجة". وكان شخصان آخران قتلا صباح أمس. وأضاف أن الدبابات ترافقها سيارات أمنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في الشوارع وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى "اعتقالات واسعة" في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة. وتابع أن" إطلاق النار يسمع في أكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين". وأشار المرصد إلى أنه "يتم إسعاف الجرحى بالمنازل دون وجود أدوية بسبب إغلاق الصيدليات، كما يعاني السكان من فقدان الخبز". وأوضح المصدر نقلا عن الشهود أن أكثر من 30 دبابة وناقلة جند مدرعة شوهدت بعد الظهر " تسير باتجاه مسجد عثمان بن عفان". ومن جانبهم، أكد نشطاء من سكان طيبة الإمام وحلفايا أن "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود عدد كبير من الجرحى جراحهم خطرة". وفي محافظة حمص، "قتل مدنيان من سكان تجمع قرى الحولة برصاص عناصر من الشبيحة أطلقوا عليهم الرصاص ولاذوا بالفرار"، وفق المرصد السوري. وأضاف المرصد أن "رجلا يبلغ من العمر 35 عاما قتل تحت التعذيب. كان الرجل اعتقل قبل أسبوع من جوار منزله وأمس أبلغ ذووه أنه فارق الحياة". دبلوماسيا، أكد الرئيس السوري بشار أمس خلال لقائه وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أنه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الإرهابية من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين". وقال الأسد بعد مباحثات دامت نحو ست ساعات مع أوغلو أن "سوريا مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة". وقال أوغلو من جانبه أن "تركيا حريصة على أمن واستقرار سوريا". ونقلت سانا عن الوزير داود أوغلو أن"سوريا بقيادة الرئيس الأسد ستصبح نموذجا بالعالم العربي بعد استكمال الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية". وقال أوغلو في مؤتمر صحفي لدى عودته إلى أنقرة في وقت لاحق أن تركيا طالبت الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين. وأن حكومته ستراقب الأحداث في سوريا على مدى الأيام القادمة. ووصف محادثاته مع الرئيس بشار الأسد بأنها صريحة وودية قائلا إن حكومته ستظل على اتصال بكل أجزاء المجتمع السوري. "العفو" تدعو لاتخاذ إجراءات فورية حيال الأزمة.. روسيا تدعو سوريا لوقف العنف والبدء بالإصلاح عواصم-وكالات: دعت روسيا أمس سوريا إلى وقف العنف وإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واسعة النطاق. وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو أمس إن الجانب الروسي أكد ضرورة إجراء حوار سوري بناء وشامل من أجل تسوية الوضع سلميا من قبل السوريين أنفسهم ودون أي تدخل خارجي. وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيانها عن الأمل بأن تستجيب المعارضة السورية لدعوات إقامة الحوار مع الحكومة كما دعت الخارجية الروسية إلى تأمين الانفتاح الإعلامي لكي تتمكن الأسرة الدولية من الاطلاع على كامل صورة ما يجري في سوريا. في غضون ذلك دعت منظمة العفو الدولية قادة العالم أمس إلى اتخاذ إجراءات فورية ملموسة حول الأزمة في سوريا، عشية الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي ويقوم خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتقديم تقرير عن سوريا. وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية "ينبغي لأي مراجعة صادقة للحقائق المروعة في سوريا أن تكون أكثر من كافية لإقناع مجلس الأمن بالتوصل إلى قرار ملزم قانونياً وليس مجرد إصدار بيان خانع". وشدد سمارت على "أن توجيه مجرد نداء دبلوماسي إلى السلطات السورية لوضع حد لأعمال العنف المستمرة ضد المدنيين، سيقصّر كثيراً تجاه مطالب الوضع القائم". وحثّ الأممالمتحدة على "فرض حظر كامل على الأسلحة إلى سوريا، وتجميد أرصدة الرئيس بشار الأسد وكبار مساعديه في الخارج"، مشيراً إلى "أن الجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن السورية "هي على ما يبدو جزء من هجوم منهجي واسع النطاق ضد السكان المدنيين وترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية". مصر: سوريا تتجه نحو نقطة "اللاعودة" القاهرة-الشرق-وكالات: أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أمس أن مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للأوضاع في سوريا، معربا عن خشيته من أن يتجه الوضع في سوريا نحو نقطة اللاعودة. وشدد كامل عمرو، في تصريحات للصحفيين أمس على ضرورة التحرك السريع لإنقاذ الموقف، مؤكداً ضرورة إجراء الإصلاحات على المستوى الوطني لتجنب مخاطر تدويل لا نريده ولا تحتمله المنطقة. وقال إن الإصلاح المخضب بدماء تراق وشهداء يسقطون بشكل يومي لا يجدي نفعا وأن المطلوب هو وقف فوري لإطلاق النار وتحرك عاجل لاستعادة الثقة المفقودة وتوفير شروط إقامة حوار وطني شامل يجمع كل أطياف المجتمع السوري. وأضاف أن مصر تواصل مشاوراتها بشكل مكثف مع الدول الشقيقة انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية والتزاماتها في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير للمساعدة على إيجاد مخرج يوقف نزيف الدم بسوريا ويحقق التطلعات للشعب السوري. الأردن: لن نستدعي سفيرنا بدمشق عمان-وكالات: أكد وزيرالدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية عبد الله أبو رمان أمس أنه لا نية لبلاده لاستدعاء السفير الأردني من دمشق، وأعاد أبو رمان في مؤتمر صحفي التأكيد مجددا على موقف بلاده الحريص على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وأكد أن "الأردن يراقب بقلق شديد الأحداث الجارية في سوريا"، معربا عن الأمل بوقف نزيف الدم وتغليب لغة الحوار. المصدر: الشرق القطرية 10/8/2011