اكد النائب الاول للرئيس السوداني على عثمان محمد طه ان ما يجرى فى ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان يمثل الاسطر النهائية والخاتمة الاخيرة فى فصول الخروج عن الشرعية واللجوء الى الحرب لفرض اجندة على اهل السودان وعلى ارادته. وقال طه خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعى لولاية جنوب كردفان فى دورة انعقاده الاولى ان الباب ما يزال مشرعا وأن كل من يمد يده للسلام ويعود سيجد الصدر مفتوحا وسيجد الصف متسعا ليضمه فى مسيرة الحج الوطنى لبناء السودان ، واضاف كل من يعود ويراجع سيجد الترحيب وسماحة اهل السودان لينضم الى مسيرة بناء السودان. واكد النائب الاول للرئيس السوداني ان السلام سيظل مقصدا اسمى ومنهجاً اصيلاً لشعب السودان وقيادته السياسية من منطلق هذا الفهم والمرجعية ، مشيرا الى ان الحكومة السودانية قد وقعت اتفاق السلام مع الحركة الشعبية والتقينا معها مما اعتبره البعض تنازلات. وقال طه ان مساحة السلام تتسع لتباين الآراء ولاختلاف الاجتهادات شريطة ان يكون السلام هدفاً حقيقياً وليس تكتيكا مرحليا ، وأضاف "فى سبيل ذلك قدمنا لهم الحوافر التى اعدها البعض تنازلات وتقريض فى حقوق الوطن وتساهلا على حساب المصلحة العامة ولكن الاجتهاد الذى بنى عليه السلام كان انه لا تنازل يعلو فوق قيمة السلام واقراره ، وزاد ان التنازل المعيب هو ذلك الذى يكون للعدو اما التنازلات بين ابناء الوطن تلك سماحة الاخوة". واشار طه الى ان الحركة الشعبية فى محاولاتها الفاشلة لاستمالة الناس فى الولاية وعلى المستوى الخارجى تروج انها مظلومة وان الحكومة السودانية والمؤتمر الوطني قد بغيا عليها وانها ظلمت فى الانتخابات وانها مزورة ، وان الحكومة السودانية هى التى ابتدرت الحرب ، وأضاف قبلنا بنتيجة الانتخابات التى فازت فيها الحركة الشعبية واعترفنا بشرعيتها وتعاملنا معها ، مشيرا الى انه لو جمعت الاصوات التى نالها مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو وتلفون كوكو لفازت الحركة الشعبية وهذا اكبر دليل على ان خسارتها للانتخابات لم يكن بسبب تزوير المؤتمر الوطنى للانتخابات. وقال النائب الاول للرئيس السوداني ان الحركة الشعبية كان شعارها النجمة أو الهجمة وهذا ابلغ دليل على خروجهم عن معنى الديمقراطية واحترام الارادة الشعبية ، وكشف عن ارسال رسالة سياسية قبل الانتخابات لعبد العزيز الحلو مفادها ان الانتخبات ستجرى ولكننا نريد للانتخابات الا تكون سببا للعودة الى الوراء نريدها ممارسة ديمقراطية تتقدم بالولاية والسودان كله وعليه اذا ما جاءت الانتخابات لصالح الحركة ثقوا اننا سنعترف بهذه النتيجة واذا جاءت لصالح المؤتمر الوطنى نطلب منكم الاعتراف بالنتيجة وهذه هى قواعد الممارسة الديمقراطية وهذا ما اتفقنا عليه ، وأضاف "قلنا لهم اذا خسرت الحركة الانتخابات فالعرض الذى نقوله لكم اننا لو كسبنا الانتخابات فان الشراكة السياسية ستظل قائمة بيننا وبينكم , واذا لم تتسع لك الولاية كرئيس للحركة الشعبية فيتسع لك مركز الوطن بصدره وقلبه لتكون طرفا و مشاركا فى القرار المركزى". واضاف طه ان الذين يصرون ويتمسكون بان يفرضوا اجندتهم عبر القتال نقول لهم ان الجيش السوداني وكافة القوات النظامية جاهزة لدحرهم والنيل منهم مطالباً الجميع الوقوف صفا واحدا حتى يعلموا ان لاسبيل لتحقيق المطالب الا عبر الحوار والشورى واحترام الرأي الآخر واكد انه لم يعد فى السودان بعد اليوم مجال لفرض الرأي عن طريق القوة ، ووصف ان الذى جرى بالخيانة و الغدر ، وأضاف "نعلم ان الذين قاموا بتنفيذ هذا المخطط هم منفذون لمخطط لقوى اكبر تقف خلف الذى قاموا به وهنا يتوجب على اهل الولاية واهل السودان العمل وان يقفوا وقفه واحدة لنهزم هذه الاجندة التى تستقطب هؤلاء للنيل من سيادة السودان ولابد من اجهاض هذه المخططات ودحرها بوقفه صلبة شجاعة موحدة وبلغة وبيان لايحتمل التردد". ونقل النائب الاول للرئيس السوداني لاعضاء المجلس التشريعى تحيات وتأكيدات الرئيس السوداني بالسلام والاستقرار وتجديد الالتزام بان نكون معكم يدا بيد وقلباً بقلب ، داعيا مواطنى الولاية الى التمسك بالنسيج الاجتماعى ، وقال "ادعو ابناء جبال النوبة بصفة خاصة ان يقوموا بمسئوليتهم فى اطار نفرة الولاية من اجل تحرير مناطقهم حتى تتحرر الارض". وهنأ طه مولانا احمد هارون على بيانه الجامع ونظرته الثاقبة التى وردت فى الخطاب ، مشيرا الى ان الخطاب قدم رؤية عن خبرة ومعرفة ، داعيا اعضاء المجلس الى ارساء قواعد الشورى والمحاسبة والمراقبة والمتابعة وعلى الاجهزة التنفيذية ان تكون شفافة ومتجاوبة وموضوعية حتى نكسر شوكة التمرد ليس فى مجال القتال وانما نكسره بان نقيم الاعراف والقيم لبناء ممارسة جديدة ، واضاف "نريد لولاية جنوب كردفان أن تكون انموذجاً فى نهضتها وفى كل المجالات" ، مؤكدا ان الولاية تعد من روافد التنمية الاقتصادية فى السودان .