بدا السيد مني أركو ميناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني رئيس السلطة الانتقالية لدارفور وقائد الفصيل الموقع على اتفاق أبوجا في 5 مايو 2006 بدأ وكأنه شديد التعطش باستعادة ماضي حركته التي كان يتقاسم قيادتها مع رفيقه السابق الذي طاب له المقام المخملي في العاصمة الفرنسية باريس عبد الواحد محمد نور . فقد قام ميناوي في الأسبوع الماضي بزيارة (اجتماعية) لأسرة عبد الواحد محمد نور بمدينة زالنجي بولاية غرب دارفور، والتقي والديه وأشقائه، ولم يفصح ميناوي ولا مرافقيه عن طبيعة الحوار الذي دار (أسرياً)، ولكنه اكتفي بالقول أنها بغرض التحية والمجاملة والتواصل الأسرى العادي- غير أن قيادياً مؤثراً بحركة ميناوي أسر لجلسائه في مقر حركة ميناوي بالخرطوم إلى أن ميناوي يسلك طريقاً (اجتماعياً عاطفياً) بغرض محاولة اجتذاب رفيقه السابق عبد الواحد محمد نور، ويضيف القيادي أن ميناوي أجري عدد من المحاولات (السرية) للتفاهم مع عبد الواحد محمد نور ودفعه للعودة والدخول في مفاوضات مع الحكومة، لشعور ميناوي أنه (يقف وحده) دون حلفاء فقد تعرض لضربات موجعة من حركة د. خليل قبل أشهر في مناطق جنوب وشمال دارفور وكادت أن تقضي على قواته تماماً لولا تدخل القوات الحكومية التي أجبرت قوات خليل على التراجع، ويدرك ميناوي أن حركة خليل تتربص به، رغم أن أصرة الدم بين الحركتين – ميناوي وخليل – قوية إذ إنهما أبناء عمومة وينحدران من ذات أثنية الزغاوة بينما ينتمي عبد الواحد إلى أثنية الفور كما هو معروف. ولهذا فان مخاوف ميناوي في الواقع هي مخاوف حقيقية فقد أهدر الرجل ثلاثة أعوام هي عمر وجوده في السلطة منذ توقيعه على اتفاق أبوجا 2006م دون أن يدخل في أي تحالفات أو يمد جسور سياسية بأي من المكونات السياسية المحلية باستثناء محاولة الالتحاق مؤخراً بملتقي قوى جوبا، ولكن سرعان ما خاب ظنه عند اكتشافه أن الملتقي ليس سوى (عمل تكتيكي) قامت به الحركة الشعبية لتحقيق أهداف محددة، وليس لعلم استراتيجي طويل الأمد، وبالمقابل فان عبد الواحد الذي كان في الأصل هو رئيس الحركة التي يتزعمها ميناوي حالياً، وكان ميناوي أمينها العام لم ينس ولم تفارق فمه مرارة ما فعله فيه ميناوي عند عقده لمؤتمر حسكنيتة في فبراير 2005م وكان الهدف من المؤتمر إقصاء عبد الواحد من رئاسة الحركة، وأدرك الأخير ذلك وتغيب عن الحضور . ومنذ ذلك الحين افترق الرجلان وحمل عبد الواحد مراراته واختار تحالفاته الخارجية وسقط في براشت الموساد الإسرائيلي. وهكذا فان ميناوي في الخرطوم، وعبد الواحد في باريس وقريب من تل أبيب بما يشير إلى البون التاسع والمسافة البعيدة الشديدة الاتساع بين الرجلين بحيث يصعب التئام شملها ولذا لم يجد ميناوي ما يفعله سوى محاولة الضغط (أسرياً وعاطفياً) على عبد الواحد والضرب على الوتر الاجتماعي الإنساني، عسي ولعل!!