حذر مسؤولون وخبراء من أن تنظيم القاعدة الذي ضعف في أفغانستان وباكستان، يمكن أن يجد في إفريقيا ملاذات جديدة مستفيدا خصوصا من عدم الاستقرار في ليبيا حيث تنتشر ترسانات من الأسلحة من دون حماية. وللتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن صلات مع مجموعات مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل والمتمردين الشباب في الصومال، ويؤثر عقائديا على الأقل على جماعة بوكو حرام الإسلامية في نيجيريا. وتخشى أجهزة مكافحة الإرهاب الغربية والإفريقية من تعاون على مستوى العمليات بين التنظيمات الثلاثة أوسع من الاتصالات غير المنظمة التي جرت بينها في السنوات الأخيرة. وقال قائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال كارتر هام في واشنطن إن كلا من حركات "الشباب والقاعدة في المغرب الإسلامي وبوكو حرام تشكل تهديدا لكن ما يثير القلق هو أن تقوم هذه المنظمات بالتنسيق فيما بينها وتنظم جهودها". وما يزيد من خطورة الوضع هو انتشار الأسلحة في بلاد منطقة الساحل وتسريح مئات من المقاتلين الطوارق المؤيدين للعقيد معمر القذافي الذين قد يكونون مستعدين لمغامرات جديدة. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان إن آلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر موزعة في ليبيا في مستودعات لا يراقبها أحد ولم تحمها السلطات الجديدة ولا حلف شمال الأطلسي من النهب". وعزز مخاوف المسؤولين الغربيين هجوم استهدف في 26 أغسطس مبنى الأممالمتحدة في أبوجا حيث أسفر عن سقوط 23 قتيلا. وذكر جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، مؤخرا بأن القاعدة "استفادت تقليديا من مناطق النزاع التي تسودها الفوضى. إنها ملاذات تشن منها هجمات". وأضاف أن "الصومال واحدة من أقسى المناطق في العالم دمرتها الحرب والمجاعة والقاعدة حاولت باستمرار استغلال ذلك". ورأى روجر ميدلتن الخبير في شؤون شرق إفريقيا في مركز تشاتام هاوس اللندني أن خطر تشابك بين الشباب والقاعدة قائم لكنه ليس مؤكداً حاليا. وقال إن "بعض قادة الشباب ينشطون في الجهاد العالمي وبعضهم قاتلوا في أفغانستان وهناك بالتأكيد صلات دولية لكنهم مشغولون جدا في الصومال". وأضاف: "هناك بالتأكيد أوجه تطابق عقائدية لكن ليس هناك أي دليل على تعاون عملي". ويمكن أن يدفع الضغط الذي يمارس على ما تبقى من القيادة المركزية للقاعدة في المنطقة الباكستانية الأفغانية خصوصا الهجمات المتواصلة التي تشنها الطائرات من دون طيار الأمريكية، أعضاء القاعدة إلى البحث عن قواعد جديدة. والساحل بمناطقه الصحراوية الشاسعة حيث يملك تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي قواعد نائية، يمكن أن يجذب هؤلاء الناشطين.. وقد أمضى مبعوث من بن لادن قبل سنوات عدة أشهر في المعاقل الجزائرية للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انبثق عنها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. المصدر: الشرق 30/10/2011