الاستعدادات الجدية التي بدأ عدد كبير من الأحزاب وائتلافات الشباب في اتخاذها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة مؤشر مهم علي أن القوي السياسية القديمة والجديدة أصبحت واعية تماما, لأن هذه الانتخابات هي المحك الحقيقي لمدي قوة وتأثير كل منها وأن الصندوق هو الحل والفيصل والحكم في مدي تعبير الآراء المختلفة عن الجماهير. واذا كانت الاعتصامات والمظاهرات تعد احد مظاهر الاحتجاج علي سياسات معينة أو المطالبة بسياسات أخري, فإن الانتخابات البرلمانية هي السبيل الديمقراطي الوحيد للتغيير, والتعبير الصحيح عن توجهات الشعب, بعيدا عن محاولات فرض أفكار معينة باسم الجماهير دون سند موضوعي يؤكد تأييد الجماهير لها. وفي المقابل فإن المجتمع المدني لديه دور كبير لابد من القيام به ليس من أجل مراقبة الانتخابات فقط, ولكن من أجل تهيئة الجماهير المختلفة للمشاركة بجدية في هذه الانتخابات والعمل علي رفع درجة الوعي السياسي لديها حتي تتمكن من اختيار ممثليها علي أسس موضوعية تنتج في النهاية برلمانا يعبر بصدق عن تطلعات الجماهير. وإذا كانت العملية الانتخابية ستبدأ قبل نهاية الشهر الحالي, فإن هذا يعني أنه لم يعد لدينا وقت نضيعه في غير الاستعداد الجاد للانتخابات, فهي التي ستحدد الحجم الحقيقي للقوي السياسية المختلفة, ولن تستطع أي قوة بعدها التحدث باسم الشعب إلا بالقدر الذي نالته من ثقة الجماهير. المصدر: الاهرام 4/9/2011