تنعقد في يومي الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري ورشة السلام المستدام لدارفور بمركز دراسات السلام العالمي بالعاصمة الاميركية واشنطون وتشارك في الورشة وفود تمثل حركات دارفور وبعض ابناء دارفور النشطين في منظمات المجتمع المدني ولجنة من الخبراء الدوليين والشركاء الدوليين في عملية سلام دارفور وبعض المنظمات الدولية وامتنعت الحكومة السودانية عن المشاركة بحجة انها غير معنية بالورشة بعد ان استلمت الدعوة وجداول عملها ، بينما رفضت حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور بحجة ان الورشة لاتضيف جديدا ولا تعنيه? بشئ لان جداول اعمال الورشة التي حددها مركز السلام بالتعاون مع وزارة الخارجية الاميركية مختصرة ومتعلقة بوثيقة الدوحة ومسألة التطبيق لها والحركة ليس لها علاقة بالوثيقة علي حد قول نمر عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم الحركة الذي تحدث ل الصحافة عبر الهاتف امس، موضحا ان الاجندة المطروحة ليس لها علاقة بالخطة الجديدة للحركة ولم تستوعب المرحلة التي يمر بها السودان الان، وقال ان حركته تجاوزت وثيقة الدوحة ودخلت في مراحل متقدمة مع تحالف كاودا الجديد. وقد حددت الورشة نسب مشاركة الحركات بعضوين لكل حركة وقد تأكدت مشاركة كل من حركة العدل والمساواة بوفد يضم كلا من الاستاذ أحمد تقد ليسان امين امانة السلام بالحركة والاستاذ أحمد حسين ادم مستشار رئيس حركة العدل والمساواة السودانية وتشارك حركة تحرير السودان جناح مناوي بوفد يضم رئيس الحركة مني اركو مناوي وعلي ترايو مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية، وتشارك حركة التحرير والعدالة بوفد يضم رئيس الحركة الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الاقليمية بدارفور والاستاذ أحمد عبد الشافع توباي نائب رئيس الحركة ويشارك بصفة خبير?دولي الدكتورالطيب حاج عطية، ومعروف ان عطية من كبار المستشارين الذين قدموا استشارات فنية دقيقة لكل اتفاقيات السلام التي وقعت في السودان منذ العام 2000م، وتقلصت نسبة مشاركة ناشطي منظمات المجتمع المدني من الداخل لتنحصر مشاركة الداخل في كل من الدكتور صديق امبدي رئيس آلية منظمات المجتمع المدني الخرطوم والمحاميان محمد عبد الله الدومة رئيس هيئة محاميي دارفور وصالح محمود محمد عثمان المقرب من الرئيس الاميركي باراك اوباما، وحافظ اسماعيل رئيس منظمة افريقيا العدالة ، ويشارك كذلك حامد علي النور من منظمة تطوير الادارة و?لحكم التي يرأسها دكتور الوليد مادبو «اميركي الجنسية» ويشارك عثمان أحمد رئيس منظمة المسار الخيرية وهي منظمة محسوبة لبعض المتعاونين مع الحكومة السودانية في أزمة دارفور، اضافة الى صفاء العاقب رئيس منظمة منظمة تنمية المجتمع «سيدا» وهي منظمة فائزة بجائزة عالمية منحت لها تقديرا وعرفانا علي تميزها في العمل الطوعي بدارفور، وتشارك الي جانبها من الداخل الاستاذه مريم عبدالرحمن تكس رئيس مركز النهضة الثقافي وكانت مريم تكس احد مفاوضي وفد حكومة الوحدة الوطنية المفاوض في وثيقة الدوحة قبل مغادرة مناوي السلطة، و المحامية?عازة محمد أحمد رئيس منظمة جميزة وهي من المنظمات العاملة بحوض البقارة بولاية جنوب دارفور. والملتقي الذي يشارك فيه عدد كبير من الشركاء في عملية السلام ومنظمات العمل الانساني والبعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي «يوناميد» سيقدم فيه رئيس البعثة بروفيسر ابراهيم قمباري تقريرا عن الاحوال في دارفور، ثم يبدأ الملتقي باستعراض موسع يقدمه رئيس حركة التحرير والعدالة لتتوالى من بعده مشاركات المشاركين بعرض رؤاهم وافكارهم حول عملية السلام. يقول عمر قمر الدين اسماعيل رئيس لجنة الخبراء في حديثه ل الصحافة ، ان القضية المطروحة في الملتقي هي كيفية دفع عملية السلام في دارفورعلي ضوء وثيقة الدوحة وكيفية الوصول الي سلام في اقليم دارفور المضطرب غرب السودان ، موضحا ان السلام في دارفور لن يتحقق بمعزل عن بقية السودان، مبينا انهم كآلية ولجنة للخبراء يرون ان عملية السلام في السودان لا يمكن ان تتم بالقطاعي في ظل حكومة لا تقدر على طرح رؤية استراتيجية للسلام ، مشيرا الي ان الحكومة السودانية تريد سلاما «بالقطاعي» وهذا يضر بالمصلحة الوطنية ، ودعا قمر الدين ح?كات دارفور وعلي رأسها حركة التحرير والعدالة والقوي السياسية السودانية بان تطالب في الورشة بسلام شامل لكل السودان، مبينا ان وثيقة الدوحة بات معروفا عنها انها لاتستطيع ان تحقق سلام في دارفور والحكومة لن تنفذها علي اكمل وجه في ظل الظروف التي يمر بها السودان. بينما يقول الاستاذ أحمد حسين ادم مستشار رئيس حركة العدل والمساواة انهم في حركة العدل والمساواة يرون ان الحكومة الاميركية اصبحت تتفهم مشكة السودان في دارفور اكثر من اي وقت مضي وهم ذاهبون من اجل تقديم رؤية متكاملة عن الحل الشامل للأزمة السودانية بعيدا عن لغة الاستعلاء والاقصاء التي تتحدث بها الحكومة السودانية ، مبينا ان رأي حركة العدل والمساواة حول وثيقة الدوحة واضح، مشيرا الي ان الوثيقة المتفق عليها بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة تكرس لسيطرة حزب المؤتمر الوطني في السلطة من المحليات الي الولايات ثم المرك?، وقال ان الوثيقة عزلت المحاربين المقاتلين الاساسيين وجاءت بحركة مدنية وفق رؤية المؤتمر الوطني ، ويضيف آدم ان الذي كان يتحدث ل الصحافة عبر الاسكايب من لندن انهم في حركة العدل والمساواة سيجرون لقاءات مع عدد من المسؤولين الاميركان وبعض المنظمات الدولية في اميركا لتمليك رؤيتهم عن حل مشكة السودان في المرحلة القادمة وكيفية تحقيق السلام الشامل العادل في السودان الذي يعطي كل سوداني حقه في العيش الكريم في هذا الوطن وفق معادلة جديدة عمادها احترام حقوق الانسان والعدالة في توزيع المنتج القومي علي اساس الكتلة ال?كانية ومحاسبة كل من اجرم في حق شعبنا في دارفور. من جهته، يعتبر أحمد فضل امين الاعلام والناطق الرسمي لحركة التحرير والعدالة الورشة فرصة كبيرة للحركة لعرض وجهة نظرها وفهمها للعملية السلمية في دارفور وفرصة للجلوس والتحاور والتشاور والتفاكر مع الحركات الرافضة لوثيقة الدوحة لحملهم على الانضمام اليها ،كما هي سانحة طيبة للالتقاء بشركاء السلام لتنوير كل الحاضرين بوثيقة الدوحة وبالتحولات الكبيرة التي احدثتها الوثيقة في دارفور التي تم التعرف عليها بعد الزيارة التي طافت بها الحركة دارفور وكل عواصم دارفور، وهي ايضا فرصة للجلوس مع الاميركان لاسماعهم وجهة نظرة الحر?ةو ويقول فضل الذي كان تحدث ل الصحافة عبر الهاتف امس ان رئيس الحركة دكتور التجاني السيسي توجه الي واشنطون «ونحن يحدونا الامل ان تحقق الورشة اهدافا كثيرة تدعم العملية السلمية في السودان»، ويري فضل ضرورة مشاركة شركائهم في الحكومة في الورشة، ولكنهم يحترمون وجهة نظرهم بعدم المشاركة في الورشة، واكد فضل ان حركة التحرير والعدالة ماضية في تنفيذ الاتفاقية مع شركائها مهما كانت مخرجات الورشة. نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 14/11/2011م