تحليل سياسي رئيسي قالت أنباء مؤكدة -السبت الماضي- ان الدكتور خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة وصل مؤخراً الى العاصمة الجنوبيةجوبا فى إطار رعاية دولة الجنوب لما يسمي بالحركة الثورية او بالأحرى تحالف ياي جوبا الذى انضمت إليه حركة خليل مؤخراً لتنضاف الى حركتيّ مناوي وعبد الواحد زائداً الحركة الشعبية (بما تبقي منها) فى السودان. مصادر سياسية جنوبية هاتفتها (سودان سفاري) من العاصمة الجنوبيةجوبا قالت ان أول معضلة واجهت حكومة جنوب السودان حيال التحالف الذى ترعاه، ان د.خليل بدا غير مبال بتوجيهات حكومة جنوب السودان التى أملتها عليه فيما يخص تعامله مع كل من مناوي وعبد الواحد، وأشارت المصادر الى ان اجتماعاً جري فى حلقة ضيقة للغاية ضم كل من د.خليل وأحد قادة الحركة الشعبية طلبت فيه الحركة – صراحة – من خليل فى صيغة آمرة ان يعمل يتناغم وعلى قدم المساواة مع كل من مناوي وعبد الواحد، فى ظل مخاوف يبدو أنها بدأت تتسلل الى داخل د. خليل من ان تكون خلفيته الإسلامية قد تشكل أزمة عاجلاً أم آجلاً له فى التحالف؛ والواقع ان أحاديثاً مماثلة تناقلتها بعض المواقع الإسفيرية قالت ان عبد الواحد ومناوي أبديا تخوفهما بمنتهي الصراحة لقادة الحركة بأن خليل (غير مأمون الجانب) وضربا أمثلة بجبهة الخلاص الوطني التى كونها خليل قبل سنوات وقاد عبرها مغامرات طائشة انتهت بالفشل ودفعت حلفائه للانفضاض من حوله، كما ان مناوي أسرَّ الى قادة الحركة الشعبية بأنه – بالذات – يبدو هدفاً للدكتور خليل حتى بعد تخليه عن اتفاقية أبوجا وخروجه من الخرطوم بحكم ان الاثنين - خليل ومناوي - تجمعهما إثنية مشتركة هى اثنية الزغاوة وان خليل عاقدٌ العزم على عدم ترك المجال لأي قيادي من أثنية الزغاوة بتشكيل حركة منفصلة تمضي الى جانبه على قدم المساواة. وتبدو معضلة الحركة الشعبية الراعي الرسمي للتحالف فى كيفية ضمان انسجام المجموعة بحيث تبدو متماسكة مع الوضع فى الاعتبار وجود تيار آخر انفصل حديثاً عن حركة د. خليل بقيادة محمد بحر الدين، لا يزال د. خليل يستشعر مرارته. وهكذا، فان التحالف الوليد يبدو فى مواجهة أزمات وتحديات لم تجرِ لها عملية حسابية جيدة خاصة إذا استصحبنا ايضاً الهزائم المريرة التى مُنيت بها قوات كل من الحلو عقار فى وقت متزامن تقريباً بما بات يشكل هاجساً للحلفاء أنهم يواجهون خصماً صعب المراس، على الرغم من الدعم السخي المتوفر لهم. وما من شك ان تحالف جوبا ياي الذى جري إبرامه على عجل وإن بدا ان حكومة جنوب السودان تهدف من ورائه الى الضغط على السودان لأقصي حد لانتزاع بعض ما تريده منه، إلا ان هذا الهدف الذي بات بعيد المنال بعد انكشاف كل شيء والمصاعب، بل والمصائب التى لحقت بأطراف التحالف، هو فى وجهه الآخر ايضاً هدف إسرائيلي، تهدف من ورائه اسرائيل الى إخضاع الدولة السودانية لتصبح فى قبضة حلفائها، وهى مشروع عالي التكلفة واسع الخيال من المؤكد ان الدولة العبرية باتت تشعر بأنه صعب وعديم الجدوى. وعلى أية حال تبدو هنا خسارة دولة الجنوب متعاظمة، فالتحالف الوليد متعثر الخطي، وفى الوقت نفسه ينشط تمرد خطير -بقيادة أطور- ضدها ولا يهتم حلفاء الحركة بمآلات ما سيحدث للحركة جراء تمرد أطور ضدها !