رغم قرار محكمة التحكيم الدائمة في (لاهاي )بتاريخ الأربعاء 22/يوليو 2009م حول نزاع (آبيي )ما يزال السيد سلفاكير ميارديت وحكومة الجنوب عد عامين وثلاثة أشهر من إصدار القرار الملزم يمارسون اللف والدوران للتحايل علي القرار الملزم وذلك حتى اليوم الاثنين 10/أكتوبر 2011م . في (قصر السلام )في (لاهاي )صباح الأربعاء 22/يوليو وسط ترقب سوداني ودولي كبير كان الاستماع الي قرار محكمة التحكيم الدائمة في (لاهاي )حول نزاع آبيي .وهو قرار نهائي وملزم وواجب التطبيق بالكامل حسب ما تلاه بروفيسور (دوبوي )رئيس هيئة التحكيم .تأسست محكمة التحكيم الدائمة بموجب معاهدة أبرمت عام 1899م.وهي أقدم المنظمات الحكومية الدولية في العالم المناط بها صلاحية حل النزاعات سلميا من خلال التحكيم .المحكمة لا تصدر بنفسها الأحكام او القرارات بل ان الأحكام تصدر عن هيئات التحكيم وغيرها من الهيئات التي تم تشكيلها تحت رعاية محكمة التحكيم الدائمة . هيئة تحكيم آبيي تكونت من خمسة أعضاء اثنان من اختيار حكومة السودان واثنان من اختيار الحركة الشعبية والقاضي الخامس جاء تعيينه بموافقة القضاة الأربع الذين جاؤوا باختيار حكومة السودان والحركة الشعبية .اتفقت حكومة السودان والحركة الشعبية علي إخضاع نزاع آبيي للتحكيم في 7/يوليو 2008م لدي امين عام محكمة التحكيم الدائمة . أنشئت هيئة تحكيم (ابيي)كاملة في 30/اكتوبر 2008م .أعضاء هيئة التحكيم الخمسة هم بروفيسور (بيار –ماري دوبوي)سعادة قاضي محكمة العدل الدولية (عون الخصاونة )بروفيسور (غرهارد هانفر )وبروفيسور (ومايكل رايزمان )وسعادة القاضي (ستيفان شوبيل ).وضع طرفا النزاع مذكراتهم الخطية في 16/ديسمبر 2008م ومذكراتهم المضادة في 13/فبراير 2009م ومذكراتهم التعقيبية في 28/فبراير 2008.اما المرافعات الشفهية التي كانت علنية وحضرها أكثر من (200)ممثل من الطرفين فقد عقدت في (قصر السلام )في الفترة من 18-23ابريل 2009م وفقا لاتفاقية التحكيم كان من المقرر إصدار الحكم النهائي خلال (90)يوما من تاريخ إقفال الإيداعات أي في يوم 22/يوليو 2009م حيث تلا رئيس هيئة التحكيم بروفيسور (دوبوي )الحكم صباح الاربعاء الموافق 22/يوليو /2009م .وقد قبلت محكمة التحكيم الدائمة سبع نقاط أوردتها حكومة السودان في مرافعاتها .كما أسقطت (تقرير الخبراء )في ثلاثة أركان مهمة .حيث حكمت بان الخبراء في (تقرير الخبراء )قد تخطوا صلاحياتهم في ترسيم الحدود الشمالية ل(آبيي).كما حكمت بان ترسيم الخبراء للحدود الشرقية والغربية ل(آبيي)قد شكل تجاوزا يفقد الي المنطق وحكمت المحكمة بان حدود آبيي غربا مع دارفور هي ما جري تحديدها في 1/يناير 1956م.وذلك يجعل منطقة (الميرم )من مناطق المسيرية .كما يجعل مياه (بحر العرب )المتدفقة من دارفور ضمن دار المسيرية .وحكمت المحكمة بان حدود آبيي الشرقية هي ما جري تحديدها في 1/يناير 1956نوذلك يضع منطقة (هجليج )النفطية ضمن شمال السودان .جعل قرار التحكيم الماء والنفط ضمن دار المسيرية .ومن مساحة منطقة آبيي التي تبلغ (25)الف كيلو متر مربع حكمت المحكمة ب(12)ألف كيلو متر مربع شمال بحر العرب (مساحة لبنان )بانها تابعة للمسيرية .وان تسعة الاف كيلو متر مربع (مساحة بلجيكا )تابعة ل(دينكا نقوق )حيث غلبت المحكمة في حكمها (القبلي )علي (المناطقي).وفقا لقرار التحكيم الذي أصدرته هيئة تحكيم ابيي أصبح المسيرية من اولاد عمران وأولاد كامل والمزاغنة والفيارين ضمن منطقة (دينكا نقوق).وذلك يمنحهم الفرصة كمواطنين سودانيين حق في التصويت في الاستفتاء ان كانت آبيي ستتبع للشمال ام الجنوب .كما يمنحهم الحق في التصويت لاختيار إدارة آبيي بذلك سيشارك أولاد عمران وأولاد كامل والمزاغنة والفيارين في تقرير مصير آبيي عند الاستفتاء .بذلك يشكل قرار محكمة التحكيم الدائمة في 22/يوليو 2009م ضمانة قانونية للمسيرية بالا يصبحوا نسخة أخري من (البدون )في الكويت او (الغجر )في أوربا واذا جاءت نتيجة الاستفتاء الذي كان مزمعا عام 2011م لصالح ان تصبح آبيي جزء من الجنوب كان ستصبح هناك (دار مسيرية )داخ الجنوب ومن الخطأ الجسيم فهم قرار التحكيم باعتباره يسقط المواطنة السودانية عن المسيرية ا انه فقط لا غير عبارة عن منح (شهادة بحث )بمساحة تسعة ألاف كيلو متر مربع لأخواتهم من (دينكا نقوق )نزاع آبيي تم حسمه بقرا محكمة التحكيم الدائمة في (لاهاي )في 22/7/2009م علي السيد /سلفاكير رئيس حكومة جمهورية جنوب السودان الانصياع الفوري التام لذلك القرار وعدم التحايل عليه بمحاولة عبثية لضم (آبيي)الي الجنوب الدور السالب الذي لعبه السيد /سلفاكير وحكومة الجنوب في محاولة تفجير جنوب كردفان وتفجير النيل الأزرق ومراوغات السيد /سلفاكير وحكومة الجنوب في (ابيي)ومحاولة تفجيرابيي من قبل تجعل من البديهي علي الخرطوم بل من واجبها ان ترفع شعار (سوء الظن من الفطنة )في مفاوضات النفط والحدود وآبيي وفقا لذلك الدور السالب الذي لعبه السيد سلفاكير وحكومة الجنوب في آبيي ثم جنوب كردفان ثم جنوب النيل الأزرق علي الخرطوم ان تجري مفاوضاتها هذه المرة بحزم أكثر وسوء ظن أكثر وفطنة أكثر . نقلا عن صحيفة الوان بتاريخ :10/10/2011