مقصدنا هو الإستدلال بالمثُلات لبيان سلامة العقيدة من عثرات التعبُّد، وفي سيرة الذين سبقوا وقد تولوا أمر العباد وثار الناس عليهم خوارجاً – قالوا انهم كانوا – أم عباداً لله صالحين بدعاوى الحياد عن المسلك وعدم الحياد في سياسة أمر الناس، في سيرتهم خير (...)
الدُخول إلى المآل المُنتظر عقِب الرفع الكُلي للعقوبات الاقتصادية من وجهة نظر مُتفائلة يتعدى القشور السطحية المُستنِدة على التقدم المُحرز في العلاقات بين الإدارة الأمريكية وحكومة السودان في المسارات الخمسة والاختراقات الملموسة في مجالي الحُريات (...)
جوهر ما ترتبت عليه الخُطوة ، يستحق أن يُنظر لها نظرة إدراك .. أما الخُطوة فهي ما يُمكن وصفها بالانقلاب المُفاجئ لدولة الجنوب على الاسم القديم للجيش والذي كان يحمل دلالات عدائية لافتة ،
إذ كيف يمُكن فهم نوايا قوات نظامية لدولة ما تحمل اسم تحرير دولة (...)
تُسن القوانين لتُذكرنا بالحدود التي يجب أن نتوقف عندها ولا نتجاوزها .. كما أن ما يترتب على القوانين من جزاءات إنما يعُود لخيانتنا لهذه الالتزامات حتى نُعيد للعقود الاجتماعية الحياة ولا تفقِد هيبتها .. هذا على المستوى الطبيعي من الالتزام.
وفي حال (...)
لا داعي لتبرير الانقطاع عن النظم خلال الفترة الماضية، رُغم أن وجاهةُ أسبابٍ أظنها كانت هي الحائِلة، لكن المهم بالنسبة لنا ما كان من عُكوف بين الانقطاع والاستئناف على المُجريات (تحديق) وفي ما ينتج عنها (تحليق) .. ولما أذن الله لنا بعودة، انطلقنا (...)
ثمة تراتيب تستمد ديمومتها من قُدرتها على التأثير المُحدث .. وليس من صِحتها أو من عدالتها أو من ضرورتها .. وكما يُقال (إن الأفكار أشبه ما تكون بالفيروسات ، فهي تعيش وتنتشر عندما تجد استعداداً لتقبُّلها ، وتموت وتندثر عندما تواجه مناعةً ترفضها وتقطع (...)
لا مجال في عالم اليوم لإطلاق الرسائل السالبة والالتفاف على الحقائق بإنتاج دراما حزينة يميل لها الوجدان وتُدغدغ بها العواطف .. إذ لم تعُد تنفع هذه الأساليب في ظل عالمٌ مُتغير ينشُد الحقيقة ويسعى لها ويطلُبها ، ومن غير المُجدي في عالم اليوم خداع الناس (...)
مياه كثيرة جرت تحت الجِسر فيما يلي العلاقات السودانية المصرية ذات الخصوصية الجغرافية والتاريخية، إلا أن الشد لم يولِّد القطع، كما أن البسط لم يُفرِّخ التلاحُم الكامل بين البلدين رغم ما يمثله أحدهما من عمقٍ إستراتيجي للآخر،
وليس أدل على الرباط (...)
الأستاذ غازي سليمان المحامي عليه رحمة الله، كان وقافاً على النصوص دقيقاً في التعابير شديد الغيرة على روح القانون.. عرفته الساحة السياسية مدافعاً في غير ما مجال ومناكفاً دون أن يميل بالقانون لخدمة ميوله السياسية.
الأستاذ غازي سليمان وقف ذات مرة في (...)
ماذا أرادت أن تُؤسس له الدُول المُعلِنة انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية ؟ ماذا أرادت أن تُمسرِح على خشبة العرض وتقول ؟ في الواقع إن تفهُم قرار الانسحاب من ميثاق روما المُؤسس للمحكمة الجنائية لا يمكن أن يُفصِح عنه الغلاف أو العناوين العريضة ، (...)
العنوان مُستولد من أشهر كُتب أبي الوليد محمد ابن رُشد بعنوان (فصل المقال .. فيما بين الحِكمة والشريعة من اتصال) إذ ترافع ابن رشد عن الحكمة أو الفلسفة في صراعها مع المذاهب الدينية مُستنداً إلى أنه ليس هناك كبير تضاد بين الفلسفة وعلوم الدين .. لأنهما (...)
[email protected]
25/ أُكتوبر/ 2016م
قبل أن يبسط فيلسوف الائتمان المُتخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق الدكتور طه عبد الرحمن نقده للشرود من الأخلاق ، خصص جهده لزلزلة لائحة من القراءات المُشتغلة على مفهوم العَلمانية ، مُتخذاً في ذلك النقد من (...)
مما يتعجب له المُتعجِب في ما يلي ادعاءات مُنظمة العفو الدولية هذا التدافُع الذي صاحب تلك الادعاءات بُغية الإرغام على التسليم بها، إذ أراد المُتدافع أو قُل المدفوع وضع تقرير المُنظمة عن استخدام أسلحة مُحرَّمة دولياً موضِع الشيء الذي لا يأتيه الباطلُ (...)
من المُنتظر تجاوُز البُعد النفسي لإعلان الكونجرس الأمريكي الذي تجاوَز اعتراض الرئيس أُوباما على قانون العدالة ضد رُعاة الإرهاب بحيث يسمِح لأُسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر بمُقاضاة حُكومات الدول التي ينتمي لها المُتهمون بالمُشاركة في الأحداث . وتجدُر (...)
في هذه الحالة أُنتَدب من تلقائي لتوسيِّع المجال التداولي للمعرِفة المحصُورة في نِطاق ضيِّق من النُخبة.. وأنقل لحضرتكم ما دار في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم، إذ قدَّم البروفيسور جعفر ميرغني ورقة بحثية بعنوان "أسماء البلدان ودلالتها".. حيث انطلقت وأنا (...)
يصعُب التكهن بمُرام دولة جنوب السودان فيما يلي ترميم العلاقة وبنائها على جوار مُقدَّس ومُؤسس بالاحترام المُتبادل والمصالِح المُشتركة .. إذ تمضي وتيرة الخضوع الانتهازي للدولة الوليدة كلما تزايدت عليها الضغوط ، حتى إذا انفرجت بعض الشيء تعمَّدت اتخاذ (...)
سواء حسُنت النوايا أم خبُثت، فإن المفروض من عَلٍ على صفوة يسمون أنفسهم( قوى نداء السودان)، يتشكل واقعا بعد أيامٍ قليلة، وتحديداً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي سيتقاطر نحوها رهط من جهابذة هذه الصفوة للتوقيع على خارطة الطريق بعد تعنتٍ ورفضٍ (...)
المُخاطب مُستنِيِّر، ويتطلَّع سلفاً للتَّعرف على مغزى خطابنا الموجه إليه .. وإلى أين نود أن نمضي به .. وأية فائِدة يجنيها من تتبع كلامنا، لذلك نُخاطبه صراحةً بأن مقُولنا كَثٌر عن الحزب الشيوعي .. ابتداءً من مُراجعات بعض قياداته الفكرية .. ومروراً (...)
الذي لم أتحسب له في تشريِّح الحالة اليسارية كمُتابِع ومتعاطي مع تطوراتها أن تضِيق مساحة الحرية والتعبير عن الرأي لهذه الدرجة .. ومردُّ عدم التحسُب، استند الى الظن الإثم بأن الشيوعي السوداني يُمارِس الديمقراطية بآلياتها التي تتيح حرية الفِعل السياسي (...)
نحرص – فيما يحرص عليه – ألا يكب الحرف طلباً للنصرة العمياء أو الغلبة غير المستحقة .. ونجتنب كذلك حين نسكبه – أي الحرف – أن لا يندلق منحازاً أو متحاملاً .. وفي هذا نكابد عناء وعنتاً شديدين .. لذلك نرجو أن تتعاطوا مع تناولنا لفضيحة المحكمة الجنائية (...)
ختمنا الجولة الأولى من الحديث عن واقع الحالة الجنوبية بتبيان استراتيجية الدول الداعمة للانفصال، والمحصورة في إفراغ الجنوب -كرقعة جغرافية- من مكونه البشري عبر الحرب الدائرة الآن والمرشحة للاتساع وحصد العدد الممكن من الأرواح ، بجانب إجبار المتبقي منهم (...)
ظاهر الأزمة في دولة جنوب السودان .. لا يشير إلى الأيادي الضاغطة على الزناد ، أو المتسبب المباشر فيها .. فكل المتصور أو المنقول أو المتداول هو تجديد لمعارك دامية بين طرفي أزمة فشلا في تنزيل اتفاق السلام الموقع بينهما على أرض الواقع .. ولم يتجاوز (...)
لم ينطلق الذين أنكروا مساعي السودان المشروعة لإنهاء تفويض (اليوناميد) وحاولوا تعطيلها، لم ينطلقوا من اقتران مصالحهم ببقاء هذه القوات فقط, بل تعدوا ذلك إلى التشويش على الاستقرار الذي تشهده دارفور بوضوح لا مزيد عليه. ويمكن القول مبدئياً إن أيادٍ عديدة (...)
العِرفان في جانب منه هو موقف نفسي يمِيِّل إلى القُبول بالسلوك ، خاصة إذا جاء هذا السلوك مُتماشياً مع السجية والعادات السائدة .. لذلك أضُم صوتي للذين قابلوا سلوك القائم بالأعمال الأمريكي بالسودان بينيامين مولينق المُتمثل في تكبُّدِه مشقة الإطعام لبعض (...)
في الواقع، لستُ مُتحمساً لتشويه صورة المعارضة السودانية, بل بالعكس تماماً أدعوها لاغتنام فُرصة تأسيس تصور مُعارِض مُكتمل المنهج والرؤية، وبما أن مُحاولات بناء مثل هذا التصوُّر لا تتأتي عادةً إلا بمُحاولات أولية جُزئية في الغالب، فإن مُحاولات تحرِيك (...)