الأحزاب المتحالفة بما يعرف بتحالف جوبا فيما عدا الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي وقفت موقفا رماديا من الأحداث الجارية في النيل الأزرق بل مضت الي إصدار بيان يدعو لوقف الحرب بين الجانبين وطالبت بالفورية كأنما القتال الذي نجم عن تمرد عقار هو قتال بين قوتين متكافئتين وليس مجرد تمرد تحاول القوات المسلحة الباسلة حسمه والقضاء عليه, بمعني ان أحزاب التحالف تري ان عقار ليس مجرد وال تمرد علي السلطة الشرعية ولكنه مكافئ للسلطة الشرعية ذاتها ولهذا نري القتال اندلع بين طائفتين تتساويان في الحقوق والواجبات وغاب عنها ان القتال اندلع نتيجة تمرد جهة أجنبية كانت موجودة أصلا لتنزع عنها الرداء الأجنبي وتخضع بعد ذلك لإجراءات الدمج والتسريح حسب قانون الدولة المضيفة ولكن المستضافين اثروا الانتماء الي الجهة العدوة (بما) فيهم عقار الشؤم فجاء التمرد علي الشرعية قاصماً لظهر هذا الوجود الأجنبي في ولاية طرفية من ولايات السودان ربما أراد لها مخططوا التمرد من حكومة جوبا ومخاطب القط في السودان ان تكون أداة إسقاط النظام ولكن القوات المسلحة الباسلة حسمت الأمر في ساعات وبسطت الشرعية علي ربوع جنوب النيل الأزرق وسارع عقار الشؤم بالفرار الي يحث مقر الغدر والخيانة. المهم ان الموقف الرمادي لأحزاب تحالف جوبا او كاودا او سمة ما شئت هو أمر مفروض عليهم من الخارج او حسب الأجندة التي تطويها جوانحهم. ولكنه أيضا مرفوض تماما لدرجة ان الدكتور ابراهيم موسي مادبو انتقص من وطنية الصادق المهدي بل ووصف مواقفه بالمترددة علي طول تاريخه السياسي وهذا يقودنا للمطالبة بموقف واضح شديد البياض لان الشعب ومن أول يوم للتمرد الكالح التف حول القوات المسلحة الباسلة ودعمها عينيا ومعنويا إلا ان الأفئدة الخواء هي وحدها التي ترددت في أن تقف هذا الموقف المتردي الناقص الوطنية والعقل والدين. اما الاستثناء الذي سقناه في افتتاحية المقال لموقف الشيوعي والشعبي فلأنهما الجماعية التي ظلت علي موقفها من إسقاط النظام بل ومضت في الكيد الي مدي ابعد فمن المعلوم ان الشيوعي يداه والغتان في التمرد بين جنوب كردفان والنيل الأزرق بل ان الشيوعي في النيل الأزرق كان موقفه في دعم التمرد والوقوف مع المتمرد عقار مكشوفا لاحظه كل من القي السمع وهو شهيد . وموقف المؤتمر الشعبي الهادف أصلا لإسقاط النظام والمتحالف مع جوبا لهذا الغرض المريض لم يعلن دعمه فقط لتمرد عقار بل قال ان هذا التمرد هو بداية الثورة والتغيير لدولة الإنقاذ. ومضي في الإعلان لدرجة الإشارة لصحيفة عملية ان علي الحكمة ان تعمل لحسن الختام السلمي كأنما أيامها دنت وثورة الكذب والنفاق والارتزاق أصبحت حقيقة وهي حقيقة فقط في الخيال المريض جدا للشعبي . اما عن التناول الصحفي للاحداث فكان بعضه تناولاً ابيضا حدد الباطل بدقة شديدة وحدد الحق بدقة أكثر إلا ان بعض الأقلام المعروفة بانتمائها لليسار والتي أفلحت في اتداء أكثر من عباءة. جعلت الموقف الرمادي هو الأساس لمواقفها المريضة أيضا وهي مواقف معروفة جداً برغم تزلفها للسلطة والتماسها رضي بعضهم لدرجة الالتصاق المقيت!! هذه الأقلام التي تنخر في الجسد الصحفي كالسوس بمواقفها المريضة والمداهنة لحظات الطلب الطاعنة في القلب لحظات الموقف المراد للدعم الحقيقي ومن هنا نطلق دعوة صادقة لتخليص الصفوف كل الصفوف من أصحاب المواقف الرمادية والهوى القاعد والارتباط المريض. وأصحاب الأجندة الخاصة التي تهدم كل بناء من اجل هذا الوطن برغم ان الوطن ربي وعلم ولكن الغرض مرض ولا علاج للمرض إلا بالكلي!! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 11/9/2011م