جاء المؤتمرالوطني للحزب الحاكم في السودان الذي عقد أخيرا دليلا علي اتساع العلاقات المتبادلة وارتباطها بمحيطها العربي والاسلامي والافريقي ومع العالم أجمع وجعل السودان نموذجا للحوار والسلام والتنمية وتهيئة كل الظروف الكفيلة بحل أزمات القارة الإفريقية. بحضور المشير عمر البشير رئيس جمهورية السودان الذي قال إن ما يتم صرفه علي الحروب وسباق التسلح يكفي لإخراج العالم من أزماته الاقتصادية والغذائية والمالية, وجاء هذا المؤتمر الذي يعد الأول بعد ثورات الربيع العربي ليؤيد الثورة المصرية والتونسية ويتمنيلهما إقامة دول قائمة علي أسس من الحرية والعدالة. حيث قال عثمان محمد موسي رئيس مجلس شئون الأحزاب بالسودان إن السودان يعيش ثورة للإنقاذ ويحفظ حقوق المرأة ويعد أجيالا للمستقبل ونحن من خلال الحزب الحاكم الذي يعرف مكونات مجتمعه.نأمل أن يكون هناك مستقبل أفضل ينتظر السودان بهمة شبابه.. وتعاون جميع القوي السياسية كافة ومناصرة الأصدقاء. أما د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية لشئون الحزب الحاكم فقال رفضنا أن نجعل مواردنا الاقتصادية رهنا للإملاء والاستنزاف دون عائد مباشر ونحن مع العالم القائم علي العدل والمساواة. وثورة الاصلاح لاتأتي بدون جهد ولكي نصلح العلاقات الدولية فيجب أن نتكاتف جميعا وبصفة خاصة مع القيادات الفكرية والسياسية لأننا نود الإصلاح بالحسني دون أن نتكبد خسائر. وشارك في هذا المؤتمر32 دولة يمثلون27 حزبا وتنظيما سياسيا من مختلف الدول العربية والاوروبية والافريقية. وحضره عدد من الشخصيات ورؤساء الأحزاب ورؤساء برلمان وحسن عباس رئيس مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية ومصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي والذي أكد دور السودان في تأييد الثورة الليبية سواء سياسيا أو إنسانيا من خلال تقديم المعونات. بمبادرة من قيادة المؤتمر الوطني بالسودان انعقد بالخرطوم المؤتمر التأسيسي الثاني لمنتدي السلام والتنمية بحضور قادة وممثلي الأحزاب والهيئات والمنظمات الاهلية الذين توافدوا من العديد من دول العالم. ومستلهما لروح الندوة الدولية التي عقدت في الخرطوم عام2009 وأكدت ضرورة استحداث آلية تعمل علي توحيد الجهود بغية تحقيق الأهداف المرجوة, وما تم من توافق علي إعلان تأسيس منتدي السلام والتنمية. ودعا المنتدي إلي ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الرؤي والعمل المشترك بغية الإسهام الفاعل وبقدر وافر في تقصي أسباب وانعكاسات تلك التحولات بهدف تجنب آثارها السالبة. أكد المنتدي وكما قال علي عثمان طه النائب الأول لرئيس جمهورية السودان إن التنمية رهينة بالاستقرار والإستقرار رهين بالسلام حيث شدد علي دعم كافة جهود السلام ومعالجة النزاعات واتخاذ الحوار آلية لمعالجة وحل النزاعات الناجمة عن المتغيرات المناخية والبيئية من جانبه أعرب نياشينو عضو اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي بالصين( الحزب الحاكم) عن أمنياته بأن تخطو العلاقات الصينية السودانية خطوات للأمام, ويقدر الجانب الصيني حرص الجانب السوداني لتقديم الدعم الخاص بمسألة تايوان والتي تخص مصالح الصين الحيوية. كما أكد الجانب الصيني مساندة الجهود السودانية الرامية إلي تطور اقتصاد المجتمع. وقد اتفق جميع المشاركين في ختام منتدي السلام والتنمية أن تصبح السودان مقرا دائما للمنتدي وشدد علي ضرورة مراعاة احترام سيادة الدول واحترام خياراتها وعدم التدخل في شئونها الداخلية ودعم التجارب الديمقراطية الناشئة وتشجيع ودعم مشاركة المرأة والشباب والقطاعات النشطة في العمل وكفالة حقوق هذه الفئات. أمن المنتدي علي تشجيع التكامل والتكافل والتنسيق بين الدول النامية ودعم جهود الربط الاستراتيجي بينها وتقديم نموذج حيوي لتعاون دول الجنوب فيما بينها واقامة شراكات وتكتلات اقتصادية. وناشد المنتدي الدول المانحة القيام بدورها كاملا بالتركيز علي العون التنموي ودعم القطاعات الحيوية في الدول النامية, واعفاء الديون علي الدول المثقلة وتوازن اسعار المواد الخام المنتجة في الدول النامية ومعاونة تلك الدول بتخفيف الآثار السالبة للأزمة الإقتصادية الدولية عليها. وأكد أهمية تنسيق المنتدي مع المنتديات والتجمعات المماثلة وتبادل الرؤي والتجارب والتنسيق في كافة المسائل التي تتوافق مع مبادئ وأهداف منتدي السلام والتنمية, وحث علي مشاركة كافة الأحزاب والهيئات والقوي السياسية الفاعلة وانضمامها لمنتدي السلام والتنمية لمزيد من إثراء التجارب ودعا المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني حتي يسترد حقوقه المسلوبة. و أكد دعمه لأمن واستقرار افغانستان ودعا الي سحب قوات الناتو منها. والعمل علي انهاء كافة أشكال الاحتلال والاضطرابات والصراعات التي تعيق تحقيق السلام والتنمية. المصدر: الاهرام المصرية 3/1/2012