لم يكن خروجه عن حركة التحرير والعدالة يستحق أن يكُتب عنه حرفاً واحداً، لكن ارتباطه الوثيق بالحركة الشعبية لجهة زواجه من ابنة شقيقة نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار ومنحه بذلك رتبة جنرال بالجيش الشعبي، وعلاقته اللصيقة بياسر عرمان وتلقيه لتعليمات خطواته وسكناته منه مباشرةً، وقيامه بالدور المرسوم له بعناية، كل ذلك يجعل من تسليط الضوء عليه، وفضحه وتعريته والكشف عن وجهه الحقيقي أمر ملحاً.. إنه المدعو أحمد عبد الشافع.. وكان قد أعلن أحمد عبد الشافع «توبا» نائب رئيس حركة التحرير والعدالة ورئيس حركة تحرير السودان «وحدة جوبا» خروجه وفصيله عن الحركة، وتخليه عن أي التزامات متعلقة بوثيقة الدوحة، معتبراً أن حركة التحرير والعدالة بقيادة سيسي ليس بمقدورها تحقيق الأهداف التي من شأنها إحداث أي تحول إيجابي في واقع السودان ودارفور، والتي تتحقق فقط بالعمل العسكري الداعم لإسقاط نظام الخرطوم. عبد الشافع، للتاريخ، كان قد أعلن اندماجه في حركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني سيسي يوم 26 أبريل من العام 2011م والتحق بمفاوضات الدوحة، وكان قد صرح بأن الاندماج جاء تأكيداً لرغبة أهل دار فور في الوصول لسلام عادل وشامل في الإقليم. وكان الناس يوم 6 ديسمبر 2011م في حَيرة من أمرهم، وقد أدهشهم هذا «الغلام» وهو يؤكد الالتزامات التي قطعتها الحركة في محادثات الدوحة وجداول تنفيذ اتفاق السلام وذلك في مؤتمر صحفي لدى استقباله رئيساً لوفد المقدمة التي راجعت مع الحكومة في الخرطوم المسائل المتعلقة بترتيبات وصول رئيس الحركة التجاني سيسي.. والمتابع لمسيرة هذا «الصبي» يعتقد أن تناقضاً هائلاً في المواقف وتذبذباً مضطرداً في المبادئ تضربانه في مقتل، لكن الحقيقة هي غير ذلك، فهو يجيد أكثر من ما يجب تنفيذ التعليمات، ولم يكن لينضم لحركة السيسي من واقع رغبته الشخصية في السلام، أو لمصلحة إنسان دارفور، وما كان ترؤسه لوفد المقدمة وتعكيره لترتيبات وصول رئيس الحركة واشتراطه للساحة الخضراء مكاناً للاستقبال أسوة باستقبال الهالك قرنق، ومطالبة الحكومة بتوفير مبالغ خرافية لأجل ذلك.. ما كان اعتباطاً منه أو «شقاوة أطفال»، بل كان تنفيذاً لخطة محكمة لأجل نسف الثقة بين الحركة والحكومة في أول تجربة عملية لبناء الثقة بين الطرفين ... أما انسلاخه في هذا الوقت بالذات وقبل تدشين أعمال السلطة الإقليمية لدار فور بساعات، وتوجيهاته الاستهلاكية لما يسميهم كذباً وافتراءاً بقواته في الميدان بالتوجه لدولة الجنوب للانتظام في صفوف قوات تحالف الجبهة الثورية من أجل إسقاط النظام، فكل ذلك لم يأتِ إلا في إطار إفشال جهود تنفيذ اتفاق الدوحة والذي بدأ بالفعل في سحب البساط من تحت أقدام الحركات المتمردة بعد التفاف شعب دارفور حول الحركة التي أتت بالسلام وشرعت في جعله أمراً واقعاً. أحمد عبد الشافع إذن.. لم يكن غير أداة طيِّعة في يد دولة جنوب السودان، وتم استخدامه لإضعاف موقف الحركات الدار فورية الموقعة، لصالح تلك التي تنتظر دورها لخوض الحرب بالوكالة في إطار ما يعرف بتحالف الجبهة الثورية ... والله على ما أقول شهيد!! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 13/2/2012م