يبدو ان الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية في ذهنه المقولة التي تقول (اضرب الحديد وهو سخن )وهو يتحدث في المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني بنيالا السبت الماضي عن قطع الحوار مع حركات دارفور وتحديدا حركة العدل والمساواة وحركة عبد الواحد ..وربما أراد الدكتور إغلاق الباب أمام الحركات التي عادت مرتدة للداخل اثر تصريحات الخارجية الأمريكية الاخيرة التي رفضت إسقاط النظام عبر العمل المسلح وفقا لصحيفة الشرق الأوسط ونصحت تحالف ياي بضرورة التمسك بخيار النضال السلمي بدلا من العمل العسكري الذي لا ترغبه أمريكا وبالتالي وحسب ماهو مفهوم لن تدعمه .بلا شك ان الدكتور نافع كان مستصحبا التطورات الأمريكية الأخيرة حين أغلق باب الحوار نهائيا .ولم يخفف عليه بالطبع نية الحركات في جعل دارفور جزءا من مخطط السودان الجديد بقيادة عقار والحلو . وفقا لمراقبين فان الدكتور نافع ربما قصد من تصريحاته هذه إرسال رسائل للقوي السياسية الداخلية فحواها ان الاعتماد علي الغرب لتغيير النظام لا يجدي ولا يفيد وان انتظار انهيار النظام حلم يعشعش في عقول القوي السياسية كاشفا عن سيطرة الأجهزة الأمنية علي أي تدابير يراد بها تغيير النظام . ويتفق مراقبون مع تحليلات الدكتور نافع في ان الولاياتالمتحدة بدأت بالفعل تفقد بعض أراضيها وان قيادة العالم الاقتصادية تتجه شرقا ناحية الصين وماليزيا قريبا وهو ما سيكشف عورة الحركات المسلحة ويعرضها لحر شمس الواقع بعد اختفاء الحلم الأمريكي والوعود الغربية التي بدأت محاصرة بالأزمة الاقتصادية ومهددة بالإفلاس . تذبذب المواقف الداخلية القوي السياسية الداخلية تنظر جنوبا لتحالف ياي بشيء من الفضول فهي ترفضه لكنها قد تتعامل مع نتائجه لاحقا اذا ما افلح في إسقاط النظام وعينها الأخرى علي الثورات العربية بأمل ان تنطلق رياح هذه الثورات وتغزو الخرطوم ...وفي انتظار احدي الحسنيين فان القوي السياسية تلكأت في أمر المشاركة في الحكومة بمفهوم ان النظام الي زوال وليس من الحكمة تحمل مسؤوليات نظام آيل للانهيار غير ان الدكتور نافع أكد ان القوي السياسية ما زالت تحلم بإسقاط النظام وأضاف (يتحدثون عن إننا علي شفا جرف الانهيار ولكنهم هم علي شفا الانهيار في نار جهنم ). تصريحات دكتور نافع بنيالا ربما تمثل الرسالة الأخيرة لمعارضي الداخل والخارج قبل إعلان التشكيل الوزاري ..لا حوار مع حاملي السلاح من الحركات المسلحة ولا انتظار لمعارضي الداخل في مسالة التشكيل الوزاري . فهل تصارع الجمهورية الثانية بمفردها كل هؤلاء الأعداء في الداخل والخارج أم تلحق بعض قوي الداخل بالتشكيل الوزاري بعدما طال أمد الثورة الشعبية المنتظرة! نقلا عن صحيفة الحرة بتاريخ :21/11/2011