حاولت بعض الأحزاب التي تسمي نفسها المعارضة استغلال المظاهرات المحدودة التي خرج فيها المواطنون منددين بغلاء الأسعار في بعض مناطق الخرطوم والتي سرعان ما انفضت بعد ان اكتشف الذين خرجوا بعفوية من اجل مطالب مشروعة أنهم سيتم استغلالهم عبر بعض لافتات الأحزاب الفقيرة عضوية وفكرا فقد لاحظ الجميع ان المظاهرات (العفوية )أصبحت فجأة تحمل لافتات قماش عريضة كتبت فيها شعارات بعيدة عن مطالب المتظاهرين وقد أصابتني الدهشة من وجود اللافتات السياسية التي أفرغت معني التظاهرة العفوية من محتواها لان وجود تلك الشعارات كان تأكيدا ان بعض الأحزاب والقوي السياسية الهامشية حاولت استغلالها بطباعة الشعارات والادعاء أنها حركت الشارع الأمر الذي اكتشفه المتظاهرين فانفضوا من المظاهرة حتى لو كان الثمن استمرار الغلاء فهو أفضل من السقوط في الوضع الاستغلالي للأحزاب وبصعوبة بالغة تمكنت من (كتم الضحكة )التي تملكتني وأنا أشاهد صور في الصحف لتغطية (ندوة كبري )لما يسمي بقوي الإجماع الوطني أو أيا كان اسمه (!!)ذلك ان الصور التي لا تكذب كشفت ان حضور الندوة والاستماع للمتحدثين لا يتجاوز العشرة أشخاص بأي حال من الأحوال ولكم ان ترجعوا للصورة التي نشرتها الصحف الصادرة في اليوم التالي للندوة والتي كشفت مدي فقر الانتماء وضعف الاهتمام وأدركت ان هؤلاء اقل قامة من ان يطالوا الإنقاذ (بهزة )ولا أقول كما يدعون بإسقاط النظام الذي (نبشره )بطول سلامة . المدهش ان ما يسمي بقوي الإجماع الوطني يقودها ويصرح باسمها ممثل لحزب (البعث )يدعي محمد ضياء الدين وهو الذي (خلف )فاروق أبو عيسي ووجود أيا منهما في قيادة المعارضة يوصمها بالهزل والضعف والخوار بالله عليكم كيف لقيادات لها تاريخها في العمل السياسي وتنتمي لأحزاب تاريخية تقبل ان يقودها وينطق باسمها محمد ضياء الدين بينما ينزوي قيادات الشعبي والأمة والاتحادي أمثال السنوسي وإبراهيم الأمين وعلي السيد وحتي مريم الصادق كان يمكن ان يكون كل واحد منهم أكثر إقناعا من ضياء الدين وأبو عيسي . اذا نجح المؤتمر الوطني في الاتفاق مع الحزبين الكبيرين للمشاركة في الحكومة الواسعة خيرا وبركة أما اذا فشلت المشاورات وتمسك حزبا الأمة والاتحادي بسقوفات المطالب لدخول الحكومة ثم تم تشكيلها من المؤتمر الوطني والأحزاب التي توافقت برامجها (مهما ضعف حجمها )فان الواجب الوطني يتطلب من الأحزاب خارج الجهاز التنفيذي تشكيل معارضة (مسؤولة )تراقب وتقوم الأداء التنفيذي في إطار الانتماء القومي والوطني دون المساس بثوابت معروفة تحفظ للسودان أرضه وكرامته وإنسانية شعبه نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :10/10/2011