أكّد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، أن الأحداث التي شهدتها ولاية النيل الأزرق ومن قبلها ولاية جنوب كردفان محاولة من قوى الشر لطعن الوطن في أمنه واستقراره. واعتبر طه تلك الأحداث، محاولات تمرد، وخروجاً على الشرعية والدولة والمجتمع وخيانة للعهود ونقضاً للمواثيق التي بموجبها أفسح المجال للذين تمردوا الآن في أن يشاركوا بطرح رؤاهم السياسية، وأن يسهموا في بناء وتطور الأوضاع بالبلاد ولكنهم اختاروا فرض رؤيتهم وإرادتهم في مواجهة إرادة الجماهير التي قضت بحكمها في الانتخابات الأخيرة. وقال طه لدى مخاطبته الاجتماع التداولي الأول للولايات تحت شعار: (التنسيق الفَعّال منطلق للكفاءة والفاعلية) أمس، إن الإجماع الوطني لكل ذي ضمير حي، الذي انعقد سواء في القوى السياسية أو الشارع السياسي العام، أجمع على إدانة ومواجهة هذا الخروج على الشرعية وتجديد التفويض للقيادة السياسية ومؤسسات الدولة للقيام بواجباتها الدستورية والقانونية في مواجهة التمرد وبسط الأمن وإعادة الحياة لطبيعتها في أنحاء البلاد المختلفة. وحيا طه، التضحيات التي تقوم بها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في القيام بواجبها الوطني، وأشاد بالاستجابة القوية والصادقة التي تفجرت في أنحاء الوطن وعبرت عنها جماهير الولايات والقيادات السياسية وتجاوبها ومساندتها للقوات المسلحة وتقديم العون الإنساني والمادي لأهلهم في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وحيا طه، ولاة الولايات الذين تنافسوا في تقديم يد العون والخير لمواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأشار الى أن الاجتماع يهدف لتأطير العمل المشترك بين المركز والولايات والمؤسسات الدستورية والسياسية لصياغة منظومة الحكم الراشد في المراحل المقبلة، وأكد حرص الدولة على المضي قدماً في بسط الأمن والتنمية والتطور بالبلاد وفق منظور إستراتيجي وترتيب للأولويات، ونوّه لضرورة تقسيم الموارد بين المركز والولايات تحقيقاً للعدالة. . وفي السياق، نَفَى العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة، أن تكون قوات الجيش الشعبي المتمردة أخرجت القوات المسلحة من أية منطقة كانت تحت سيطرتها، وقال إنها متقدمة في كل الجبهات والمناطق عدا الكرمك، وأضاف أن الأمن الذي تحقق في الدمازين أفضل مما كان عليه سابقاً، وأن المواطنين أنفسهم أبدوا ارتياحهم بعد فرار قوات الحركة التي كانت تسبب لهم هاجساً. وقال الصوارمي لدى مخاطبته يوم التضامن الوطني حول أحداث ولاية النيل الأزرق الذي نَظّمه جهاز شؤون تنظيم السودانيين العاملين بالخارج أمس، إن استهداف الدمازين غير وارد بفضل وجود الفرقة الرابعة مشاة، وإن الأمن مستتب تماماً بفضل يقظة القوات المسلحة واستعدادها خصوصاً بعد احداث جنوب كردفان، وأضاف أن القوات المسلحة لم تحرر مدينة قيسان، بل أنها لم تكن في يد الحركة أصلاً، وأضاف أن القوات المسلحة تتمركز الآن في منطقة «دندرو» القريبة من مدينة «الكرمك» ولولا الخريف لتقدمت أكثر، وقال إن حديث سيطرة متمردي الحركة الشعبية على (80%) من مساحة الولاية غير صحيح ولا يرقى لمستوى الرد عليه، وأوضح أن القوات المسلحة تسيطر على منطقتي «باو» و«دندرو». إلى ذلك، أكد الصوارمي أن الأوضاع في شمال دارفور مستقرة وليس هناك ما يعكر الصفو، وقال: (واذا دخل خليل ابراهيم بالفعل الى دارفور فذلك لن يؤثر في شئ). وميدانياً، أكد اللواء يحيى محمد خير الحاكم العسكري للنيل الأزرق، أن القوات المسلحة دمرت واستولت على عدد من الآليات العسكرية للعدو وتتقدم الآن في المحاور كافة باتجاه الكرمك. وقال اللواء يحيى خلال استقباله قافلة دعم ولاية كسلا برئاسة عبد المعز حسن عبد القادر وزير التخطيط العمراني بكسلا أمس، إن الجيش كان يرصد تحركات المارق عقار، وأضاف أن القوات المسلحة تأكدت بأنه كان ينوي تفجير الأوضاع في عطلة عيد الفطر المبارك، ووصف عقار بالمتمرد والخارج عن القانون، وأشار الى أن الروصيرص تشهد استقراراً في الأوضاع الأمنية، وأكد عودة أعداد كبيرة من المواطنين إليها، وأعلن اكتمال الاستعدادات كافة لفتح المدارس. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 14/9/2011م