وفق اقتصادي في وكالة الطاقة الدولية هناك حاجة للاستثمار في النفط والغاز في العالم تبلغ اكثر من 19 تريليون دولار من الآن إلى عام 2035. ويقول الاقتصادي إن أهمية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن 90 في المئة من النمو في العرض النفطي سيأتي من هذه المنطقة رغم كل الاكتشافات النفطية الآتية من البرازيل والدول النفطية الجديدة. إن هذه الأرقام إذا كانت مؤكدة تحتاج أولاً إلى استقرار في جميع دول المنطقة اضافة إلى الأموال للاستثمار. وما يحدث اليوم في الشرق الأوسط والدول النفطية يضع الشكوك حول الاستقرار المنشود. فالعراق وهو البلد النفطي الثاني بعد السعودية من حيث الاحتياطي، ما زال يعاني من زعزعة أمنية كثيراً ما تستهدف منشآته. وسورية وهي بلد نفطي صغير تشهد توقف الاستثمارات الخارجية في قطاع نفطها بسبب العقوبات وسياسة نظامها الوحشي. وإيران وهي منتج مهم للنفط والغاز تشهد تدهوراً في وضع حقولها النفطية أيضاً بسبب العقوبات وسياسات النظام الإيراني القمعي والتوسعي. أما اليمن المصدر للغاز والمنتج الصغير للنفط فيشهد معارك ونزاعات داخلية خطيرة. ومصر التي تصدر الغاز كثيراً ما تشهد انقطاعات في صادراتها بسبب أعمال تخريبية. وليبيا وهي دولة نفطية مهمة ما زالت قيد إعادة إنتاجها النفطي. والأمل أن يستتب الوضع فيها على أن يتم العثور على القذافي ويعود البلد إلى بناء دولة ديموقراطية حقيقيةً. أما وضع النفط والغاز في الجزائر فهو بخير فالاستثمارات والإنتاج يجريان بشكل جيد. ولكن السؤال هو ما إذا كانت عدوى الثورات ستنتقل إليها، علماً أن الجزائر شهدت ثورة في عام 1988 وهناك الآن نوع من الحرية ولكن التخوف هو من المشاكل الاجتماعية في بلد لم ينجز الكثير من اجل تحسين الأوضاع الاجتماعية. أما في منطقة الخليج فالاستثمارات تجري بشكل جيد وعلمي في قطاعي النفط والغاز وفي السعودية والإمارات وقطر والكويت. ولكن المنطقة ليست بمنأى عن مخاوف من سياسة إيرانية خطيرة ومقلقة للعالم وللمنطقة. فلا شك في أن اهم وأكبر الدول النفطية في المنطقة العربية تقوم بالاستثمارات المطلوبة وفق تقديراتها وتقييم كل دولة منها. فلا خوف من تراجع الاستثمارات في قطاعاتها الحيوية. إلا أنها لن تخوض استثمارات لا تحتاج إليها تجاوباً مع مطالب وكالة دولية تستمر في دق ناقوس الخطر حول عدم كفاية الاستثمارات في المنطقة العربية. ولكن المهم للاستثمارات أينما هي استقرار الأوضاع. فوجود أنظمة مشاغبة وقمعية ووحشية مثل نظامي إيران وسورية يبعث على التشاؤم بالنسبة إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط والاستفادة من ثروتها النفطية بشكل واعد ومستقر. المصدر: الحياة 19/10/2011