اختتمت في العاصمة الاميركية واشنطن يوم الاربعاء الماضي ورشة عمل «السلام في دارفور» وذلك بمقر معهد السلام الاميركي الذي نظمها بالتعاون مع وزارة الخارجية الاميركية بمشاركة ممثلين لحركات العدل والمساواة وتحرير السودان قيادة مناوي وحركة التحرير والعدالة وممثلين للمجتمع المدني الدارفوري وخبراء دوليين وشركاء في عملية السلام في السودان وممثلين للاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، بينما غابت عن الورشة الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور. وكانت الحكومة السودانية اعلنت على لسان السفير العبيد ?حمد مروح الناطق باسم الخارجية السودانية انها ستتعامل مع الورشة بناءً على مخرجاتها. وبحث المشاركون في اليومين الاول والثاني للورشة الوضع الانساني والامني في دارفور، وما هو مطلوب فعله حتى يكون السلام واقعا معاشا في اقليم دارفور، وقدم الدكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور ورئيس حركة التحرير والعدالة عرضا عاما لوثيقة الدوحة اوضح فيه الانجازات التي حققتها والتحديات التي تواجه وثيقة الدوحة. واعتبر بحر ادريس بوقردة الامين العام لحركة التحرير العدالة مشاركة حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مناوي في الورشة بالايجابية وطالب قادة الحركتين بالانضمام لوثيقة الدوحة، معتبرا مخر?ات الورشة بالجيدة واكد ان حركته ستعمل بكل ما اوتيت من قوة من اجل ضم الحركات الرافضة الى وثيقة الدوحة مبينا ان وفدي الحركتين ابديا استعدادهما للدخول في عملية سلام متكاملة واعتبرا وثيقة الدوحة واحدة من المكاسب القيمه لاهل دارفور. ودعا رئيس البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي «اليوناميد» ابراهيم قمباري كل الاطراف السودانية الى وقف الاقتتال في اقليم دارفور حتى تعود الحياة الى طبيعتها مبينا ان البعثة تدعم بقوة وثيقة السلام متعهدا بدعم جميع الاطراف لتنفيذها. واستعرض قمباري الجوانب الايجابية والسلبيات والتحديات الامنية التي تواجهها الاتفاقية مستعرضا المكاسب التي حوتها وحققتها وثيقة الدوحة، بينما طرحت في المقابل حركتا تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، والعدل والمساواة بقيادة مستشار رئيسها للشؤون الخارجية احمد حسين رؤيتيهما?في الورشة للحل الشامل للقضايا السودانية كافة، فيما شدد كذلك ممثلو اميركا، والاتحاد الاوروبي، وبريطانيا على ضرورة ايجاد الحل العادل والعاجل والشامل للازمة السودانية بدارفور، وبحث المشاركون في اليوم الختامي مواقف ورؤية الحركات الرافضة لوثيقة الدوحة وسبل تشجيعها للانضمام وكيفية تحقيق السلام في دارفور والسودان. الاستاذ فؤاد حكمت مستشار مجموعة الازمات الدولية والاتحاد الافريقي قدم ورقة حول كيفية ضم الحركات الرافضة لوثيقة الدوحة في الورشة وصف فيها وثيقة الدوحة بالخطوة المهمة تجاه السلام باعتبار انها المرجع الوحيد الموجود حاليا، وقال ان وثيقة الدوحة تشكل الاطار الاساسي الذي يمكن ان يعمل طرفا الاتفاق وهما الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة على تنفيذه على اكمل وجه ومن ثم يخلقوا بيئة جديدة تشجع الشرائح الدارفورية بما فيها الحركات الرافضة بالانضمام الى الوثيقة، وقال مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان التي وقعت?اتفاقية ابوجا مع الحكومة سنة 2006 ونفض يده من الاتفاقية سنة 2010 قال في استعراض لرؤية حركته انها تريد السلام العادل الشامل لكل السودان وليس دارفور فحسب موضحا ان التجربة السابقة لحركته مع الحكومة السودانية اكتشف منها الكثير والمثير مشددا على ان اي اتفاق سلام ثنائي مع النظام الحاكم سيجد المصير نفسه داعيا المجتمع الدولي لتبني رؤيتهم الاستراتيجية الجديدة التي تأسس بموجبها تحالف الجبهة الثورية السودانية الجديدة للسلام في السودان. فيما وصفت حركة العدل والمساواة السودانية الورشة بانها ناجحة واتاحت الفرصة لهم ليوصلوا رؤيتهم للسلام الى المجتمع الدولي، وقال معتصم محمد صالح رئيس مكتب الحركة بالولاياتالمتحدة ان الحلول الجزئية ما عادت تحقق سلاما في السودان، وقال ان تجارب الاتفاقيات الجزئية السابقة تمخضت عنها مشكلات وحروب في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، وهذا ما جعل حركة العدل والمساواة السودانية تحاول ان توصل رؤيتها عبر الورشة الى كل وسطاء السلام الدوليين. وكشف في حديثه ل «الصحافة» عبر الهاتف امس ان حركته ملكت الجهات الدولية?التي حضرت الورشة رؤيتها وقد ترسخ لديهم مفهوم العملية السلمية المتكاملة الشاملة لحل قضايا السودان كافة، قائلا انه المخرج الوحيد لكل السودان من الازمات التي تحيط به، موضحا ان حركة العدل والمساواة سلمت كل الحضور في الورشة رؤية نقدية متكاملة حول كل الاخفاقات والنواقص ومكامن الخلل وضعف الوسطاء في ادارة العملية التفاوضية من بدايتها الى نهايتها في منبر الدوحة مبينا ان حركته من خلال رؤيتها وضعت تصورا متكاملا قيمت فيه وثيقة الدوحة وسلمته الى مركز السلام الاميركي وكل شركاء السلام والجهات الدولية والمنظمات واجه?ة الاعلام التي حضرت الملتقى. وابان ادريس من داخل مركز السلام الاميركي انهم في حركة العدل والمساواة بهذه الرؤية يكونون قد اوفوا لوثيقة الدوحة كل حقها ومستحقها، واضاف «نحن ماضون في ترتيبات لبناء منظومة تحالف الجبهة الثورية السودانية استعدادا لمرحلة جديدة تسوعب كل مكونات الشعب السوداني السياسية لوضع برنامج جديد تحكم به البلاد». من جهته قال احمد فضل، امين الاعلام والناطق الرسمي لحركة التحرير والعدالة ل «الصحافة» عبر الهاتف امس ان حركته حققت نتائج ايجابية من ورشة مركز السلام الاميركي تتمثل في حشد الدعم السياسي والمعنوي والاعلامي لوثيقة الدوحة والتأمين على منبر الدوحة كاساس لكل العملية السلمية في دارفور على عكس ما كانت تطالب به الحركات من ان تكون «الولاياتالمتحدة الاميركية» منبرا ثانيا للتفاوض تجتمع فيه الحركات الدارفورية الرافضة لوثيقة الدوحة.. وقال فضل: باحباط مفعول المخطط الذي يهدف لاقامة منبر موازٍ للدوحة، وقال ان وثيقة الدوحة?هي الاساس للسلام في السودان واعتبر تجاوز حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان لوثيقة الدوحة وتمسكها باطروحات ورؤية تحالف القوى الثورية السودانية الجديدة «تحالف كاودا» يشير ويؤكد ان الحركتين جاءتا من اجل الترويج لافكارهما في الورشة لتحقق بعض المكاسب السياسية من هنالك بخطف وتوجيه انظار منظمات المجتمع المدني والمنظمات العالمية وشركاء السلام واجهزة الاعلام العالمية لفكرة تحالف القوى الثورية السودانية الجديد المكون من «حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال» مبينا ان تحالف كاودا يمثل واحدا من التحديات التي ?واجه وثيقة الدوحة ولكنه لا يثني حركتهم من المضي قدما في تنفيذ وثيقة الدوحة مع شركائهم في الحكومة السودانية.