نزل « شيخ علي « حلبة اللغة الحادة الصارمة التي لا تشبه طريقته المثلى في التعامل مع القضايا ... وهذا إن دل انما يدل على الفعل الشائن الذي قامت به الحركة الشعبية قطاع الشمال في أحداث النيل الأزرق مؤخراً بعد ان ابدت الحكومة كل المرونة الممكنة لتمضي سفينة الاستقرار . الواضح من لغة السيد النائب الاول الفجيعة في الاعتماد على « مالك عقار « المتمرد بالأصالة والذي فرحت الحكومة بتصريحاته إبان حرب جنوب كردفان بأنه لن ينقل العراك الى النيل الازرق, في حين ان التدبير على الانتهاك كان يجري على قدم وساق . السؤال الكبير : ما هو المبرر السياسي للتمرد في الازرق ؟؟؟ .... والحركة الشعبية قطاع الشمال تحكم الولاية ممثلة في واليها ... وتمضى فيها حركة التنمية على نحو مضطرد بتعلية خزان الروصيرص , المشروع الاقتصادي التاريخي المعروف بفوائدة على السودان والمنطقة التي يحدث فيها تغييراً ظاهراً وملموساً ؟؟ هل لأن المشورة الشعبية لم تتم في الولاية ؟؟ هل تستحق هذه الجزئية كل الدمار وترويعا للمواطنين ؟؟ ؟ وإحداث شرخ في الحكومة والدستور ؟؟؟ المراقب المنّصف لا يرى مسوغاً موضوعياً لان يقوم والٍٍ منتخب بكل ما قام به مالك عقار بخروج كامل على سلطات الحكومة ... ومحاربة جيش الدولة وتزع الطمأنينة من مواطنين كانوا منتمين مثلاً للحركة الشعبية ؟! « شيخ علي « رمز السلام ... والذي يعتقد البعض أنه آخر من يخرج رداء السكينة والصبر والاحتمال على سلوك الشريك المشاكس . رسائل « شيخ علي « في زيارته الأخيرة للنيل الازرق تحمل معانى كثيرة اولها :ان الخروج على سلطان « الدولة « يلقى ردعاً حاسماً من المؤسسات المنوط بها الدفاع عن الوطن ... وآخرها لن يغلق الباب ابداً امام اي مواطن للانخراط في عملية السلام والاستقرار .... ورغم ان لغة الخيار الاول اعلى صوتاً واكثر حسماً الا ان دعوة الحوار والانخراط في عملية البناء والسلام تشبه وتناسب حكمة « شيخ علي « . الحكومة برموزها كافة القوا بسهامهم في مستنقع التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ,مما يحتم توزيع الادوار لتلائم خيارات السياسة ... ففي النهاية هي لعبة السياسة القذرة بكل ما فيها من خيانة وتآمر داخلي وخارجي .... والذي يصعّد من لغة السياسية في ذروة « سحق التمرد « . بكل ثقل « شيخ علي « الوطني والسياسي والتنظيمي خاصة يتوقع ان ينشط في تفعيل الدور السياسي وفتح منافذ للحوار والتداول ان كانت هناك قضية سياسية ... وجمع الصف الوطني لمواجهة خيارات اخرى قد يلجأ لها التمرد ... وامداد المواطن السوداني بشفافية بحقائق الواقع وتطورات الاحداث ... وتواصل عملية البناء والتنمية رغم الظروف الراهنة . هذه المسائل ليست خافية على السيد النائب الاول لكن المتابع لخطابه في النيل الازرق من غير حصّانه .... قد يرى فيه استمرارا لطبول الحرب ولا يرى فيه الدعوة الحارة لاستكمال السلام رغم كل الاشواك والحواجز والمهددات الكبيرة التي تعترض الطريق . من هنا تأتي حكمة « شيخ علي « ويتنحى السيف البتار . نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 22/9/2011م