حتى لا نخدع أنفسنا كقوي سياسية معارضة وننتظر ليلة القدر التي ستهل علينا باقتلاع حكومة المؤتمر الوطني لنسارع مثل كل مرة في تشكيل حكومة انتقالية يسيطر عليها اليسار فتمهد الطريق لانتخابات تأت نتيجتها مناصفة بين حزبي السيدين ونهرع لنؤدي ذات أدوارنا المشروخة !! ولنطالع جيدا حجم التغيرات الكبيرة جدا الذي حدثت في السودان والإقليم والعالم اجمع فما عادت الشعوب مستعدة لتسليم "دقنها "مرة أخري لمجموعة من الرجال الخارقين وما عادت الساحات تقبل حكما دكتاتوريا متسلطا سواء جاء عبر "المارشات "العسكرية أو الإشارة والدوائر المغلقة !! ولنقل أنكم نجحتم في إزاحة حكومة المؤتمر الوطني المنتخبة ديمقراطيا رغم انف العاجزين وعن طريق الإزاحة العسكرية حينها لا ينتظر العسكر الجدد ان تتوالي عليهم برقيات التهنئة من ولايات السودان بل سترفع كل ولاية رأسها وسيحتاج إخضاعها لسلطة الخرطوم قرون طويلة !!ولنقل ان القوي المعارضة استطاعت ان تخرج جماهيرها الوهمية هذه أو ان الشعب السوداني تبرع لها وخرج في تظاهرات وذهبت هذه التظاهرات بحكومة المؤتمر الوطني وأعقبتها انتخابات جديدة وتسابقت الأحزاب القديمة عن طريق الإشارات الذي لا تجيد غيره فمن سيفوز ومن سيسقط !! ولا يجب ان تغرق هذه الأحزاب في أحلامها القديمة وتعتقد ان كل منها سيهرول بنافخي بوغه الي دوائره المغلقة ليحصدها مهما كانت قوة المنافس لا ن العقود الماضية لم تترك خلفها دوائر مغلقة ولا مناطق مقفولة ولا ولاءات ثابتة لهذه او تلك الطائفة وهذا او ذاك الرجل !! فهل مثلا يستطيع الاتحاديون ان يضمنوا دوائر شرق وشمال السودان بإشارتهم من الخرطوم مثلما كانوا يفعلون و"الحارة "قد أنجبت عشرات الأبناء النجباء ومشروعات التنمية التي حولت تلك المناطق من العصر الحجري الي عصر الطرق والاتصالات والتنمية ؟! وهل يستطيع حزب الأمة ان يكتسح في ليلة واحدة كل دوائر دارفور مثل كل مرة كما كان يفعل في السابق والمنطقة قد شهدت معاناة معروفة أخرجت من بين لظاها ودموعها ملايين الجماهير التي تعرف أين يمر طريق حقوقها وعشرات القادة والزعامات التي لن تمر عبر "بوابة عبد القيوم "؟!و"كان زمان " نقلا عن صحيفة الوفاق بتاريخ :2/10/2011