أجراه: عبد العزيز النقر. آدم محمد أحمد كان ميلاد الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي قد أثار ضجة كبرى في أوساط الساحة السياسية السودانية حينها بقيادة رجل الانشقاقات الأول؛ د. لام أكول، غير أن الرياح أتت على عكس ما كان يشتهي الرجل بانفصال الجنوب الذي نتجت عنه ولادة عسيرة لحركته الشعبية (التغيير الديمقراطي) بحكم ارتباطات الحركة السابقة وما أملته الظروف الراهنة؛ الأمر الذي جعل عدد من شباب التغيير الديمقراطي يتصدون لمهمة الخروج من مأزق الحركة إلى مرحلة الاستقرار والانطلاق به إلى آفاق سياسية تلبي طموحاتهم.. (الأخبار) جلست مع قيادة الحزب المكلفة متمثلة في رئيس الحزب هارون محمد إدريس والأمين العام محمد مدثر فرح حول رؤيتهم المستقبلية للحزب / الحركة في حلحلة القضايا السياسية السودانية والآثار التي خلفها الانفصال في الحزب فخرجت إفادات الرجلين على هذا النحو.. بداية حزب التغيير الديمقراطي حزب نشأ في الشمال لظروف حسب رأي كثيرين كانت نتاج خلافات بين د.لام أكول والحركة الشعبية، لكن بعد الانفصال يرى البعض أن مهمته قد انتهت ويتساءلون ما هي دواعي بقاء الحزب. صحيح حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي عندما أنشأه د. لام أكول كان نتيجة للدكتاتورية التي كانت تمارسها الحركة الشعبية باعتبار أن التغيير الديمقراطي هو المسار التصحيحي لرؤية الحركة الشعبية، ونتيجة لذلك كثير من أبناء الشمال انضموا إلى هذا الحزب من منطلقات أن الحركة الشعبية الأم في ذلك الوقت كانت تمارس عليهم تهميشا.. الفكرة كانت ما هي إلا تصحيح مسار للحركة الشعبية. بعد انفصال الجنوب كانت هنالك مؤتمرات عقدت لكل القطاعات بالحزب ، وخرجت بتوصية منها إقامة لجنة سباعية لترتيب أوضاع الشماليين في الحزب. وطافت اللجنة على كل الولايات ورفعت توصياتها لرئيس الحزب؛ د.لام أكول، بعدها كان هناك اجتماع للجنة التنفيذية رقم 46 وهو اجتماع مفصلي خاصة وانه أتى بعد اتفاق أديس أبابا الذي منح الأحزاب الجنوبية العمل لمدة تسع شهور أخرى، بعد ذلك كان لابد من توفيق أوضاعنا في الشمال ولاسيما أنه لم تعد هنالك حركة شعبية لتحرير السودان وتم تغيير اسم الحزب إلى التغيير الديمقراطي. * ويقول الأمين العام : يمكن أن أعطي إضاءة صغيرة عن السبب في تغير اسم الحزب؛ لأننا من أحزاب الوسط لدينا رؤية و"منفستو" قوي جيدا يساهم في حلحلة قضايا السودان وإنقاذ للمشاكل السياسية بواسطة عضوية فاعلة، جل قيادات الحزب من الشباب المشروع الذي بدأناه مع د.لام أكول في تدريب وتعليم الشباب والدفع بهم إلى المواقع القيادية كانت هذه رؤية الحزب الأولى، لدينا حلول كثيرة في الوضع الراهن ويمكن القول إننا سنكون من الأحزاب المؤثرة جدا في المستقبل، وهذا الحديث نستند فيه على النتائج الانتخابية السابقة التي أفرزت كثيرا من الفائزين، وفزنا على بعض الأحزاب التي لها تأريخ، وكان الترتيب والتصنيف الانتخابي لنا رقم خمسة على مستوى السودان، لذلك فإن لدينا عضوية فاعلة، لهذه الأسباب نرى إننا سنكون لبنة قوية للتغيير الديمقراطي ونساهم في حل بعض المشاكل التي تعاني منها البلاد. * كان من التوقع أن يكون حزبكم لبنة حقيقية لتجسير الهوة بين الشمال والجنوب وأن يكون رافدا حقيقيا للوحدة في أي شكل لها ولكن يبدو أنكم بعد تغيير اسم الحزب تخليتم عن هذا الدور وانكفأتم ناحية الشمال؟ لم نرفض هذا الطرح لكن الطرح الذي فرض علينا كان لابد من تغيير الاسم حسب قانون الأحزاب ألا يكون هنالك حزب يعمل في دولتين لذلك وفقنا أوضاعنا. * الآن هل هنالك أي مجهودات بحكم العلاقات السابقة للمساهمة في حلحلة القضايا العالقة بين الدولتين السودان وجنوبه؟! في القريب العاجل ستكون هنالك اتصالات مع أشقائنا في الجنوب بعد أن وصل د. لام أكول إلى تفاهمات مع الحركة الشعبية في الجنوب سوف نبدأ في تجسير الهوة بين البلدين، ونأمل أن نساهم في الوحدة. * تغيير اسم الحزب هل يعني تغيير الأهداف من الحقوق والسياسية؟ الظروف الموضوعية في ظل الجمهورية الثانية يتطلب من أي حزب أن يتوافق حسب الظروف الراهنة إذ لا يمكن أن نتمسك بأشياء كانت تصلح في ظل السودان الموحد. والآن لا يمكن أن تكون مثلا كالوحدة الجغرافية وغيرها، ولكن الأهداف السياسية العامة هي همٌّ مشترك بين جميع الأحزاب وأبناء الوطن هو همٌّ مشترك كالحكم اللامركزي والعدالة دون تمييز من عرق أو جنس أو لون، والمساواة، كل هذه الأهداف مشتركة. * ما هي رؤيتكم الشاملة التي تحدثتم عنها لحلحلة القضايا في السودان؟ القضايا معروفة مثلا كالقضايا الاقتصادية، رؤيتنا لابد من استشارة الاقتصاديين والاستعانة بالمراكز الإستراتيجية؛ للخروج من هذه الأزمة وتشديد الرقابة على الأسواق. *مداخلة الأمين العام المكلف: من الناحية السياسية بدأنا في جنوب كردفان، نفذنا مبادرة الأحزاب الوطنية، خرجنا بوثيقة كانت من بنات أفكار الحزب واتفقنا على برنامج وطني، وهذه جزء من حلول الحزب. *ما هي الشروط الجديدة التي أدخلتموها في العضوية ولاسيما أن العضوية السابقة كانت تعتمد على أبناء الجنوب والهامش، أما زال الحزب يعتمد في عضويته على أبناء الهامش؟ لدينا عضوية من كل ولايات السودان، وفي القريب العاجل يتم عقد المؤتمر العام التأسيسي الثاني. * من أين لكم بالأموال لعقد المؤتمر التأسيسي ولاسيما أن حزبكم كان في السابق يعتمد على د. لام أكول في تمويل الحزب وبعض الشخصيات من جنوب السودان التي رحلت بعد الانفصال؟ لدينا اشتراكات ولدينا أعضاء مقتدرون سيدعمون المؤتمر العام. * أين أنتم هل مع أحزاب المعارضة أم أحزاب الوحدة الوطنية؟ نحن مع أحزاب الوحدة الوطنية * هذه الإجابة تقود إلى سؤال مباشر أن المؤتمر الوطني يقود الآن مشاورات لإشراك عدد من القوى السياسية في الحكومة ، هل لكم أي اتصالات مع الوطني؟ الأمين العام المكلف يرد : ليست هنالك أي اتصالات مع الوطني، لكن طرحنا في الحزب مبادرات، كالتي حدثت في جنوب كردفان، على مستوى المركز لا توجد أي اتصالات، هذا بالقطع لا يعني إننا نرفض المشاركة ولكن رؤيتنا أوسع من البرنامج الوطني للوطن وأصلح من تقسيم المناصب أو اللهث وراء المناصب. * حزبكم كان من الأحزاب المؤثرة في الساحة السياسية في فترة من الفترات، ولربما استمد الحزب قوته من شخصية مؤسسة، ولكن الشاهد الآن أن الحزب أصبح يتضاءل شيئا فشيئا، كيف ستعلنون عن ميلاد حزبكم الجديد، وماذا أعددتم للمبادرات القومية بدلا من المبادرات الولائية؟ طرحنا على الأحزاب أن تنقل هذه المبادرة التي تمت في جنوب كردفان إلى المركز، ولكن دخلت علينا كثير من المستجدات، بالإضافة إلى انشغالنا في بناء الحزب والذي سنعلن عن ميلاده كما تفضلت من جديد وبرؤى وطنية كبيرة. * هل يملك حزبكم قاعدة جماهيرية ؟ نعم، لدينا عضوية جماهيرية كبيرة خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق والخرطوم والشمالية والانتخابات السابقة خير دليل على ذلك.. * ولكن الانتخابات السابقة ليست مقياس للاستناد عليها ولاسيما أن العمل السياسي في السودان دائما ما يستند على مناصرة الأشخاص وليس البرامج، الآن بعد أن غادر لام أكول أصبح حزبكم بلا رأس.. ما هو تعليقكم على ذلك؟ نحن نحترم د. لا أكول، ولكن د. لام أكول لم يكن يعمل وحده، كنا جميعا نعمل من أجل الحزب. * هنالك أحاديث عن أصول الحزب في الشمال ومصادرتها ما مفاد هذا الحديث ؟ بعض الإخوان تسرعوا في هذه الجزئية، ولكن تم تقسيم أصول الحزب بيننا وأشقائنا في الجنوب، ومازالت الأمانة العامة للحزب موجودة في الشمال، تم توفيق الأوضاع بشكل واضح وفك الارتباط بيننا ولا يوجد خلاف. * ما هي أبرز التحديات التي تواجه حزبكم الآن؟ المؤتمر العام في الأساس ولاسيما أننا بدأنا في المؤتمرات التنشيطية والقاعدية ولدينا عضوية ستكون مفاجأة للجميع. * هنالك تكتلات سياسية في الساحة السياسة إلى أين تتجهون أنتم في خضم هذه التكتلات؟ لدينا اتصالات مع كل الأحزاب السياسية ، ونتفق مع الجميع على القضايا الوطنية. نقلاً عن صحيفة الأخبار 12/12/2011م