أعلن ثوار جنوب السودان عن مصرع 284 جندياً من الجيش الشعبي وجرح 437 آخرين في معركة قتالية عنيفة انتهت بسيطرتة الثوار على مناطق إستراتيجية بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان ، وكشفت عن مقتل 24 ضابطاً كانوا ضمن القوة التي واجهت قوات اللواء جونسون ألونج بالقرب من منطقة (الكويك). وقال اللواء ألونج أن الجيش الشعبي تلقي هزيمة ساحقة وصفها ب(النكراء) في معركة قال انها استمرت لتسع ساعات متواصل. وفي تصريح صحفي عبر الهاتف قال اللواء ألونج أن الجيش الشعبي فقد في المعركة 24 ضابطاً برتب رفيعة ، مشيراً الي أن بقية قوة الجيش الشعبي انسحبت إلى غابات (تونجه) ، فيما شرعت حكومة دولة جنوب السودان في إجراء تحقيق واسع وسط عدد من كبار الضباط بالجيش الشعبي ، بتهمة الشروع في الانقلاب على النظام هناك. وتوقعت مصادر مطلعة اعتقال قادة الوحدات الحدودية مع السودان الموجودين حالياً بجوبا لرفضهم الانصياع لتعليمات بضرب مناطق على الحدود ولتمرد عدد كبير من القوات في الحدود. أعلن الناطق الرسمي باسم الثوار في أعالي النيل شارلس إيزاك عن سيطرة قواتهم على مناطق إستراتيجية وذكر بأن الثوار تكبّدوا في المعركة 12 قتيلاً و5 جرحى، وكشف عن خروج 2000 جندي من جوبا متمردين على قيادة الجيش الشعبي وانضمامهم للثوار. وعلي صعيد آخر اتهم رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت قادة الأجهزة الأمنية وقادة الوحدات الحدودية في اجتماع مغلق ، اتهمهم كير بالتقصير تجاه جنودهم ، وقال القادة انهم دفعوا بجملة من المطالب قبل الشروع في تنفيذ أي تعليمات مشترطين زيادة المرتبات وزيادة فوائد ما بعد الخدمة للمتوفين في المعارك ومنحهم قطع أراضي بجوبا. وفي غضون ذلك قال اللواء جون ديوت إن الثوار يسيطرون على مناطق عديدة في ولاية أعالي النيل، متوقعاً أن يتم اقتحامها في الأيام المقبلة. وفي وعلي صعيد متصل أعلنت وكالة المساعدات البريطانية (أوكسفام) انسحابها من العمل بولاية أعالي النيل بسبب توتر الأوضاع وانعدام الأمن. وكشف الجنرال المنشق عن الجيش الشعبي توبي مادوت أن قادة بارزين في الجيش الشعبي نقلوا له وقائع الاجتماع الذي دار بين سلفا كير وقادة الأجهزة الأمنية والوحدات الحدودية ، وأشار إلى أن الآخرين هاجموا رئيس الجنوب بشدة واتهموه بالتقصير في تسليحهم وتدريبهم أسوة ببقية الضباط والجنود في الوحدات الأخرى. وأكد توبي أن سلفا كير رفض مد الجنود في الحدود بالأسلحة الحديثة التي تظل بالمخازن خوفاً من انضمامهم للثوار، وقال إن سلفا كير اشتكى من وجود طابور خامس وخلايا تتبع للثوار بالجيش الشعبي. وأوضح سلفاكير أن هناك اتجاهاً لتغيير كل قادة الوحدات الحدودية مرجحاً أن يتم اعتقالهم خلال وجودهم الحالي بجوبا ، وقال إنهم قيد الإقامة الجبرية مع وجود تعليمات صريحة لهم بعدم مغادرة القاعدة العسكرية ببلفام. وأوضح مادوت أن القادة نقلوا لسلفا كير مطالب منسوبيهم من الضباط والجنود والذين شددوا على زيادة فوائد ما بعد المقتل في المعارك بدلاً عن ستة الأشهر التي تمنح لهم ، بالإضافة لمنحهم قطع أراضٍ ، مشيراً إلى أن الموقف متأزم جدًا ومتفاقم داخل الجيش الشعبي لوجود تمييز في التعامل بين الجنود والضباط حسب القبائل والمناطق.