كالغريق الذي يتعلق بالزبد.. بهذا التوصيف شبه حزب المؤتمر الوطني الحاكم الحال التي أصبح عليها قائد التمرد في ولاية جنوب كردفان, عبد العزيز آدم الحلو, بعد أن سخر من دعوة وجهها الرجل الي مواطني ولاية الخرطوم, للخروج.. والتظاهر سلمياً لأجل إسقاط النظام. واعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب الدكتور نافع علي نافع دعوة الحلو دليل قاطع علي حالة اليأس التي يعيشها جراء تمرده العسكري ومن دعم الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب له. وهو يأس قد عضدته الهزائم المتلاحقة للرجل في عدة مواقع علي رأسها منطقة تلودي التي حاولت قوات الحركة الشعبية مرات متكررة السيطرة عليها, كما تلقي الحلو هزائم في مناطق انقاريو 37 كلم من مدينة تلودي, أم حيطان ومنطقة الحمرة شرقي كادوقلي ومناطق حجر جلابة وتنقلي, كنقلي, وأخيراً مدينة تلودي. وقد أكدت القوات المسلحة بسط سيطرتها علي المنطقة وأنها ستحرر الموقع الأخرى قريباً, وبشر وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين, في تصريحات سابقة بسلام قريب في جنوب كردفان. ولا تختلف الأوضاع بجنوب كردفان عنها في ولاية النيل الأزرق, حيث أحكمت القوات المسلحة قبضتها علي المنطقة وعادت الحياة فيها الي طبيعتها, بينما تلاحق فلول المتمردين. ولم يختلف تعليق نائب رئيس المؤتمر الوطني, الدكتور نافع علي نافع, علي دعوة الحلو لمواطني الخرطوم كثيراً عن رده علي مطالبات الأحزاب والقوي المعارضة التي خيرت الحزب الحاكم ما بين الرضوخ بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد أو السعي لإسقاط النظام بالقوة, قائلا (عندما نختار سنرد عليهم). فبالنسبة للمؤتمر الوطني والحكومة, فان الاثنين – التمرد والعسكري في جنوب كردفان والنيل الأزرق, والقوي المعارضة- يعيشان حالة من الضعف والوهن, لا يمكنها معهما أن تفعلا شيئاً. ففي جنوب كردفان والنيل الأزرق, شارف التمرد علي نهاياته بعد أحكمت القوات المسلحة سيطرتها علي معظم المناطق والأنحاء وان ما تبقي من مناطق تحت سيطرة التمرد وعدت القوات المسلحة بتحريرها قريباً. وقد رأي نائب رئيس الجمهورية, الحاج آدم يوسف, أن الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق, تم افتعالها بسبب تطلعات شخصية لمالك عقار وعبد العزيز الحلو, وليست تطلعات شعب الولايتين, وسعياً لتحقيقها عبر التمرد المسلح علي السلطة وهو ما لن تسمح به الحكومة وفقاً للدكتور الحاج آدم, الذي دعا مالك عقار وعبد العزيز الحلو, الي وضع السلاح والقبول بقرار الشعب بشأن محاسبتهما عل جرائمهما من عدمه. وقال في لقاء مفتوح أمس الأول, بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي مع عدد من رؤساء تحرير الصحف, (أن مالك عقار كان يطمح أن تؤدي المشورة الشعبية بولاية النيل الأزرق الي حكم ذاتي يتولي مقاليد سلطاته. لكن سارت إجراءات المشورة عكس ما يريد, فيما كان يطمح عبد العزيز الحلو في أن يصبح والياً علي ولاية جنوب كردفان, ولكن الفوز في الانتخابات كان من نصيب مولانا أحمد هارون). وأكد يوسف أن عقار والحلو لا يمثلان الولايتين ولا المجموعات الاثنية فيهما, مشيراً الي أن أعداداً مقدرة من قيادات الحركة الشعبية تقف مع السلام وهي ضد الحرب, منهم دانيال كودي وتابيتا بطرس شوكاي, وهم من أبناء النوبة بجانب قيادات سياسية أخري. تبوأت مواقع تنفيذية رفيعة خلال الفترة السابقة. وكشف أن هذه المجموعة تتجه لتسجيل حزب جديد تحت قيادتها يؤكد علي إيمانه بالتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات ويرفض الحرب. وأشار نائب رئيس الجمهورية الي أن هذه المجموعة ستشارك في الحكومة الاتحادية والولائية. وقال أن مالك عقار وعبد العزيز الحلو سيقدمان للعدالة ليعاقبا علي ما ارتكباه من جرائم بحق المواطنين والوطن. وبحسب المؤتمر الوطني الحاكم فان قيادات المعارضة والتمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق, تحاول إثارة العديد من الشائعات, لتفكيك عري التماسك الذي تعيشه المنطقات, علي سبيل المثال ما يثار عن وجود خلافات داخل عضوية الحزب بجنوب كردفان والمطالبة بإقالة الوالي أحمد هارون. الأمر الذي نفاه نائب رئيس المؤتمر الوطني لشئون الحزب الدكتور نافع علي نافع, وقال (أنا شخصياً لم أر هذه المذكرة ولم اسمع بها إلا من خلال الصحف ومن يشار إليهم هم اقرب الناس ليه). لكن الدكتور نافع أشار الي وجود ما اعتبرها خلافات في وجهات النظر إلا أن بعض الأطراف تحاول الإيحاء بأن هناك خلافات في صفوف المؤتمر الوطني في الولايتين – جنوب كردفان والنيل الأزرق- مؤكداً أن الحزب الحاكم لا يضيق ذرعاً بهذه الاختلافات في وجهات النظر مؤكداً أنهم سيستمعون لكل الآراء لإجراء التقويم اللازم. وقال (نحن لا نضيق ذرعاً بالخلافات في وجهات النظر بجنوب كردفان وان هناك رؤى حول ما يجري بالولاية وسنستمع لذلك ونقوم بالتقويم اللازم). أما ما يلي قوي المعارضة, التي هددت من جانبها بإسقاط النظام, فان المؤتمر الوطني, ظل لا يري فيها إلا ضعفاً يمزق صفوفها ويفرق بينها, وهو- ضعف المعارضة – ما أكده مؤخراً وزير التجارة والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي, عثمان عمر الشريف, الذي شن الأسبوع الماضي هجوماً علي المعارضة ووصف في حديث مع قناة الشرقية مواقفها التاريخية بالمحزنة, وسخر الشريف من تاريخ أحزاب المعارضة قائلا (إذا أردنا أن نكشف تاريخهم المخزي فسنحتاج الي صحائف كثيرة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 21/12/2011م