أبدت الحكومة السودانية جدية في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة بإعلانها خفض ميزانية الأمن والمخابرات بدءاً من العام المقبل، ونادى سودانيون بإقامة علاقات مصالح مشتركة مع دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، في حين تستأنف بجوبا غداً الثلاثاء اجتماعات الآلية السياسية المشتركة لبحث القضايا الحدودية . وقال مسؤولون من وزارة المالية وقوات الأمن، إن وزارة المالية اتفقت مع قوات الأمن والمخابرات على خفض ميزانيتهما بدءا من عام 2012 . ولم يحدد المركز حجم الخفض في ميزانية الأمن . من جهته، أرجع المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي وصفها بالضخمة، لتداعيات انفصال الجنوب وفقدان ما يناهز 50% من موارد النفط، بجانب الأزمة المالية العالمية مما قاد لارتفاع أسعار السلع . وأقر رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر، غلام الدين عثمان، لدى مخاطبته فعاليات المؤتمر التنشيطي للقطاع الاقتصادي، بغياب الرؤى الواضحة في السياسات الاقتصادية، وقال إن وزارة التجارة مشتتة والمالية همها الجبايات، ووزارة الاستثمار مستبعدة عن الوزارات، ولذا وضعنا مبادرة خاصة بإنشاء وزارة خاصة بالاقتصاد . من جهة أخرى، أوصى مؤتمر علاقات السودان بدول الجوار بتبادل المصالح المشتركة مع دولتي جنوب السودان واثيوبيا باعتبارهما أكثر دول الجوار تأثيراً في مجريات الأمن والرفاهية في العشر سنوات المقبلة، كما أمن المؤتمرون على متانة العلاقات السودانية التشادية في العامين الماضيين، وأوصوا بالاهتمام بمصالح إفريقيا الوسطى، مشيرين إلى أهمية حسن الجوار مع دولة إريتريا، ورعاية العلاقات السودانية المصرية، والاحتفاظ بالعلاقات الطيبة مع الشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي، وقبول أنظمة وحكومات دول الجوار ودعمها سياسيا واقتصاديا وامنيا، وعدم دعم المعارضة بهذه الدول بأي صورة من الصور . وتبنى المؤتمر قيام تجمع بشمال شرق إفريقيا يضم كلاً من السودان وأثيوبيا ومصر واريتريا وجنوب السودان والصومال وجيبوتي على نسق تجمع “الايكواس" ليطلع بحل الإشكالات العالقة بين أعضائه، كما أوصى المؤتمر باعتماد المملكة العربية والسعودية واليمن ودول الخليج ضمن منظومة دول الجوار . من جانب آخر، تستأنف بجوبا غداً الثلاثاء، اجتماعات الآلية السياسية المشتركة بين السودان وجنوب السودان لبحث القضايا الحدودية، بينما يصل إلى ابيي اليوم وفد عال من الوساطة الإفريقية للوقوف على الأوضاع بالمنطقة . على صعيد دارفور، التقى والي شمال دارفور عثمان كبر، المبعوث الأمريكي الخاص للإقليم دان سميث، والمستشارة الأمريكية بالسودان ميري باديس، ورئيسة المعونة الأمريكية كريستا، وبحث معهم تنفيذ عمليات التنمية المبكرة بعدد من محليات الولاية . وطالب الوالي الإدارة الأمريكية بنقل العمل الإغاثي والمساعدات إلى عمليات التنمية المبكرة والانتقال من مرحلة تقديمها بالمعسكرات إلى القرى والمناطق التي يوجد بها الاستقرار . المصدر: الخليج 17/10/2011