1593, 1591, 1590, 1570, 1501, 1956, 2003 هي ليست أرقاما للوحات سيارات كما أنها ليست أرقاما أصدرها مجلس الأمن الدولي. ليس في مواجهة ثلاث دول أو دولتين وليست في مواجهة إسرائيل التي تمارس الحرب منذ عشرات السنين ولكنها وببساطة قرارات في مواجهة الدولة السودانية منذ فجرها الأول في مطلع التسعينات, وكأنما تخصص مجلس الأمن في الشأن السوداني, هذه السياسة انتهجها مجلس الأمن الذي يضم في عضويته أمريكا – فرنسا – روسيا - الصين, بريطانيا كدول دائمة العضوية بجانب عدد من الدول التي تتبادل المقاعد غير دائمة العضوية كما يطلق عليها, وبقليل من التركيز نجد أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يمثلون الثالوث الأعظم الذي تخرج من جعبته جميع القرارات بينما تتمسك الصين وروسيا وتلتزمان الحياد في كثير من القرارات حتي وأن كانت تلك القرارات تمس دولا ذات مصالح متشابكة معها, ويري مراقبون أن العلاقات التي تربط دولا مثل الصين وروسيا مع أمريكا وفرنسا وبريطانيا أكبر بكثير من أن تقف أمام تنفيذ قرارات تجاه دول صديقة وفي ذلك يري المراقبون أن حجم التبادل التجاري بين الولاياتالمتحدة والصين يفوت الثلاث ترليون دولار بينما لا يتعدي حجم التبادل بين السودان والصين الاثنين أو ثلاث مليارات من الدولار وبالتالي لا يمكن أن تقف الصين أمام الولاياتالمتحدة وتخسر اقتصادها من أجل إرضاء صديق رغم كل هذا وذاك إلا انه في بعض الأحيان تنجح دول بعينها في إيقاف أو إرجاء بعض القرارات مثلما حدث في جلسة مجلس الأمن التي عقدت الأسبوع الحالي والتي خصصت لمناقشة الأوضاع السودانية حيث كانت بعض الدول الغربية تسعي لاستصدار قرار ضد السودان إلا أن دولاً أخري مثل الصين ولبنان وجنوب أفريقا استطاعت أن تمنع إصدار قرار يلزم السودان بوقف إطلاق النار الذي دام لأسابيع في ولاية جنوب كردفان. مراقبون يرون ضرورة إسراع الحكومة في وقف إطلاق النار حتي لا تفقد تعاطف هذه الدول التي وقفت بجانبها, بينما حملت الإنباء أن الولاياتالمتحدة والدول الأوربية الأعضاء فشلوا في إصدار القرار بسبب تمكن الدول الصديقة من تغيير مسار الجلسة مؤكدا ان من السابق لا وأنه صدور قرار ضد الخرطوم, وأن علي الدول المعنية جمع معلومات موثقة تثبت ما يتطلبه مثل هذا الإجراء وفي تفسيره لهذا الأمر قال مصدر دبلوماسي رفيع فضل حجب اسمه أن منع إصدار قرار بحق السودان يمثل انتصاراً للدبلوماسية السودانية ولعلاقات السودان التي نجحت في إقناع الدول الصديقة بالحقائق بيد أنه رجع وقال ان الدولة الغربية سيما الولاياتالمتحدةوفرنسا لن تصمت إلا بإصدار قرار بحق السودان يتيح لها فرصا أكبر في التدخل في الشؤون الداخلية للسودان من أجل فرض مزيد من الضغوط والهيمنة والهدف منها تفتيت السودان وفق مخطط معد مسبقاً, واعتبر المصدر ان الأمر مجرد هدنة لن تدوم طويلا مؤكدا ان تحركات كبيرة رصدتها الحكومة السودانية تقودها بعض المنظمات بمساندة نافذين في الولاياتالمتحدة وبريطانيا من اجل مزيد من الضغوط ولفت المصدر الي أن مجلس الأمن باتت تحكمه الصداقات والاخوانيات والمصالح المشتركة وأنه في سبيل تلك الصداقات تموت دولاً كثيرة بغير جريرة ارتكبتها سوي أنها غير مرض عنها من بعض الدول العظمي التي تناصبها العداء وما يؤكد حقيقة أن مجلس الأمن صار يحكم ويقرر وفقاً للعلاقات سلباً وإيجابا هو ما ظلت تمارسه إسرائيل من إرهاب دون أن تجد رادعاً من المجلس في الوقت الذي تصدر فيه العشرات من القرارات تجاه دول بعينها, وفي حديثه أثناء زيارة وزير الخارجية الصيني قال وزير الخارجية علي احمد كرتي أن أصدقاء السودان بمجلس الأمن نجحوا في خرق بنود مشبوهة ومعيبة من مشروع القرار الذي كان ينوي المجلس إصداره وأشار الي دور الصين الكبير في ذلك وهو ما سنده الوزير الصيني نفسه حينما أكد أنهم وبمساعدة أصدقاء استطاعوا أن يشطبوا فقرات (غير لائقة) في مشروع القرار أثناء مداولات مجلس الأمن, بينما فسر العديد من المراقبين حديث واشنطن عن الخوف من انتقال عدوي النزاع في ولاية جنوب كردفان الي دولة الجنوبالجديدة, بأنه تمهيد وحشد للرأي العام الصديق من أجل تدخلات يتم الترتيب لها في الخفاء, هذا الأمر برمته يؤكد بجلاء أن المؤسسات الدولية أصبحت نادي للأصدقاء يلتقوا فيه ليعلنوا قرارات قد لا تتفق مع المبادئ السياسية التي انشئت من اجلها تلك المؤسسات وأهمها الحفاظ علي الأمن والسلم الدولتين بجانب التزام الحياد في حل القضايا التي تنشأ سوي كان في الداخل أو الخارج, غير أن اللعنة الآن صارت مناجاة صديقين أثنين أو أكثر بعيداً عن المفاهيم والقوانين والمبادئ التي يجب أن تحكم مصائر الدول. نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 14/8/2011م