قبيل حلقة قناة الجزيرة عن فرص الثورة فى السودان ظنت المعارضة ان النتيجة ستكون كبيرة لصالحها بعد ان حشدت لها رسائلها لتقوية موقفها إلا أن النتيجة جاءت مخيبة لامالها مثلما ظلت تتكرر هذه الحالة حالة الخيبة فى كل مرة وفى كل رهان طوال اكثر من (20) عاماً لم يفهمها عقبها إلا مولانا الميرغني وحزبه الذي اقتنع بان (سلم تسلم) التي بدأ التجمع المعارض مواجهته للإنقاذ فى بداياتها ايام كان رئيسه هو لا تصلح بعد كل هذه السنوات التى تمدد فيها المؤتمر الوطنى وقوي ركائزه وعرف كيف يستقطب الجماهير معه من خلال المشروعات الكبري المستمره التى ينجزها ومن خلال عمليات الاستقطاب الذكي التى اتبعها والتى جعلت الأحزاب تتضاءل حجماً وطموحاً وجعلها تعيش على السراب فالثورة التى يحلم بها المعارضون لا تجد ارضيه الآن تمكنها من أن يكون لها سيقان تنطلق بها خاصة فى غياب البديل فاي مواطن يفكر فى ذلك تقفز الى ذهنه التجارب والقدرات والطموحات الموجودة عند المعارضة وذاكرة الشعب لا تنسي الحال قبل قيام حكومة الانقاذ وكيف كنا نعاني من كل شيء. نعاني من السكر والماء ومن صفوف الوقود والخبز ومن ساسة يتحدثون فى البرلمان ولا يفعلون شيئاً على ارض الواقع للمواطن الذي لم يرهم يبنوا جسراً واحداً او يعبدوا طريقاً او ينشئوا مدرسة او يقدموا خدمة واحدة يذكرهم بها الناس بالخير ولكل هذه المعطيات التى يقابلها الآن تغير فى احوال الناس فى المباني والعمران ووسائل النقل ومستوصفات العلاج ووو،، لتؤكد الوقائع ان ثورة الشباب التى يحلم بها المعارضون لن تتعدي السراب فى بلد ارتفع فيه الوعي بحكم زيادة الجامعات وارتفاع عددها من اربع جامعات الى اربعين جامعة وكلية جامعية وقد قال اعرب الامام السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي قبل ايام عن عدم رضائة عن أداء الطلاب من منسوبي حزبه مما يدل على أن الحزب لم يعد له القدره على التمدد والاقناع والانفتاح وكذلك حال الاحزاب اليسارية الاخري التى ليس لها شباب جديد وبالتالى فان التفكير الصائب الذي اهتدي له مولانا الميرغني بوضع يده مع الحكومة لبناء المستقبل من خلال وجوده داخلها والعمل على وضع دستور يحتكم اليه الجميع ليكون وسيلة للوصول الى السلطة هو المنهج وهكذا تؤكد الايام أن مولانا الميرغني كان الاذكي وأن تحالف المعارضة الجديد هو الاضعف في تاريخ هذه المعارضة والذي ولد ميتاً ونذكر فشلها من قبل حتى فى ايام تحالف التجمع المعارص الذي لم يستطع بقوته وقتها وبالدعم الذي لقيه من الخارج أن يفعل شيئاً ولذلك لن يستطيع بضعفه الحالي أن يحرك الشارع الذي صار اذكي من قادة المعارضة الذين جربهم كثيراً ولم ياتوه فى كل التجارب بغير الخذلان والصراع على المصالح حيث شهدنا كيف كانت تنشأ حكومه فى العهد الديمقراطي ثم تنفض قبل ان تفعل شيئاً ثم ياتي تحالف جديد ثم ينفض وهكذا كان الحال فى كل التجارب. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 25/1/2012م