مع إقرار باريس علناً وعلى رؤوس الأشهاد أنها أطلقت قمراً اصطناعياً هدفه التحليق فوق سماء دارفور لأخذ صور مهمة للإقليم، متسترة وراء أن الصور المطلوبة – حسب زعم فرنسا – الغرض منها مكافحة الإرهاب!!، فان خبراء مختصون في هذه الشئون التقنية، محلياً ودولياً، قالوا أن القمر المزعوم هو بالفعل قمر تجسسي، وأن التقنية التي يتمتع بها هذا القمر عالية وتقف خلفه جهات استخبارية في الموساد الإسرائيلي والثين بيت (استخبارات الجيش الإسرائيلي)، وبالطبع ليس للقمر هدفاً يتعلق بمكافحة الإرهاب لأ من قريب ولا من بعيد، كل ما في الأمر أن إسرائيل التي ما عادت تخفي مطامعها في إقليم دارفور نظراً لموارده المعدنية والنفطية ومياهه العزبة، لم تجد وسيلة لتلج من خلالها هذا الميدان، بعد أن قضت سنوات تدعم من خلالها الحركات الدارفورية المسلحة ولم تنجح الأخيرة في إحكام سيطرتها على الإقليم أو التحكم في إدارته، أو كلت هذا الدور لفرنسا، والأخيرة في عهد رئيسها الحالي نيكولاي ساركوزي هي عبارة عن إدارة إسرائيلية، تدير المصالح الإسرائيلية ليس من قبل أبيب، وإنما باريس. ومن المعروف أن هذه هي المرة الأولي في تاريخ إسرائيل التي تتمكن فيها من الحصول على منظومة حاكمة (طاقم كامل) في دولة أوروبية كبرى، وعضو في مجلس الأمن تنتمي (دماً وفكراً) إلى إسرائيل، وتشير تقارير إسرائيلية تمت كتابتها بسرية تامة في تل أبيب بمناسبة مرور (40) عاماً على قيام اليهود الفرنسيين بالهجرة إلى إسرائيل، أن فرنسا قدمت عدداً كبيراً من المهاجرين اليهود الذين (قدموا خدمات جلية) لإسرائيل وكما يلاحظ فان هنالك مهاجرين يهود من دول غربية شتي من اوروبا ومن الولاياتالمتحدة، ولكن لم يحدث أن جرى احتفال بمرور سنوات طويلة على هؤلاء المهاجرين الا هذه المرة التي خصصت فيها الاحتفالات لفرنسا وحدها مما يشير الى أن هنالك (دور فرنسي كبير) للغاية للسياسة الفرنسية في خدمة المصالح الإسرائيلية، وهو ما دعا الخبير الدولي (ايلان) – وهو إسرائيلي الجنسية للمطالبة بعقد مؤتمر دولي في تل أبيب بمناسبة مرور (40) عاماً على هجرة اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل، وبحث (مستقبل) العلاقات الإسرائيلية الفرنسية وسبل دعمها وتطويرها. وتشير مصادر دبلوماسية غربية في باريس أن إسرائيل هي التي تقف وراء القمر الفرنسي، وإنها حصلت على تقنيته بطريقتها الابتزازية المعهودة من حليفتها الولاياتالمتحدة تحت دعاوي معاونتها على مكافحة الإرهاب، مع أن إقليم دارفور لم تكتشف فيه حتى ألان أي بؤرة لأنشطة إرهابية، بل أن الصراع الدائر فيه خمد وانتهي ولم يعد هناك أي صراع أو أعمال عنف. إذن الأمر كله يصب في خانة التحركات الإسرائيلية ولكن يشير الخبراء إلى أن ما تتطلع إليه إسرائيلي وفرنسا من وراء هذا التجسس الفضائي معروف ولا يحتاج لكل هذا الجهد، ويبقي فقط التحدي قائماً فيما اذا كان بمقدور إسرائيل أو فرنسا وضع يدها على هذه الموارد بعد أن ثبت استحالة تنفيذ (حرب بالوكالة) عبر دول الجوار، تشاد مثلاً أو الحركات المسلحة في دارفور، فقد استطاعت الحكومة السودانية رغم قلة إمكانياتها من إحكام سيطرتها على إقليم دارفور للدرجة التي لم يعد لأحد من شك في إمكانية قيام الانتخابات العامة وشمول دارفور بها، لتبدو عقب ذلك مهمة إسرائيل وفرنسا وقمرها التجسسي أصعب، وبلا طائل!!